واشنطن بوست : محاكمة مرسي عبارة عن مشاهد فوضوية وصرخات تحد
واصلت الصحف الأجنبية اهتمامها بالتعليق على أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، قائلة إن المحكمة شابتها «مشاهد فوضوية وصرخات تحدٍّ»، معتبرة أن «الجيش هو من فاز بالجولة الأولى في محاكمة مرسي».
وفي الصحف الأمريكية، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الجلسة الأولى لمحاكمة مرسي بأنها «بداية فوضوية»، قائلة إن المحاكمة بدأت بـ«لفتة تحدٍّ» عندما رفض مرسي ارتداء الزي الأبيض الخاص بالمدعى عليهم، وأصر على أنه «رئيس الجمهورية».
ولفتت الصحيفة إلى المظاهرات الحاشدة، التي دعا إليها أنصار مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وضعف نسبة الإقبال على المشاركة فيها، معتبرة أن ذلك «يعكس التحديات التي تواجه الجماعة المحظورة وأنصارها الرافضين للحكومة الحالية، في ظل الحملة الأمنية المشددة واعتقال قيادتها والرقابة الكثيفة، وحملة الترهيب من قبل قوات الأمن».
وأشارت الصحيفة إلى أنها «المرة الأولى في التاريخ المصري، التي يحاكم فيها رئيسان متعاقبان»، قائلة إن «النشطاء يقولون إن هناك تناقضا صارخا بين المحاكمة السريعة لمرسى وأنصاره، وبطء وتيرة محاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك وأعضاء نظامه المتهمين بالفساد وقتل المتظاهرين».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن «مرسي عاد إلى المحاكمة بدور جديد وهو (متهم في جرائم قتل)، بعد أن بقى في معزل عن العالم الخارجي لمدة 4 أشهر، منذ الإطاحة به في يوليو الماضي».
وقالت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية إن السبب الذي يجعل محاكمة مرسي مهمة هو أن «السلطات الحالية في مصر تسعى، وبعد سقوط المئات أثناء فض اعتصامى رابعة والنهضة، إلى تحويل التركيز على جرائم الإخوان المسلمين».
واعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن محاكمة مرسى تمثل «اختبارا لالتزام الحكومة الانتقالية بالديمقراطية»، كما أنها «تكشف عن مدى تراجع أنصار جماعة الإخوان المسلمين»، موضحة أن مرسى «بدا عنيدا عند بداية محاكمته، ومتحديا شرعية السلطات الحالية، التي توجه له اتهامات التورط في قتل المتظاهرين».
ورأت الصحيفة أن الأشهر الأخيرة الماضية «شهدت انخفاضا كبيرا في احتجاجات أنصار الجماعة، وهو ما يعد مؤشرا على إضعاف الإسلاميين، بعد اعتقال قادتهم المتورطين فى اتهامات جنائية»، ولكنها اعتبرت أن ظهور مرسى «ربما ينشط أنصار جماعته مرة أخرى».
وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، الأمريكية إن الجلسة الافتتاحية لمحاكمة مرسي تخللتها «مشاهد فوضوية وصرخات تحدٍّ»، وهو الأمر الذي رجحت الصحيفة أنه سيجعل الحكومة الجديدة في «كفاح طويل مع الجماعة حتى تجبرهم على الطاعة».
ورأت صحيفة «جلوب آند ميل» الكندية، أن الجيش «فاز بالجولة الأولى في محاكمة مرسي، في قلوب وعقول الشعب المصري»، موضحة أن الجيش التزم بـ«ضبط النفس» على عكس أدائه المعتاد في حملته ضد «الإخوان».
وأشارت الصحيفة إلى خطط القوات الأمنية بإغلاق الشوارع والميادين وقت المحاكمة لصد المتظاهرين، موضحة أن المتظاهرين لم يستطيعوا اختراق الحواجز الأمنية واكتفوا بالهتاف ورفع اللافتات.
وفي الصحف البريطانية، قالت مجلة «إيكونوميست»، في تقرير تحت عنوان «من الرئيس إلى السجين»، إنه «رغم تعود المصريين على مظهر المحاكمات، الذي يتسم بالفوضوية السياسية، فإن محاكمة مرسي قدمت مثالا مختلفا، فهي استمرت 30 دقيقة فقط تخللها صراخ مرسي مع القاضي وهتافه بأنه (الرئيس الشرعي)».
واعتبرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن مرسي لم يبدُ كـ«سجين» في أولى جلسات محاكمته، موضحة أنه بعد قضائه نحو 4 أشهر دون أي صلة بالعالم الخارجي، «ظهر مرسي ببدلة زرقاء وحاول ألا يبدو كسجين».
في المقابل، حذرت افتتاحية «إندبندنت» البريطانية من أن تؤدي محاكمة مرسي إلى «صرف الأنظار عن المشاكل الاقتصادية، التي تعصف بالبلاد»، مشيرة إلى أن «شعبية مرسي تقلصت بسبب فشله في إصلاح الأوضاع الاقتصادية بداية من البطالة إلى التضخم».
وتابعت الصحيفة: «إذا كانت الحكومة المصرية تبحث عن مشهد لإلهاء الشعب عن أزمات البلاد، فإن السيرك الذي حدث في أكاديمة الشرطة يساهم في تقديمه بجدارة».