النهار
الخميس 4 يوليو 2024 07:09 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

يعملون ضد الثورة ويدعون أنهم من قادتها !

ظهر مصطلح "الطابور الخامس" بقوة على الساحة السياسية المصرية خلال الآونة الأخيرة، وبعد 30 يونيو فى إشارة للأشخاص  الذين يصدرون للجميع أنهم شخصيات تنتمى لمربع الثورة ولا تنتمى للتيار الإسلامي، ولكنها فى الواقع تنتمى لفكر جماعة الإخوان المسلمين، وتتبنى مواقف الجماعة السياسية. ومن المعروف أن مصطلح "الطابور الخامس هو مصطلح متداول فى أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية التى نشبت عام 1936 ميلاديا، واستمرت ثلاث سنوات، وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال "اميليو مولا" أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار، فقال حينها إن هناك طابورًا خامساً يعمل مع الوطنيين لجيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية التى كانت ذات ميول ماركسية يسارية من داخل مدريد ويقصد به مؤيدى فرانكو من الشعب وبعدها ترسخ هذا المعنى فى الاعتماد على الجواسيس فى الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكى والرأسمالي.

فهل حقاً فى مصر طابو خامس أم أن الأمر مجرد وهم وغرام بالمصطلحات ؟  ومن هم الطابور الخامس إن وجدوا ؟ سؤال عرضناه على العديد من المشتغلين بالسياسية وتباينت آراؤهم ..تفاصيلها فى السطور التالية :

طارق الخولى  :

فى مصر الطابور الخامس هم دعاة الثورة وعلى رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح وسليم العوا

وقال طارق الخولي، وكيل مؤسسى حزب 6 إبريل، إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب "مصر القوية" هو من يقود الطابور الخامس فى مصر الآن، مشيرا إلى أن أبو الفتوح صدر نفسه فى وقت من الأوقات على أنه ينتهج منهج وسط بين جماعة الإخوان المسلمين التى خانت الثورة وباعتها بأبخس الأثمان، وقدم نفسه أمام قوى كثيرة من قوى الثورة بأنه شخص مختلف عن الجماعة وله وجه مختلف واستطاع أن يكون سببا فى سحب أصوات كبيرة من الأصوات التى كانت متجهة لحمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية، بطرح نفسه كشخصية ثورية، ونجح فى أن يجعل عدد كبير من شباب الثورة يؤيده.

وأضاف الخولى أن أبو الفتوح بموقفه الأخير الذى كان ظاهر وواضح تماما أنه متسق تماما مع موقف جماعة الإخوان المسلمين، وإعلانه أن ما حدث فى مصر انقلابا عسكريا ورفضه لما حدث ومطالبته بعودة محمد مرسي، يؤكد لدى أنه رأس الطابور الخامس ليس كشخص فقط ولكن كمنهج.

وأضاف وكيل مؤسسى حزب 6 إبريل، أن الدكتور محمد سليم العوا، المرشح الرئاسى الكبير، يتساوى بصورة كبيرة مع أبو الفتوح، ويأتى على رأس قائمة الطابور الخامس، لافتا إلى أنه كان من أهم الأشخاص فى نظام محمد مرسي، موضحا بأن الرئيس المعزول كان يستخدم "العوا" فى مواجهاته السياسية لتمرير بعض الأمور، مشددا على أنه منهجا وفكرا يتبع الإخوان. وغيرهم من الشخصيات التى على نفس الشاكلة.

وشدد الخولى على أن كثير من الوجوه التى تظهر على قناة الجزيرة هى فى الأصل "طابور خامس" أو صارت "طابور خامس" لجماعة الإخوان المسلمين، واتهم الناشط السياسى أحمد ماهر، منسق حركة 6 إبريل بأنه "طابور خامس"، مشيرا إلى أن كثيرا من أعضاء جبهته لا يعرفون هذه الحقيقة، وفرق خلال حديثه بين "الطابور الخامس" الذى يشير إلى مجموعة مندسة بداخل القوى الثورية والشخصيات العامة والنخبة السياسية، والتى تحاول أن تظهر نفسها بأنها ليس من الإخوان، ولكن فى وقت معين تظهر انتمائها الحقيقي، وبين من يمارس ما وصفه بـ "الميوعة السياسية"، مستطردا: فى اعتقادى أن  الدكتور محمد البرادعى والدكتور عمرو حمزاوى هم أصحاب فكر أو طريقة الميوعة السياسية.

وتابع وكيل مؤسسى حزب 6 إبريل، قائلا إن البرادعى وحمزواى لديهم "مياعة" سياسية  فى التعامل مع ما يقوم به الإخوان الآن،  ويرون أن هناك طرق مختلفة فى التعامل مع اعتصامات رابعة والنهضة، وعندما تسألهم عن هذه الطرق لا تجد إجابة، مشددا فى الوقت ذاته على أنهم أصحاب منهج مختلف ولا أحد يستطيع القول بأنهم "طابور خامس"،ولكنهم يمارسون ميوعة سياسية شديدة قد تتسبب فى إرباك شديد للوطن كموقف استقالة البرادعي، وذلك بحسب قوله، وطالب الخولى لحماية مكتسبات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، كشف وفضح أصحاب الطابور الخامس، الذين يتسترون خلف كيانات تدعى أنها ثورية، وخلف أشخاص باعوا أنفسهم والوطن.

محمد موسى :

عبد المنعم أبو الفتوح وأحمد ماهر.. على رأس الطابور الخامس

محمد موسي، عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر،  يؤكد وجود طابور خامس فى مصر ويقول إن فى مقدمة الطابور الخامس الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح، مشيرا إلى أن الجميع شاهده على شاشات التلفاز وهو يدافع عن الإخوان، وكان من قبل رفض الانسحاب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور فى 2012 رغم انسحاب جميع ممثلى التيار المدني، مضيفا أن الدكتور عمرو حمزاوى هو الآخر ينتمى للطابور الخامس، لافتا إلى أن الاثنين يتحدثان بنفس الأسلوب، وتساءل بأى صفة يخرجا هما والمدعو أحمد ماهر - مؤسس 6 إبريل -  للحديث عن المصالحة مع الإخوان، مستطردا: "عن أى مصالحة يتحدثون وهناك دماء سالت فى الشوارع".

وقال موسى إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح على رأس الطابور الخامس، واصفا إياه بأنه "يتلون" حسب الحالة، مشيرا إلى أنه فى الصباح تجده يصرح بأن هذه ثورة وفى المساء يصرح بأنها انقلاب، فى الصباح يصرح بأن الإخوان أفسدوا البلاد، وفى المساء تجده يطالب بإخلاء سبيلهم، لافتا إلى أنه نشأ فى حضن الجماعات الإسلامية الجهادية ثم انضم لجماعة الإخوان المسلمين، وكان هو المنقذ لها، وهو يلعب نفس الدور الآن.

وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر أن أبو الفتوح انشق عن المنصب التنفيذى فى مكتب الإرشاد ولكن لم ينشق عن الجماعة وفكرها الذى يجرى فى عروقه، مؤكدا أنه يحاول إحياء التنظيم الذى تفكك وتحلل، مستطردا: أقول له هيهات هيهات لأن التنظيم انتهى ولن تستطيع فعل ما فعلته فى السبعينيات مرة أخرى فى 2013 .

واعتبر موسى أن الدكتور محمد البرادعى إما أنه ينفذ أجندات ليست مصرية أو أن المفاهيم التى نشأ عليها طوال مدة عمله خارج الوطن لا  تتفق مع مفاهيم الشارع المصري، وإنما تتفق مع مصالح الطابور الخامس، مضيفا : "أقول لكل الطابور الخامس وليس لأحد باسمه أنتم لا تسعون لنهضة مصر وإنما تسعون لشيئين إما حفنة دولارات تحصلون عليها أو تنفيذ أجندات خارجية من أجل تقسيم هذا الوطن"، مشددا على أن هذا لن يحدث أبدا وأن الشعب المصرى سيتصدى لهذه المحاولات.

محمد عطية :

هناك مجموعات شبابية فى الطابور الخامس سوف نكتشف أنها قادة الإخوان فى المستقبل

من ناحيته، قال محمد عطية، المتحدث باسم تكتل القوى الثورية، إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يأتى على رأس الطابور الخامس الموجود على الساحة السياسية الآن، ويعتبر مرشد الإخوان القادم، وأضاف أن هناك أيضا مجموعات شبابية أيضا منهم محمد القصاص ومحمد عباس أعضاء حزب التيار المصري، مشيرا إلى أنهم ينتمون للجماعة وسوف يكونوا فيما بعد قادة الجماعة.

ورفض عطية توجيه الاتهام بالانتماء للطابور الخامس للكيانات الثورية والسياسيين الرافضين لحكم الإخوان وعودة حكم العسكر، واستنكر القول بأن الدكتور البرادعى ينتمى للطابور الخامس، مشيرا إلى أن البرادعى شخصية وطنية وقيمة ثورية وساهم فى الثورة بشكل كبير.

شريف الروبى :

نواجه مشكلة كبيرة فى الوقت الحالي، لأنه لم يعد هناك تعريف حقيقى لـ"الطابور الخامس"

شريف الروبي، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، قال : إننا نواجه مشكلة كبيرة فى الوقت الحالي، لأنه لم يعد هناك تعريف حقيقى لـ"الطابور الخامس"، موضحا بأن الطابور الخامس كان يطلق على من يندس وسط الثوار ويؤيد مواقف الإخوان، ولكن فى الفترة الحالية أصبح يطلق على كل شخص يطالب بنبذ العنف وحقن الدماء والمحاسبة القانونية وتفعيل القانون "طابور خامس" للإخوان وهذه مشكلة حقيقية.

وأشار الروبى إلى أنه يرى أن كل من عمرو عبد الهادي، المتحدث باسم جبهة الضمير، والدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، والكاتب الصحفى وائل قنديل، والمعتز بالله عبد الفتاح "طابور خامس"، ولكنه يرفض أن يقال على الدكتور محمد البرادعى طابور خامس، لافتا إلى أن البرادعى كان مع قوى الثورة وشبابها منذ بدايتها، وكان من الشخصيات الرئيسية التى طالبت بالخروج ضد نظام محمد مرسى وإسقاطه، ولكن هو ضد العنف وضد ممارسات معينة من العنف، واختلف مع الإدارة الحاكمة، فأصبح لكل الناس المؤيدة للعنف "طابور خامس"، مشددا على أن البرادعى أخذ قراره بالاستقالة من منصبه بناء على مبدأ هو مؤمن به بعيدا عن الإخوان.

وشدد عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، على أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ليس طابور خامس ولكنه طابور أول، مؤكدا أن كل من أبو الفتوح ومؤسسى حزب التيار المصرى وعلى رأسهم محمد القصاص ومحمد عباس وعبد الرحمن فارس طابور أول "مخفي"، لأنهم بشكل أساسى يرفعون شعار "ضد العسكر ضد الإخوان ضد الفلول"، وهم فى الحقيقة عندما كان الإخوان هم الذين فى السلطة لم يخرجوا ضد مرسي، بل وكانوا يوجهون لنا الانتقادات والسباب.

رفعت السعيد :

كل دولة فيها طابور خامس وفى مصر لا نفرق أحيانا بين العمالة والخيانة وبين الخلاف فى الرأى 

رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، رفض ذكر أسماء بعينها تنتمى للطابور الخامس، ولكنه اكتفى بالتأكيد فى تصريحاته لـ"النهار" أن كل دولة فيها طابور خامس لا شك فالشعوب ليست ملائكة كلها ولا شياطين كلها ففيها الوطنى وفيها الخائن ، مشيرا إلى أن مصطلح  "الطابور الخامس" ارتبط بالإشارة إلى الخونة والعملاء، وفى مصر يجب أن نفرق بين من يختلف فى الراى وبين من يخون الوطن لأنه ليس كل من اختلف معنا فى الرأى يعد من المنتمين للطابور الخامس وإلا صارت هذه مشكلة وإلقاء للتهم بصورة خاطئة .

حمادة الكاشف :

الطابور الخامس فى مصر درجات و"محمد  البرادعى " وعمرو حمزاوى  ليسوا منهم

من جهته، قال حمادة الكاشف، المتحدث الرسمى لاتحاد شباب الثورة وعضو تنسيقية 30 يونيو، إنه يرى أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح طابور خامس، مشيرا إلى أنه يلعب دور لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وانكشف أمام الجميع دعمه للقوة الفاشية فى المجتمع.

وأضاف الكاشف أنه يرى من الكتاب الصحفيين كل من وائل قنديل ومعتز عبد الفتاح من المنتمين للطابور الخامس بمفهوم أنهم يناصرون الأخوان ضد الثورة ، مشيرا إلى أن الأخير غير مهم وغير مؤثر وباحث عن دور، كما أشار إلى أنه من الشباب الناشط السياسى وائل عباس من الشباب المنتمى لهذا الطابور، موضحا بأنه يظهر فى أوقات معينة وينظم هجوم شديد على شخصيات بعينها موجودة على الساحة بدون سبب مفهوم لحالة الهجوم الشنيعة.

ولفت المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة إلى أن هناك شخصيات بخلاف المنتمين لـ "الطابور الخامس" يقومون بتشويه الثوار والسياسيين على الساحة، ضاربا مثال بالرئيس الأسبق  لنادى الزمالك ، وأكد الكاشف أن معظم المنتمين للطابور الخامس بلا رؤية وبلا مشروع وبلا هدف سياسى واضح، ورفض خلال حديثه الاتهامات الموجهة لكل من الدكتور محمد البرادعى وعمرو حمزواى بأنهم "طابور خامس" ، واعتبرهم أشخاص ذوى رؤى تتسم بـ "الميوعة" السياسية، مشددا على أنه يرفض وصفهم بـ"طابور خامس".