النهار
السبت 19 أكتوبر 2024 05:18 مـ 16 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

مصر وروسيا يعودان بعد أخونة أوباما

الأيام تعود للوراء.. فى الزمن الجميل عندما لعبت روسيا دورا محوريا واستراتيجيا فى دعم مصر عسكريا واقتصاديا وفى المشروعات الكبرى مثل السد العالى وبعد صفعة السادات للروس لأنه ارتمى فى الحضن الأمريكى وأن أوراق تفتيت الشرق الأوسط واللعبة فى أيدى ماما أمريكا بنسبة 99.9% تدور الأحداث  ويسقط الستار والأقنعة عن الدور الأمريكى فى مصر خاصة ومنطقة الشرق الأوسط عاما ويقوم الشيخ أوباما بدعم الإخوان والجماعات التكفيرية والإرهابية تحت غطاء الديمقراطية فنحيى زيارة وزير الخارجية والدفاع الروسى صفقة للإدارة الأمريكية وتدشين مرحلة جديدة فى العلاقة التاريخية بين مصر وروسيا.

أكد خبراء استراتيجيون  ومحللون سياسيون أهمية التقارب المصرى الروسى والذى تكلل بالمباحثات المشتركة بين وزيرى الخارجية والدفاع من الجانبين لتعميق العلاقات السياسية والاستراتيجية والعسكرية وإبرام أكبر صفقة سلاح بين الجانبين المصرى والروسى منذ انهيار الاتحاد السوفييتى السابق ، ويأتى هذا التعاون الكبير على وقع توتر العلاقات الأمريكية بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين .

وذكرت مصادر روسية أن الصفقة التسليحية لتحديث الجيش المصرى تقدر بحوالى 4مليارات دولار .

وأوضح الخبراء أن مباحثات وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين سيرجى لافروف وسيرجى شويجو للقاهرة مع وزير الخارجية نبيل فهمى والفريق عبد الفتاح السيسى تكتسب أهمية كبيرة خاصة وأنها زيارة تاريخية وتعد الأولى من نوعها فى تاريخ الصداقة بين الجانبين.

ومن جانبه أكد نبيل فهمى وزير الخارجية اعتزام مصر تطوير علاقاتها مع كل الأطراف بما يمكنها من تنويع خياراتها مبرزا أن تطوير العلاقات مع روسيا يأتى انعكاسا لتقدير مصر لأهمية روسيا ، مضيفا أننا سنعمل فى ذات الوقت على تطوير علاقاتنا مع الدول الكبرى الأخرى .

وتتضمن الصفقة طائرات حديثة ومنظومة صواريخ دفاع جوى وتحديث الدبابات الروسية القديمة وأسلحة متقدمة ردا على قرار امريكا بتجميد جزء جزء من المساعدات العسكرية لمصر.

من جانبه اكد الخبير الاستراتيجى والأمنى سامح سيف اليزل اهمية هذه الزيارة لافتا الى أن روسيا منفتحة على العطاء لمصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا بشكل قوى لأول مرة منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، كما تعطى مصر رسالة من خلال هذه الزيارة بأن مصر تسعى لعلاقات متوازنة مع روسيا وكذلك امريكا وانها لا تغلق الباب على أحد .

واكد د. عبد النعم سعيد الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية أن مصر فى ظل التغييرات التى شهدتها  والمتغيرات الدولية لابد أن تحرص على علاقات تبنى على المصالح بالاساس ، لافتا الى أن ما افشل العلاقات المصرية الامريكية هو التدخل فى الايديولوجيات .

وقال إننا يجب أن ندرك أن الجانبين الروسى والامريكى رغم الحرب الباردة والخلاف إلا أن مصالح عديدة تربطهما مشيرا فى هذا السياق الى التوافق حول جنيف 2 وملف إيران فضلا عن وجود استثمارات كبيرة بين أمريكا والاتحاد الأوروبى مع روسيا، وبالتالى لابد من تعظيم الاستفادة من التعامل مع الجانبين بما يحقق المصالح وتوفير شبكة امان فى العلاقات مع دول العالم ، ومن ثم لابد أن يعى العالم أن مصر تريد التقدم وعلاقات مثمرة وليس استبدال أو احلال علاقة بأخرى أو خوض حرب باردة خاصة فى ظل ما تردد عن أن وزير الخارجية جون كيرى أعرب عن رغبة بلاده فى فتح صفحة جديدة مع مصر وتدعم خارطة الطريق.