النهار
الأحد 22 سبتمبر 2024 10:27 صـ 19 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

تفاصيل مروعة عن جريمة كنيسة الوراق الإرهابية

الإرهاب»  رغبة وفرصة «  فهناك قتلة يرغبون فى المزيد من إراقة الدماء... ينتظرون الفرصة لتنفيذ جرائمهم  وإشباع غرائزهم  الانتقامية ..وكل يوم يوسعون دائرة أهدافهم حيث لم تعد تقتصر على الجيش والشرطة بل امتدت إلى كل المصريين وأخرهم أقباط يحتفلون بزفاف فى كنيسة الوراق .. جريمة ليل تكشف نوعية مرتكبيها من الظلاميين .. تاركة علامات استفهام عديدة عن هوية الجناة ولماذا الكنيسة بالذات ولماذا الآن ؟ وكيف هرب الجناة من مسرح الأحداث المكتظ بهذه السهولة ...؟ وما هوالهدف  القادم ؟ الإجابة فى السطور التالية :-

 

فى البداية من الضرورى الإشارة إلى أن حادث إطلاق النار على مجموعة من المواطنين الأقباط أثناء خروجهم من احتفالية زواج أمام كنيسة السيدة العذراء فى منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، هو حلقة فى سلسلة  الاعمال الإرهابية المنظمة التى تتعرض لها مصر منذ أحداث ثورة 30 يونيو والتى أنهت حكم الإخوان فمنذ سقوط الجماعة وفض اعتصامى رابعة والنهضة وما رافقهما من سقوط ضحايا والتفجيرات تتوالى فى سيناء ومدن القناة والعاصمة القاهرة ..منذ هذه اللحظة وكل الدم المصرى عند التكفيرين صار مباحا، طالما سيقود إلى انهيار الدولة وتفكيك مؤسساتها دون مبالاة بحجم أو نوعية الضحايا .

 

ما يعنى أن الهدف كان إثارة الرعب ونشر الفزع وإثبات الوجود عبر عملية قتل عشوائى لأكبر عدد ممكن من الضحايا فى جريمة يتردد صداها فى الإعلام خاصة خارج مصر لإثبات الوجود من جانب جماعات الإرهاب .

 

التفاصيل

 

بدأت وقائع الجريمة ليلة الأحد حيث توقفت دراجة بخارية يستقلها شخصان ملثمان قاما بإطلاق الرصاص العشوائى باتجاه الكنيسة من سلاحين آليين مما تسبب فى وفاة 4 أشخاص وإصابة نحو 17 آخرين، وكان الحادث وفقا لروايات شهود العيان مخططا له حيث تقوم كنيسة الوراق ليلة كل يوم أحد باستضافة حفلات ومناسبات اجتماعية تشهد كثافة ممن يشاركون فيها..

 

من جانبها قامت الأدلة الجنائية برفع فوارغ الطلقات من محيط الكنيسة، فيما أفادت  مصادر أن الشرطة ألقت القبض على خمسة من المشتبه بهم فى الحادث لكن الجهات الرسمية لم تعلن التفاصيل ولم تتسرع فى توجيه الاتهام وإن كانت وصفت الحادث بالإجرامى البشع فيما أثارت الجريمة ردود أفعال غاضبة وحمل ناشطون أقباط الحكومة المسئولية.

 

فكما يقول مينا ثابت المتحدث باسم اتحاد شباب ماسبيرو: فإن الحادث جاء  بعد أن صدمتنا حكومة الثورة بالحديث عن المصالحة .

 

وأضاف ثابت أن ما حدث من قتل وترويع للأقباط أمام كنيسة العذراء مريم بحى الوراق -محافظة الجيزة- هو مسئولية الحكومة ويتحمل الدكتور حازم الببلاوى بصفته رئيسا لهذه الحكومة مسئولية التقصير فى حماية المواطنين بدءا من الاعتداءات التى وقعت بعد فض اعتصام رابعة حتى الهجوم الدموى على كنيسة الوراق.

 

وأعلن مينا ثابت عن تحركات قبطية للحشد والتظاهر أمام مجلس الوزراء بشارع قصر العينى للمطالبة بالمحاسب للمقصرين وسرعة القبض على الجناة ومحاكمتهم

 

ووضع خطة لتأمين الكنائس وتعويض الضحايا والمصابين.

 

اهتمام عالمى

 

الحادث حقق أبرز أهدافه وهى إثبات الوجود حيث  حظى باهتمام عالمى فتابعته الصحف العالمية مثل صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية والتى وصفت الحادث بأنه جزء من النمط القاتم من الهجمات التى تستهدف الأقلية القبطية فى أعقاب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، حتى أن بعض جماعة الإخوان يحملون المسيحيون مسئولية الاحتجاجات الحاشدة التى سبقت الإطاحة به.

 

يأتى هذا فى الوقت الذى تتصاعد فيه الاتهامات ضد جماعة الإخوان المسلمين والموالين لها من المتطرفين حيث وجهت جماعة شباب الإخوان المنشقين اتهاما صريحا للجماعة فيما توقعت مصادر مطلعة استمرار استهداف الجيش والشرطة خاصة بعد إعلان جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن تفجير مبنى المخابرات بالإسماعيلية و توعدت بالمزيد من التفجيرات .

 

الهروب

 

يبقى التساؤل المهم كيف هرب الجناة من مسرح الأحداث سريعاً ؟ تعددت الروايات حول طريقة الهروب حيث تردد أن سيارة ميكروباص ساعدت فى تغطية الدراجة البخارية التى كان يستقلها الجناة من الخلف، ومنعت مرور السيارات خلف العناصر الإرهابية، على مسافة تجاوزت المائة متر ولهذا لم يتمكن الأهالى من مطاردة الإرهابيين ، حيث أوهم قائدها المارين بتعطل سيارته، حتى يقوم بإخلاء الطريق، خلف الدراجة التى نفذت العملية.

 

فى حين تؤكد رواية أخرى أن تأمين هروب الجناة تم بحرفية عالية من عدة اتجاهات جعلت مطاردتهم مستحيلة حتى تمنكوا من الهرب .

 

اللغز

 

وقد تعددت الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعى مفتقدة كلها لأى دليل فهناك من نسب الجريمة للأمن وهناك من حملها لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وكافة ذيولها المتطرفة الهجوم الإرهابى وهناك من حملها لحكومة الببلاوى المرتعشة ما يؤدى لاستمرار الإرهاب حيث أنها توانت عن دورها فى تنفيذ قانون الطوارئ و إحكام حظر الجماعة الإرهابية كما تمد أحزابها الرئيسية اليد للتحالف مع الإخوان من أجل مكاسب انتخابية مقبلة ويتبنى أقطابها دعاوى المصالحة كى يحققوا ظهير إخوانى يساندهم فى الانتخابات القادمة و تحول الأمر من حكومة تحمى المصريين إلى حكومة يتاجر أعضائها بدماء المصريين من أجل مصالحها  بحسب التعبيرات الحادة التى استخدمها البعض .

 

عقاب للمصريين

 

مؤسسة شباب ماسبيرو قالت فى بيان لها عن الحادث أن ما تفعلة جماعة الإخوان هى رسالة عقاب من الجماعات الإرهابية لكل المصريين و منهم الأقباط على توحدهم فى الاطاحة بمحمد مرسى عضو الجماعة الإرهابية المحظورة و حليف تنظيم القاعدة بحسب البيان .

 

فى حين قالت مؤسسة الإسلام الوسطى العالمية للإنقاذ إنها تدين الحادث الإجرامى المريب بالهجوم المسلح على كنيسة السيدة العذراء بالوراق وأكدت المؤسسة مسؤولية الجماعات ذات الفكر التكفيرى الارهابى عن الحادث وغيره من الأعمال الإجرامية فى البلاد كما تحذر المؤسسة فى بيانها  من سعى تلك الجماعات الإرهابية لأحداث فتنة طائفية تريذ من حالات الاحتقان بين طرفى الأمة المسلمين والمسيحيين والانفلات الأمنى والفوضى والتفجيرات التى تعم البلاد منذ لحظة الاولى لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بالجيزة كما أكد عبدة حامد المتحدث الإعلامى للمؤسسة أن الجماعات الإرهابية تلعب دورا بارز فى إشعال نيران الفتنة بالقتل وأحراق الكنائس كورقة ضغط على النظام الحالى للعودة لمائدة المفوضات بين الحكومة والجماعات وذلك بمضاعفة أعمال العنف والتخريب وصولا للإنفلات الأمنى فى الشارع المصرى وتشتيت النظام فى قضايا داحل وخارج مصر بهدف هز الثقة فى قوة النظام وتحقيق مكاسب سياسية .