هل هى مؤامرة أم خيانة ؟! ثوار 30 يونية .. شركاء الأمس أعداء اليوم
اتفق عدد من شباب الثورة على أن معسكر القوى التى شاركت فى 30 يونية تعانى من انقسامات حادة تثير القلق ، إلا أنهم اختلفوا فى طبيعة وشكل هذا الإنقسام، ففيما رأى فريق أن المشاركين فئتين كان من الطبيعى أن ينقسما بعد سقوط الإخوان، رأى الفريق الأخر أنهم كانوا ثلاث فئات انفصلت أول مجموعة بمجرد سقوط الرئيس المعزول، فيما بدأ الفريقين الآخرين فى التنافر فى ضوء ما شهدته البلاد من أحداث.. التفاصيل فى السطور التالية:
تامر أبو عرب:
المحاكمات العسكرية وقانون التظاهر وراء انتكاسات الثورة والثوار
من جانبه، قال تامر أبو عرب، المنسق العام لحملة عدالة، فى تصريحات خاصة لـ»النهار»، إن من نزلوا ضد الإخوان كانوا فريقين، الأول ضد الإخوان منذ البداية وهم من انتخبوا الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية، ولم يكونوا متحمسين لفكرة أن يكون محمد مرسى رئيسا، إلى جانب فريق آخر كانوا مع «مرسي» أو كانوا مقاطعين للانتخابات، لكن ممارسات الإخوان خلال السنة التى حكموا فيها حولتهم للمعسكر المضاد للإخوان.
وأضاف المنسق العام لحملة عدالة، أنه بعدما سقط الإخوان، لم تعد مصالح الفريقين واحدة، لأن الفريق الأول ضد الإخوان على طول الخط، وكان يريد «شفيق» رئيسا، وبالتالى إلى حد ما ليس لديه مشكله مع دولة مبارك ولا الممارسات القمعية لأجهزة الأمن، وفى المقابل كان الفريق الثانى الذى كان ضد ممارسات الإخوان وتقييدهم للحريات وليس ضد الإخوان فى حد ذاتهم، ضد أى ممارسات ضد أهداف الثورة وتتعارض معها، وبمن هذا المنطلق فإن ما حدث فى الفترة الأخيرة، من ممارسات ضد الثورة وأهدافها وما خرج من أجله الشعب فى 25 يناير، متمثلا فى إقرار المحاكمات العسكرية فى الدستور، وإصدار قانون التظاهر، والممارسات القمعية التى تمارس بهدف القضاء على الإخوان، لم تجد قبولا عن الفريق الثاني، الذى لم تكن عنده مشكلة مع الإخوان وإنما كانت مشكلته فى ممارساتهم وسياساتهم فى الحكم، وكان يرى بعد سقوط «مرسي» أنه لابد أن نعود لملفاتنا الأساسية من «عيش وحرية وعدالة اجتماعية، وهذا ما جعل المصالح تتضارب، وبالتالى ذهب كل شخص للمعسكر الذى كان فيه فى البداية، من مع شفيق ودولة مبارك ثابت على موقفه ولا يجد مشكلة فى أى ممارسات أمنية قمعية، والفريق الثانى بدأ يكون معارض للسلطة الحالية وفى نفس الوقت ليس مع فكرة رجوع مرسى ونظامه.
وأشار «أبو عرب» إلى أن السلطة الحالية تلعب لعبة ذكية، حيث تقوم على تصدير وجوه يُفترض فيها الثورية لتصدير خطاب مدافع عن القمع، فتحرقهم سياسيا من ناحية، وتشيع الإحباط فى نفوس شباب الثورة، وهم يرون من كانوا يعتبرونهم رموزا ينضمون إلى صفوف جلاديهم، ويدافعون عن القمع بنفس حماسهم السابق فى الدفاع عن الثورة، وتقول لهم « هذا هو معسكر الثورة الذى تؤيدوه بمجرد أن وصل للثورة أصبح مع الطرف الثاني».
وأكد «أبو عرب» أن ليس هناك تفتت فى قوى الثورة فى وجهة نظره، لأنه من البداية لم يكن هناك اتحاد بينهم، موضحا أنه لو كان هناك اتحاد من الأساس ما وصلنا لما وصلنا له»، مشيرا إلى أنه لا يوجد جديد على الإطلاق شيء جديد فيما يحدث، لافتا إلى أن ما يحدث هو ما حدث بعد 11 فبراير وطوال العامين ونصف الماضيين، هناك إئتلافات كثيرة وكيانات كثيرة انقسمت، والثوار ليسوا فى كيان واحد ولا مستقرين على رأى واحد ولا شخصية واحدة، مشددا على أن الرهان ليس فى أن يكون صوت الناس واحد، وإنما يظهر الاتحاد فى القضايا المهمة، مثلما حدث مع قانون التظاهر، حيث نزلت كل القوى المنتمية لمعسكر الثورة للتنديد بالقانون، إلى جانب خروج شخصيات داخل الحكومة محسوبة على الثورة مثل الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء، الذى خرج وانتقد القانون، وكذلك عزالدين شكري، المتحدث باسم لجنة المسار الديمقراطى بالحكومة، وذلك على الرغم من أنهم داخل صفوف الحكومة، مشيرا إلى أن بعضهم هاجم الداخلية صراحة.
ورأى المنسق العام لحملة عدالة، أن كل خطوة اتخذتها الحكومة فى الفترة الأخيرة، جعلت جزء كبير ممن كانوا مؤيدين لها أو على الأقل صامتين، يحددوا موقفهم بأنهم ضدها، بداية من محاكمة فتيات الإسكندرية ثم إصدار قانون التظاهر وإقرار المحاكمات العسكرية للمدنيين، موضحا أن كل ما سبق دفع من كانوا صامتين طوال الفترة الماضية على الانتفاض ضد السلطة الحالية واتخاذ موقف مضاد لها، وبالتالى حدث انقسام لمعسكرين، مؤكدا أن هذا الإنقسام إيجابي، مشيرا إلى أن هذا الوقت ليس وقت صمت.