النهار
الإثنين 30 سبتمبر 2024 09:11 صـ 27 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

صحافة عالمية

روبرت فيسك: الهجرة الجماعية فى الشرق الأوسط تنذر بعواقب كارثية

أرشيفية
أرشيفية


تحدث الكاتب البارز روبرت فيسك فى مقاله اليوم بالصحيفة عن الهجرة الجماعية فى الشرق الأوسط، وقال إنها ليست بالأمر الجديد، إلا أن الأعداد الهائلة المشاركة فى هذا الأمر تنذر بتأثير مدمر.

ويقول فيسك إن المأساة السورية تزداد شراسة كل أسبوع، فقد صُدم عندما علم أن حوالى ألفى أفغانى، من أفقر فقراء أقسى بلد على وجه الأرض، الذين فروا من الغزو السوفيتى لبلادهم والحرب الحالية بعدها وحروب طالبان، محاصرون فى الطوابق السفلية فى دمشق، غير قادرين على الهرب من سوريا أو العودة إلى بلادهم التى سيكون لهم فيها أبشع كابوس، حيث إن أغلبهم من الشيعة الذين تحتقرهم طالبان. والآن تحاول المعارضة السورية السنية الإطاحة بالأسد.

وبما أن الأسد شيعى علوى، فإن هؤلاء الأفغان ينظر إليهم على أنهم موالون للنظام ومتهمون بالوقوف بجانبه، وقُتل عشرة على الأقل منهم فى تفجير سيارات وضرب بالرصاص. بعضهم تطوع بمغادرة البلاد والعودة إلى أفغانستان لكن الأمم المتحدة أخبرتهم أنها لا تستطيع أن تساعد عبورهم أن تضمن سلامتهم، والآن فإن هؤلاء الأفغان البائسين يناشدون كرم كندا لمساعدتهم.

ويبدى فيسك استغرابه الشديد من كم التحركات السكانية فى الشرق الأوسط، ويقول إنه فى السبعينيات والثمانينيات فر ملاين الأفغان إلى إيران وباكستان، وعشرات الآلاف من اللبنانيين فروا بشكل منتظم من الحرب الأهلية إلى سوريا. وعام 1990، فر عشرات الآلاف من الكويتيين من غزو صدام، بعدما هرب أكراد العراق منه، إلى تركيا.. وبعد الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003، فر ملايين العراقيين من منازلهم وتوجهوا إلى سوريا وإيران، والآن هناك مئات الآلاف من السوريين فى لبنان بما يمثل ربع سكانها وفى بعض القرى الجبلية فى بيروت أعلنت السلطات المحلية حظر تجول السوريين فى الشوارع. 

ويتساءل فيسك عن التأثير الكارثى لهذه الهجرات الجماعية التى تحدث فى الشرق الأوسط، ويقول إنها تدمر مجتمعات بأكملها، وتفكك الهويات القبلية والعائلية وتحول الشعوب المسلمة والمسيحية أيضا إلى جيوش ضخمة من المشردين والمجروحين... ويمضى متسائلا عن تأثير هذا الأمر على الدين وعلى إيمانهم.. ويصف ذلك بأنه الهجرة الأكبر للأرواح عبر الحدود، منذ حركة اللاجئين التى أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وتحدث فيسك عن المصاعب التى يواجهها اللاجئون السوريون فى مصر، وقال إن الرئيس السابق محمد مرسى، قد قال إنه بإمكان اللاجئين السوريين دخول نظام التأمين الصحى والتعليم فى مصر، وكان مؤيدا للمعارضة وربما كان ذلك سببا دعم أمريكا له، رغم أن الأمريكيين ربما لم يلحظوا أبدا علاقته بالإخوان المسلمين فى سوريا، لكن بعد الإطاحة بمرسى، شددت الحكومة المؤقتة من قيود الهجرة، وبدأت حملة ضد اللاجئين الفلسطينيين والسوريين.