النهار
الجمعة 20 سبتمبر 2024 01:48 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

مربع فتنة الإخوان

الرئيس المعزول محمد مرسي
الرئيس المعزول محمد مرسي

كثّفت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة تمركزها بضواحى القاهرة الكبرى بعد تضييق الخناق على أعضائها والقبض على عدد كبير من قيادات الصفين الأول والثانى، وتحول مربع مدن شبرا الخيمة والخانكة والخصوص وشبين القناطر إلى «مكتب إرشاد جديد»، ومركز لانطلاق المظاهرات والمسيرات المؤيدة للجماعة أسبوعياً؛ حيث تبدأ المسيرة فى شبرا الخيمة مرورا بالسواح وتنتهى أمام قصر القبة، فيما تبدأ أخرى بالخانكة والخصوص وتنتهى فى المرج والمطرية بشارع أحمد عصمت بخلاف المسيرات التى تخرج لتشارك فى فعاليات الجماعة فى القاهرة والجيزة.
الأخطر هو تحول المنطقة لقبلة لقيادات الجماعة من الشباب، ومقر للمؤتمرات السرية التى تدير العمل التخريبى الراهن؛ حيث كشفت مصادر مطلعة ورصدت أجهزة سيادية قيام طبيب من قيادات «الإخوان» وقيادة نسائية بحزب الحرية والعدالة، عضو سابق بمجلس الشعب المنحل، باستضافة الاجتماعات التحضيرية للتظاهرات والمسيرات، إضافة إلى خطط الجماعة لتخريب مصر، وتحولت تلك القيادة النسائية إلى متحدث رسمى لهذه الاجتماعات عبر التدوينات والتغريدات ورسائل الفيس بوك التى يتم استغلالها فى إرسال الرسائل والتعليمات المشفرة، التى تتضمن تعليمات محددة، إضافة إلى دعوات الصمود والصبر ومواجهة الانقلابيين حتى يعود الرئيس المعزول لمنصبه وتنتصر الجماعة وكذا توصيل رسائل مشفرة من قيادات «الإخوان» فى السجون من خلال الزيارات للكوادر الإخوانية على الأرض. فى السياق ذاته، كشفت المصادر عن أن الخطط والتكليفات، التى تتم مناقشتها فى الاجتماعات السرية فى شبين القناطر والخانكة، أكدت وجود خطة إخوانية تنفذها قيادات الجماعة الطليقة، التى تدير الأمور فى الوقت الراهن بتكليفات من قادة التنظيم المحبوسين وقيادات التنظيم الدولى، بهدف استمرار أعمال التخريب، ومحاولة إعادة الجماعة لمكانتها التى فقدتها بعد أحداث ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس محمد مرسى، من خلال استقطاب بعض العناصر لتعزيز مطالب الإخوان بعودتهم إلى الحكم أو الإفراج عن كل القيادات المقبوض عليهم فى تهم التحريض على العنف وإثارة الشغب، ومن ثم التفاوض على المصالحة بشرط الحصول على مقاعد فى البرلمان المقبل وعودة بعض رجال الجماعة إلى مؤسسات الدولة عن طريق الاستمرار فى دعواتها للتظاهرات أيام الجمعة وكل يوم بعد صلاة العشاء فى محافظة القليوبية من أمام المساجد المختلفة ومنها: التوحيد والمصطفى بشبرا الخيمة، والجرف فى الخانكة، وشبين القناطر والمعجينى بالخصوص.
كما تضمنت الخطط تحركات الجماعة لاستعادة نفوذها فى العديد من المؤسسات والنقابات والاتحادات المختلفة، واستقطاب مجموعة من العناصر غير المعروفة والمؤيدين للمعزول محمد مرسى للتغلغل داخل صفوف الأحزاب المدنية واختراقها ومعرفة ما تخطط له الأحزاب السياسية. وتضمنت الاجتماعات السرية لعناصر التنظيم المحظور خطة لعرقلة الاستفتاء على الدستور بحملات المقاطعة وإثارة الرأى العام على نقاط الخلاف فى مواد الدستور، خاصة التى تم حذفها، وفى حال فشل ذلك ستكون الخطة البديلة إثارة وافتعال المشاكل أمام لجان التصويت لإظهار وجود خلاف على الدستور وعدم إجماع أمام العالم الخارجى. ورغم نجاح عناصر «المحظورة» فى استغلال مناطق معينة بالقاهرة الكبرى، كمنطقة الكتيب الصحراوية بالخانكة والمثلث الذهبى بشبين القناطر والمناطق العشوائية على أطراف شبرا الخيمة لاختباء العناصر الإرهابية الموالية للجماعة ونقطة لانطلاق منفذى العمليات الإرهابية، فإن قوات الأمن وأجهزة الأمن الوطنى بالمحافظة ووزارة الداخلية كانت يقظة ونجحت فى إسقاط خلية نبيل المغربى فى العبور، المتورطة فى حادث كنيسة الوراق ومحاولة اغتيال وزير الداخلية، وكذا محاولة قيام العشرات من المنتمين للجماعة احتلال محطتى مترو أنفاق شبرا الخيمة والزراعة يوم السادس من أكتوبر الماضى وبحوزتهم 50 قنبلة بدائية الصنع وزجاجات مولوتوف، وكانت الضربة الأقوى هى نجاح الأجهزة الأمنية فى إحباط مخطط لتنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية تستهدف المنشآت الحيوية والميادين خلال احتفالات أكتوبر المجيدة.
فى مقابل هذه التصرفات والخطط والمؤمرات كان لأهالى وعائلات منطقتى شبين القناطر والخانكة رأى آخر ومواجهة من نوع جديد؛ حيث وجه كبار ورموز وعائلات المنطقة إنذارا شديد اللهجة لقيادات الجماعة بالتوقف عن الخروج فى التظاهرات المناهضة للجيش والشرطة، وفى الوقت نفسه تعهد موجهو الإنذار بوقف أى تظاهرات من جانبهم مؤيدة للجيش والشرطة تجنبا لإراقة الدماء وتم إعلان الأمر فى جلسة لكبار العائلات والرموز بحضور أكثر من 250 شخصية من رموز المدينة ومركز الخانكة الذين أكدوا فى بيان لهم أنه تلاحظ خلال الفترة الأخيرة نشوب العشرات من الاشتباكات بين الإخوان والمعارضين لهم فى الشارع الجديد والحى البرى ومنطقة الشيخ خليل والبولاقى والتأمينات والقاسمى، ما ينذر بوقوع كارثة، خاصة أن الجماعة تعتمد فى مظاهراتها على وجود النساء والأطفال بكثافة وهدد المشاركون فى الاجتماع، فى بيانهم، باللجوء لتحرير المحاضر التى تتهم الجماعة بإثارة الشغب والتحريض على العنف ضد قيادات «الإخوان» بالمنطقة.