أفلام العيد ... «زمن الفن القبيح»
يدور شريط السينما داخل قاعة العرض فتظهر على الشاشة مصر كما يراها بعض صناع الأفلام، عشوائيات وبلطجية وراقصات ومهرجانات شعبية، هى نفسها العشوائيات التى يعانى سكانها غياباً حكومياً تاماً، وتجاهلاً متعمداً لمشكلاتهم، تستخدمهم الأعمال السينمائية لتجتذب المشاهدين، تعرضهم على الشاشة كما لو كانوا كائنات من كوكب آخر، إذ تلصق بهم كل خطايا المجتمع، من تجارة فى المخدرات، وسرقة، ودعارة، وبلطجة. يقبل الناس على المشاهدة، يتوحدون مع بطل الفيلم الذى يتحرك أمامهم على الشاشة، يرقص ويغنى، ويضرب بالسنجة والخرطوش، وينتهى الفيلم بموته أو القبض عليه، فيما تظل المنطقة العشوائية التى خرج منها على حالها، بلا تغيير أو تبديل.
يخرج المشاهدون من صالة العرض إلى الشارع، حيث ينقلون معهم كل ما كانوا يشاهدونه قبل قليل على الشاشة، تغزو أخلاق البلطجة المجتمع شيئاً فشيئاً، تسود روح اللامبالاة والعدمية، يتحسر الجميع على زمن كان الفن فيه جميلاً، وكانت السينما بأعمالها الخالدة تقود المجتمع للأفضل، فإذا بهم يصحون على كابوس يطل عليهم مع كل عيد داخل دور العرض.