فيسك: مرسى أثار الفوضى فى محاكمته أمس
رأى الكاتب البريطانى الشهير "روبرت فيسك" فى مقاله اليوم بصحيفة (إندبندنت) البريطانية أن محاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسي" أمس كانت بمثابة نموذج وتجسيد لحالة الانقسام الذى يعانيه الشعب المصري.
وأشار فيسك إلى أن الأمر المرعب حاليا فى مصر هو أن هناك الكثير من المصريين يعتقدون أن الحل الوحيد لتجنب هذه الازمة من البداية كان يقوم على عدم انتخاب "مرسي" اساسًا.
وسرد "فيسك" شهادته عما رآه فى المحاكمة أمس، وقال إن الفوضى سادت قاعة المحكمة عندما صرخ "مرسي" قائلا: "أنا رئيس الجمهورية".
وأثار ذلك غضب بعض الصحفيين من كلا الجانبين المؤيدين لمرسى والجيش، وتصاعدت الهتفات بين "مرسى رئيسي" والمضادة لها "إعدام إعدام". ولكن ذلك لم يحرك ساكنا فى البداية لقوات الأمن الذى كان البعض منهم يرتدى الزى الأبيض، وآخرون بملابس مدنية، والبعض الآخر يرتدى سترة واقية من الرصاص، ولم يفعلوا شيئا لوضع حد لهذا السيرك.
وبعد فترة بدأت الشرطة فى محاولة إسكات المحامين عن المتهمين الذين كانوا يتجادلون مع الصحفيين ورجال الشرطة، بينما مرسى ورفاقه السابقين - الذين ألتقوا للمرة الاولى منذ إطاحة الجيش به فى يوليو يراقبون الوضع بهدوء من داخل القفص الحديدي.
وقال فيسك: كان هذا جزءا من مأساة ما بعد الثورة فى مصر، ففى حال أثبت المحكمة تهمة التحريض على القتل المتهم بها أول رئيس منتخب فإن ذلك قد يكلفه حياته.
وأضاف "فيسك" قائلاً: جلسة الأمس تثير تساؤلات حول مدى تحقيق الديمقراطية فى مصر، وإمكانية تمثيل الحكومات العربية لشعوبها، وهل سيستمر الثوار المناضلون كما كانوا فى السابق يدافعون عن حريتهم وكرامتهم؟؟.