النهار
الجمعة 20 سبتمبر 2024 03:49 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رياضة

الصين تبهر العالم بحفل إفتتاح غير تقليدي لدورة آسيا 2010

أ ش أبحضور الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبى الآسيوي والبلجيكي جاك روج رئيس اللجنه الأولمبية الدولية، أعلن رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو مساء اليوم /الجمعة/ رسميا إفتتاح دورة الألعاب الآسيويةالسادسة عشرة آسياد 2010 التي تستضيفها مدينة قوانغتشو عاصمة مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصينى حتى 27 نوفمبر الجاري.يقام هذا العرس الرياضى الآسيوي-الذي ينظم مرة واحده كل أربع سنوات، ويعد ثالث أكبر حدث رياضى عالمى بعد الأولمبياد والمونديال ، وتستضيفه الصين للمرة الثانية بعد إستضافتها للدورة ال11 فى بكين عام 1990 ، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقه.يشارك فى تنفيذها نحو 100 ألف ضابط وشرطي ومئات الآلاف من الحراس الأمنيين والمتطوعين، وأعداد مماثلة من كاميرات المراقبة لضمان أمن قرابة 15 ألف إداري ومدرب ورياضي جاءوا من 45 بلداً يتنافسون على 476 ميدالية في 42 رياضة، ونحو 10 آلاف إعلامى.وقد بررت اللجنة المشرفة على أمن الألعاب في بيان رسمى الاستعانه بهذا الحشد الكبير من رجال الأمن بأن دورة قوانغتشو تستقبل أكبر عدد من الرياضيين والرسميين والصحافيين في تاريخ الألعاب الآسيوية وعليه يشكل الموضوع الأمني تحديا كبيرا.وخلافا للإحتفالات التقليدية ،،أوقدت شعلة الألعاب الأولمبية على ضفاف نهر اللؤلؤ بطرقه مبتكرة إستخدمت فيها كل التقنيات العالية فائقة التقدم، ووصل الرياضيون المشاركون فى الدورة عبر زوارق بلغ عددها إلى 45 يمثل كل واحد منها دولة سارت لمسافة 3ر9 كم عبر نهر اللؤلؤ وصولا إلى جزيرة هاشينشا الموقع الرئيسى للاحتفال حيث أنشئ أكبر مسرح مائي في العالم يتسع لـ28 ألف متفرج فوق بحيرة إصطناعية حفرت في قلب نهر اللؤلؤ وملئت بالماء بارتفاع 30 مترا بسبب قلة الأمطار الموسمية.وعلى ضفتى النهر ، أقيمت ست منصات مؤقته لتقف عليها حشود الفنانين لتحية الرياضيين القادمين،، من خلال العزف على آلات موسيقية متعددة لمختلف الدول الآسيوية،، ومن خلال التغنى بأنشودة لم الشمل- الأغنية الرسمية لآسياد 2010- والتى شارك في أدائها كوكبة من الفنانين الآسيويين بصحبة المطرب الصيني الشهير سون نان والمطربة الصينية الشهيرة ماو آ من.وصاحب الأغنية عرض مشاهد لأبرز المعالم السياحية الصينية والآسيوية،على شاشات سينمائية عملاقه ،من بينها دار أوبرا قوانغتشو، وبرج قوانغتشو، ومظاهر الحياة في شارع شيقوان التقليدي، وسور الصين العظيم ،والقصر الإمبراطوري ،والمعبد السماوى في الصين ،ونهر الجانج وتاج محل في الهند، ومعبد أنجكور وات في كمبوديا.وقد تجملت مدينة قوانغتشو بنشر خمسين مليون آنية زهور فى شتى أنحائها تجسيدا لسمعتها التى إشتهرت بها على الصعيدين المحلي والعالمي كونها مدينة الزهوروتجسيدا لروح الألعاب الآسيوية الخضراء والتى تتماشى مع ما تدعو إليه البلاد في الوقت الراهن لتعميم مفهوم الحياة الخضراء منخفضة الكربون.وبدأ حفل الافتتاح باطلاق الأضواء من طبقات برج كانتون (610 م) فكانت أشبه بالألعاب النارية، ثم رفع العلم الصيني وسكب صبي معلق في الهواء يمتطي ورقة خضراء جرة ماء فتفجرت المياه من الأرض وكانت العنصر الأساسي في العرض.وتتالت العروض الفنية وشكلت مناظر طبيعية زاهية الألوان رافقتها لوحات خلفية بالأبعاد الرباعية شارك فى التحكم بها وتوجيهها نحو 1300 شخص عبر أجهزة الريموت كونترول فكانت غاية في الجمال وأبرزت معالم الصين وحضارتها العريقه وإنجازاتها الحديثه.وكانت الإضاءة بالليزر والأنوار الساطعه من أبرز مظاهر الاحتفال حيث عمل على إنشائها وتشغيلها 580 فنياً استخدموا 360 كم من الكابلات الكهربائية، وطغت ألوان الملابس الزاهية على معظم اللوحات المنفذة على الأرض وفي المياه والتي إستغرقت أكثر من ساعة ليبدأ بعدها استعراض طابور ممثلي الدول المشاركة في الدورة.وسار وفدا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية منفصلين في طابور العرض فكان حالهما في قوانغتشو كما في أولمبياد بكين (2008) بعد أن توحدا في أولمبيادي سيدني (2000) وأثينا (2004) وآسياد الدوحة 2006 تعبيرا عن المصالحة بين الدولتين.وتميز وفد الصين بألوان ملابسه التي تطابقت مع ألوان التعويذة (جاكيت صفراء وقميص أحمر غامق وبنطلون أبيض وربطة عنق بيضاء ضمت رسوما بالألوان الأخرى إضافة إلى الأخضر والأزرق)، فيما استقبل وفد تايوان بتصفيق حار خلال مروره.وعلى غرار ما قامت به بكين حينما إستضافت الألعاب الأولمبية قبل عامين، عمدت مدينة قوانغتشو ثالث أكبر المدن الصينية من حيث المساحة( 7434 كيلومترا مربعا) إلى إنفاق نحو 18 مليار دورلا على مدى 6 سنوات- منذ الاعلان عن فوزها بشرف إستضافة تلك الدورة فى يوليو عام 2004 - لأجل بناء وتجديد 70 منشأة رياضية وإقامة محطة جديدة للقطارات ومركز تجاري عملاق، وتطوير خطوط جديدة للمترو وإطلاق مشاريع كبيرة في مجال الأبنية السكنية والطرقات السريعة والجسور.وخرجت قوانغتشو عن المألوف بعدم إعتماد الألعاب النارية فقرة ختامية للمهرجان(حيث تعد الألعاب النارية أحد المظاهر الرئيسية لاحتفالات الصينيين المحلية ولدى إستضافة أحداث إقليمية أو دولية ذلك أن الصينيين من ناحية يحلو لهم تذكير أنفسهم قبل العالم بأن بلدهم كان أول من إخترع البارود، ومن ناحية أخرى يعتقدون الى حد الايمان الراسخ بأن المفرقعات النارية تخيف الأرواح الشريرة فتجعلها تغادر الأرض مفسحة المجال أمام قدوم آلهة الثراء والحظ والسعاده إلى أعتاب بيوتهم) وعوضا عن ذلك إستبدلتها بالحزمات الضوئية التي لا تتسبب في تلويث البيئة.وألقى الفهد كلمة بعد العرض الرسمي شكر فيها الصين من حكومة ولجنة منظمة ولجنة أولمبية والسكان على الجهود الخارقه التي بذلوها والعمل الدؤوب الذي أنجزوه من أجل إستضافة الألعاب، وتمنى للرياضيين أن يستمتعوا وأن ينجحوا في المنافسات الرياضية، داعياً رئيس الوزراء إلى إعلان الافتتاح الرسمي للألعاب.ويذكر أن الرئيس الصينى هو جين تاو أناب رئيس الوزراء ون جيا باو لافتتاح ذلك الحدث الكبير بالنظر الى وجوده خارج البلاد فى جوله شملت كوريا الجنوبية واليابان لحضور القمة الخامسة لمجموعة العشرين والقمة ال18 لمنتدى آبيك،، كما يذكر أنه من بين أهم الشخصيات التى حضرت هذا المهرجان السحرى المثير الرئيس الباكستاني آصف على زرداري ورئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا .