هند رستم .. فتاة الكومبارس التى توجت على عرش الإغراء
بحضورها الطاغى وجاذبيتها الساحرة فرضت هند رستم نفسها كواحدة من أجمل أيقونات السينما المصرية .. إن لم تكن الأجمل على الإطلاق .. ومع حلول الذكرى رقم 82 لميلادها..كان لابد من الاحتفال بها .
هند رستم ست البنات :
صراحة هند المدهشة كانت تفاجأ الكثيرين، وخاصة فيما يتعلق بعمرها، وعن جذورها تقول : ” اسمي كاملاً هند حسين مراد رستم ولن أخفي حقيقة عمري كما تفعل معظم السيدات فأنا من مواليد 12 نوفمبر 1931 ولدت بحي محرم بك بالإسكندرية، ووالدي كان ضابط شرطة وصل لرتبة لواء وكان مساعدًا لحكمدار بوليس السكة الحديد والتي أُطلق عليها فيما بعد شرطة النقل والمواصلات ” .
وتضيف : ” أنا في الأساس أنتمي لأسرة تركية أرستقراطية وواجهت والدي ووالدتي مشاكل عديدة في حياتهما الزوجية تصاعدت وانتهت بالانفصال وانتقل أبي للعمل بالقاهرة، ورغم منصبه ومكانته كان عاشقًا للفن وصاحب فكر متفتح جدًا ولهذا لم يكن له موقف معارض بقوة من عملي فكان يقبل المناقشة ويتحاور معي ويستجيب إذا نجحت في إقناعه ” .
الفنانة هند رستم
الفنانة هند رستم
حدث ذات ليلة :
وعن الفن الذى أصبحت من أهم رموزه قالت هند : ” منذ نعومة أظافري كنت أتابع أخبار أمينة رزق وفاطمة رشدي وحينما وصلت لسن الرابعة عشرة من عمري كنت أحرص على مشاهدة كل الأفلام والمسرحيات الجديدة وكنت أبكي وأنا أشاهد أمينة رزق وهي تبدع وتتألق فوق خشبة المسرح وتأثرت جداً بعدد كبير من نجمات هذه الفترة عزيزة أمير وليلى مراد وروز اليوسف وكما قلت فاطمة رشدي وغيرهن ” .
وعن الصدفة التى أدخلتها عالم النجوم تقول : ” كانت لي صديقة تعشق الفن مثلي وتتمنى أن تصبح ممثلة ورغم حبي أنا للفن إلا أنني لم أكن أتحرك أو أسعى أو أضع هذا في مخططي وهذه الصديقة كان لها موقف طريف في حياتي ومستقبلي كله ففي ذات يوم قرأت إعلاناً بإحدى الصحف عن البحث عن وجوه جديدة فاصطحبتني إلى أحد مكاتب السينما ليتم اختبارها وذهبت معها فقط لكي أساندها ليس أكثر ” .
وتواصل هند : ” كانت هذه الشركة هي ”الأفلام المتحدة “، و تستعد لإنتاج فيلم بعنوان ( أزهار وأشواك ) من إنتاج حسين حلمي المهندس الذي اتجه للكتابة والإخراج بعد ذلك، وكان هناك عدد كبير من الفتيات المصريات والأجنبيات ينتظرن أدوارهن للاختبار وأنا جالسة في مكان بعيد ” .
وتضيف أثناء تواجدى ظهر مخرج الفيلم محمد عبد الجواد ومساعده عزالدين ذوالفقار الذي أصبح علامة عظيمة في السينما العربية بعد هذا وراح الإثنان يتفقدان الوجوه الجالسة، ووجدت عز الدين ذو الفقار ينظر لي دون كل الموجودات ويناديني ليسألني هل أنت أجنبية نظراً لملامحي التي تميل للغربية، واندهش حينما وجدني أتحدث العربية بطلاقة وكنت جريئة في الرد عليه وأضحك دون أن أهاب الموقفز ولماذا أهابه وأنا لا أسعى لأي شيء؟!. فأخذني من يدي للمكتب ووجدتني أمام حسين حلمي المهندس بالإضافة لمحمد عبد الجواد مخرج الفيلم وقاموا جميعًا بإجراء اختبار لي ولم أشعر بأي رهبة وفجأة صرخ المهندس قائلاً “هي دي ” وعرضوا عليّ العمل بالفيلم في مشهدين فقط فوافقت على الفور وخرج عز الدين ذو الفقار ليطلب من كل الموجودات الانصراف فورًا ! .
أزهار وأشواك :
هند رستم " اتمخطري يا خيل "
هند رستم في فيلم “غزل البنات ”
وباعتزاز قالت هند عن بدايتها : “عانيت على عكس ما يتصور البعض كثيرًا جدًا..فانا بدأت من أول درجات السلم ففي هذا الفيلم (أزهار وأشواك) بطولة العظيمة مديحة يسري أمام يحيى شاهين وعماد حمدي، يا دوب نطقت جملة ولا اثنين …وفي فيلمي الثاني (الروح والجسد) سنة 1948 إخراج حلمي رفلة وبطولة محمد فوزي وكاميليا ظهرت في مشهدين فقط ” .
وتقول أيضًا : ما لا يعرفه الكثيرون أنني ظهرت في دور صامت لم أنطق فيه جملة واحدة في فيلم (غزل البنات) فقد ظهرت خلف بطلة الفيلم ليلى مراد في مشهد أغنية (اتمخطري يا خيل) وكثير من الناس لا يعرفون هذا ويعتقد البعض أنني ظهرت من البداية بطله رغم أنني شاركت فيما يقرب من العشرين فيلماً في أدوار كومبارس.
و توضح هند : كل نجوم ونجمات الأربعينات والخمسينات والستينات بدأوا مثلي تماماً من الصفر ولهذا أصبحوا نجوماً كبار وعظماء .ونجاحى لم يحدث ا فجأة بل كما قلت تدرجت بشكل طبيعي ففي عام 1949 انتقلت من دائرة الكومبارس إلى دائرة أنصاف النجوم وليس النجوم وحدث هذا على يد المخرج حسن رضا الذي عملت معه قبل هذا في دور كومبارس في فيلم (خيال إمرأة) بطولة كاميليا وقد وقف إلى جانبي وساندني بقوة حينما أسند لي دوراً كبيراً يعد بمثابة البطولة الثانية في فيلم (العقل زينة) عام 1950 عن قصة صلاح أبو سيف وبطولة كاميليا وتقاضيت عن هذا الفيلم أكبر أجر تقاضيته في هذه الفترة وكان مائة وخمسين جنيهاً ورغم فشل الفيلم تجارياً وقتها مما أصابني بإحباط شديد .
وتضيف هند : ” ذكريات أيام الشقاء لتقول عدت للعمل بأدوار ثانوية في أفلام عديدة مثل (بابا أمين) إخراج يوسف شاهين و(التضحية الكبرى) لمحمد عبد الجواد و(الأب الروحي) إخراج عمر الجميعي و(قلوب الناس) لحسن الإمام و(عايزة أتجوز) لأحمد بدرخان و(رسالة غرام) لبركات و(حب وجنون) لعز الدين ذو الفقار وغيرها من الأفلام وكانت نجمات هذه الفترة هن هاجر حمدي وأمينة نور الدين ونور الهدى وسامية جمال وانضمت لهن فاتن حمامة ثم مريم فخرالدين ” .
هند رستم واعترافات زوجة :
حينما عملت معه كومبارس في فيلم (خيال امرأة) شعرت بأنه ينظر لي نظرات مختلفة عن بقية فتيات الكومبارس الأخريات وظل يشجعني وقال لي كلاماً لازلت أتذكره حتى اليوم بأنه سيأتي يوم وأكون نجمة كبيرة وكان دائم الاتصال بي دون أن يصارحني بأي شيء وتوطدت علاقتي به أكثر وأكثر حينما أسند لي دوراً كبيراً كما قلت في (العقل زينة) فطرت فرحًا وكان إنسانًا يتميز بالدقة الشديدة ويعشق عمله جدًا ويحب الممثل بشكل كبير ويهتم به جدًا فأنجذبت نحوه وأصبح بالنسبة لي الزوج والأب الروحي، تحولت العلاقة من علاقة عمل إلى قصة حب توجت بالزواج الذي أثمر عن إبنتي الوحيدة ” بسنت ” .
طريق السعادة :
لعب المخرج الراحل حسن الإمام دورًا بارزًا فى مشوار هند وتقول عنه عام 1954 أثناء مشاركتي في فيلم (الملاك الظالم) وكنت أجسد فيه شخصية مطربة انتبه لي وأكد لي أن كل ما قدمته من قبل لم يقدمني بشكل صحيح ومن هنا أعلن عن تبنيه لي وكتب من أجلي فيلم (بنات الليل)، وشاركت في بطولته مع مديحة يسري وكمال الشناوي وعرض عام 1955 وحقق نجاحًا جماهيريًا ضخمًا .
وأوضحت هند رستم في مذكراتها : ” وقد دفع هذا النجاح حسن الإمام في نفس العام إلى انتاج فيلمين لي إلى جانب الإخراج وأصبحت بعد عرض الأفلام الثلاثة والنجاح الكبير إحدى نجمات السينما المعروفات وأصبحت كذلك من أهم نجمات الشباك مع فاتن حمامة وشادية وماجدة الصباحي وهكذا أصبح ل حسن الإمام فضل كبير على نجوميتي وعملت معه في نحو عشرة أفلام بعد هذا كان من أهمهما فيلمي (شفيقة القبطية) عام 1963 و(الراهبة) عام 1965 وهما من أفضل أدواري على الشاشة التي أعتز بها جداً إلى جانب دوري في فيلم (باب الحديد) مع يوسف شاهين والذي قدمت فيه شخصية (هنومة ).
الحلوة عزيزة :
نالت هند جوائز عديدة..ومع ذلك عاشت تعتز بواحدة فقط وعنها تقول : ” حصلت على جوائز وشهادات تقدير عديدة إلا أنني أعتز بالشهادة التي حصلت عليها عن دوري في فيلم (نساء في حياتي) إخراج فطين عبد الوهاب عام 1957 من مهرجان فيينا، كما افتخربجائزة النقاد المصريين عن دوري في فيلم (الجبان والحب) مع حسن يوسف .وأسعدتني بشدة الدعوة التي تلقيتها قبل سبعة أعوام من مهرجان لوكارنو بسويسرا لحضور حفل تكريم المخرج الكبير يوسف شاهين باعتباري بطلة أشهر أفلامه (باب الحديد) الذي أختير كأشهر وأهم السينمائيين في العالم. وكان باب الحديد أول فيلم مصري يعرض في تليفزيونات أوروبا .
كوميديا (أوديب ) :
وبالتلقائية التى ميزتها .تحكى هند عن اطرف ما مرت به فى كواليس حياتها الفنيه. في بداية مشواري الفني حينما بدأت خطواتي مع الكوميدي فرانسيز عام 1950 قدمت معه مسرحية (أوديب). وهي بالمناسبة تجربتي المسرحية الوحيدة وكانت تعتمد على التمثيل باللغة العامية الدارجة فضحك الجمهور بشدة وسخر مني ، ووصل الأمر بالبعض ان قذف ما في يده على المسرح فقررت بعد هذا العرض ألا أقوم بأي بطولات مسرحية بعد ذلك أبداً ! .
وتكمل لتروى موقفا اخرا فتقول ..بعد فيلم (بنات الليل) عام 1953 وجدت إحدى السيدات ترفع ضدي دعوى قضائية تقول فيها إنني قدمت شخصيتها دون الحصول على إذن منها، ووقفت أمام القاضي تحكي حكايتها وتدلي بها للصحف والمجلات واتضح أنها كانت تسعى لتحقيق الشهرة وتركيز الأضواء عليها ليلتقطها المخرجون وكانت النتيجة انفصال زوجها عنها بعد أن أظهرت نفسها بأنها إمرأة لعوب والحقيقة أنها سعت فقط للفت الأنظار نحوها وحضرت لي بعد هذا وظلت تبكي وهي نادمة على ما فعلت بنفسها وتريد إعادة زوجها لعصمتها فتوجهت له وعرفت أنه يعرف أنها بريئة تماماً وجنون الشهرة أوصلها لهذا ولكنه رفض إعادتها بعد أن أساءت لنفسها بهذا الشكل.
وتكشف هند عن مفاجأة بقولها : ” أضحك بشدة حينما أتذكر مواقف الخناقات الحقيقية التي كانت تحدث مثل خناقتي مع إسماعيل ياسين أثناء عملنا بفيلم (إبن حميدو) لرغبته في سرقة الكاميرا مني والتركيز على نفسه أكثر وخناقتي مع شادية لنفس السبب في فيلم (انت حبيبي) وحينما تدخل فريد الأطرش لفض الخناقة كان نصيبه خربشة في وجهه مني حينما سعى لمنعي من ضرب شادية فأضحك كلما تذكرت هذه المواقف التي كانت تنتهي بصلح سريع وحب أشد.
هند رستم إشاعة حب :
ومن أجرأ اعترافات هند قبل رحيلها قولها : ” كنت أول فنانة تطلق على نفسها شائعات لتلفت الأنظار نحوها وتدفع الصحف للكتابة عنها وجاء هذا الموضوع بثمار جيدة وأنا في بداية مشواري وأصبحت ملكة الشائعات ولكني لم أضر أحداً أبداً بشائعتي هذه ” .
وتؤكد على ماسبق بالقول : ”هل تصدقون أنني ذات مرة أطلقت شائعة بأنني مريضة بمرض خطير وكان له رد فعل كبير لدى الجمهور ” .
وتستطرد هند رستم قائلة : ” إن عمر الشريف كان يقول عني أنني أكثر واحدة تعمل دعاية لنفسها دون أن تنفق مليمًا واحدًا .. وعلى فكرة الذي أطلق عليّ لقب ملكة الشائعات الصحفي الكبير الراحل مصطفى أمين ” .
الخروج من الجنة :
عن قرار لاعتزال والاصرار عليه قالت عنه هند : ”كنت أقول لزملائي أنني سأعتزل حينما أصل لسن الأربعين، وقد اعتزلت مرتين الأولى في عام 1975 ثم عدت عام 1979 لاقف إلى جانب المطرب الراحل عماد عبد الحليم وهو في بداياته ودفعني لهذا حبي الشديد لمكتشفه عبد الحليم حافظ ثم قررت من بعده الاعتزال بلا رجعة .
باب الحديد :
ورغم أن هند قدمت مايزيد عن 74 فيلمًا إلا أنها ظلت حتى آخر أيام تعتز بمجموعة فقط منها وهى حسبما قالت : فيلم (باب الحديد)، إخراج يوسف شاهين، وأعتقد ان الفيلم سفير للفن المصري والعربي، وهو الذي صنع اسم يوسف شاهين، وكذلك فيلم “شفيقة القبطية”، عرض لمدة سنة في لبنان وسورية ومصر وكذلك فيلم “الداهية”.
وتروى قصة رفضها لمشاركة عبد الحليم حافظ بطولة فيلم “أبى فوق الشجرة” فتقول : ” رفضته بعد ما كتبه الراحل إحسان عبدالقدوس، وجاءني المخرج حسين كمال والفنان عبدالحليم حافظ ومجدي العمروسي، ليعرضوا علي دور الراقصة ولكني رفضت وقلت لعبدالحليم : ” أنا قدمت احسن منه، ففيلم “شفيقة القبطية” أحلى مئة مرة من (أبي فوق الشجرة) ، وفي الوقت نفسه قدمت مع فريد الأطرش الفيلم الذي أعتز به كثيرًا جدًا (الخروج من الجنة) ” .
” الجسد” :
وعن الربط بينها وبين أدوار الإغراء تقول هند : ” لم أقدم أدوار “إغراء” في السينما مثل مارلين مونرو، وأنا كنت فتاة جميلة والمشاهد يريد أن يرى الوجه الجميل.. أما الإغراء فهو عدو الجمال والإداء التمثيلي الجيد، وأقول أن هند رسـتم من الفـنانات الجميلات وليست من فنانات الإغراء، ومن تؤدي دور الإغراء تلفت نظر الجمهور بعيدًا عن نقص في نواحٍ جمالية، فلماذا اقبل على الإغراء طالما إنني سيدة حلوة ” .
وأضافت : أستطيع أن أقول بإنني الممثلة الوحيدة في بنات جيلي التي نوّعت في أدوارها السينمائية، بل وفي تاريخها الفني، فمثلاً فاتن حمامة كانت دومًا تفضل دور البنت الطيبة الساذجة الحلوة، وكذلك شادية تفضل أدوار البنت الدلوعة الحلوة، لكني جمعت بين ألوان مختلفة فمثلاً في أفلام “شفيقة القبطية”، و”الداهية”، و”الخروج من الجنة”، و”إمرأة على الهامش”، و”صراع في النيل”، و”دماء على النيل” قدمت ادوارًا متباينة لأن الفنان ألوانًا وأدوارًا عدة.
ومع ذلك لم ترفض هند ما أطلق عليها من ألقاب،وقالت : كانوا يطلقون علي أيضًا “ريتا هيوراث” وأعتقد أن بنات جيلي كن يمثلن الفتاة الشرقية الحلوة مثل ” فاتن حمامة وشادية وماجدة لكن أنا مع الأسف لا أمثل الشخصية الشرقية، لأن شخصية هند رستم تختلف عن بقية الزميلات كذلك الشكل ولون البشرة، ومقاييس الجسم، كلها توحي بالفتاة الغربية .
العريس الثانى :
وعن زواجها من الطبيب الشهير محمد فياض قالت هند : كان لقاؤنا الأول أشبه بلقاء القمة فقد التقينا مصادفة ووجدت فيه أشياء كثيرة ولمست ثقافته الواسعة فتبادلنا الأحاديث واتفقنا على الزواج والحمد لله عثرت على دفء الأسرة والاستقرار الكامل معه.
ووصفت فياض وقالت : ” هو رجل يعرف جيدًا كيف يعامل زوجته وكيف يرتقي بها وهذه عناصر مهمة في حياة أي إمرأة والحمد لله نحن متفاهمان في كل شيء فقد ملأ حياتي بعد أن كنت أشعر بأنني وحيدة ومسؤولة عن نفسي فقط وهذه ضغوط نفسية فوق طاقة أي امرأة فعندما دخل حياتي ألقيت بكل همومي ومتاعبي عليه فأصبح -الظهر الذي أستند عليه- يشاركني أفراحي وأحزاني وهي متعة تفوق متعة النجومية والشهرة بمراحل ” .
وقبل رحيلها فى 8 أغسطس 2011 قالت هند عن فترة مابعد الاعتزال : لقد تحررت من كل القيود وأصبحت أمارس حياتي بشكل طبيعي وألتقي بأصدقائي وأقضي أجمل أوقات حياتي .