مجدي حسين: فض اعتصام رابعة بالقوة سيفجر الثورة في كل مكان
قال مجدي أحمد حسين، رئيس حزب العمل الجديد، إن النواميس لا تتغير منذ فجر التاريخ حتى الآن وإلى أبد الدهر، فالطاغية يعرف قوته المادية جيدا ويرى أنها تكفى وزيادة لسحق الشعب، بعض المستشارين ينصحونه بتقدير ردود الفعل، فيأخذ بها حتى حين، ولكنه ينتهى مرة أخرى إلى قرار سحق الشعب، وهنا تكون نهايته.
وأضاف حسين، في بيان له، أن الطاغية يرى الدبابات والطائرات والجنود المصفوفة والمدججة بالسلاح تابعة له، ويرى بعض العزل من النساء والأطفال والشيوخ والرجال والشباب بمليون أو اثنين أو أكثر، إن هؤلاء تفرقهم شوية طلقات فى الهواء ثم فى المليان، وأن الموضوع يخلص فى دقائق، وهذه الخطة موجودة على مكتب "السيسى"، ولايحتاج إلا الضغط على الزر حتى تنفذ، مشيرا إلى أن الطغاة لايتعلمون؛ فهم يقرأون درس مذبحة الحرس الجمهورى أنها كانت مذبحة ضعيفة ولم يتلوها عمليات إبادة مستمرة لمن هم فى الشوارع، ولذلك لم تحقق غرضها، ومجزرة الجندى المجهول لم تحقق هدفها لأن النيران المستخدمة فيها لم تكن كافية!.
وتسائل:"ماذا يعنى 300 قتيل فى معركة إبادة الاسلام السياسى وتركيع شعب؟ هذا رقم تافه، قائلا: هذا الأحمق وأتباعه يظنون أن القضية فى اعتصام رابعة واعتصام النهضة، ولكنهم لايفكرون فى العواقب، ماديا خلال ساعات، تكون الضحايا بين 500 إلى عدة آلاف، و10 آلاف مصاب على الأقل، وبغض النظر عن رد الفعل العالمى، فإن الثورة ستنتقل إلى كل مكان، وهى أكثر ضراوة وعنادا وصلابة، وهى أصلا موجودة فى كل مكان، واعتصامات فى عواصم المحافظات يعتمد الطاغية بخصوصها على التعتيم الاعلامى، وليعلم هؤلاء الحمقى أن التعتيم الاعلامى لايوقف الثورات، فعندما قطعوا النت والمحمول كان هذا يوم انتصار ثورة 25 يناير على الشرط، وهل قبل الفضائيات والنت لم تكن الثورات تنجح! بالعكس الاعلام المعادى أكبر مخرب للثورة.
وأكد "حسين" أن المنشورات التى تلقيها الطائرات على المعتصمين تثير السخرية، وتؤكد أن "السيسى" وأعوانه يعيشون فى عالم آخر، ولم يذكر له أحد أن هذه المنشورات لا تأثير لها فى الحد الأدنى، وإن كان لها تأثير فهى عليه، فهذا أسلوب الجيوش المحتلة، حين تطالب سكان البلاد المحتلة بالاستسلام ورفع الرايات البيضاء، وهذا ماتفعله طائرات اسرائيل على غزة من حين وآخر.
وشدد على أن ضرب اعتصامى رابعة والنهضة لاقيمة له، بالعكس سيؤدى إلى تأجيج الثورة ودخولها فى مرحلة أعلى فى اتجاه الحسم، وإذا بدأتم بعد ذلك فى فتح النيران على المظاهرات التى ستنفجر فى كل مكان، فهذا ممكن لمدة يوم أو اثنين، ولكن ستبدأ عمليات التمرد الواسع فى الجيش والشرطة، لأنهم لن يقتلوا أهلهم فى النهاية.
وتابع:" كثرة التفكير فى الحل الأمنى من علامات فشل الانقلاب . لأن الانقلاب العسكرى فى التاريخ هو عملية جراحية خاطفة لنقل السلطة ، وتستقر سريعا . إذا لم يستقر الانقلاب خلال أيام قليلة جدا ( أول 24 أو 48 ساعة ) يكون قد فشل، لأن الانقلاب العسكرى عملية غير شرعية، وأشبه بعملية النشل، فإذا لم ينجح النشال بخفة يده فى سرقة المحفظة خلال ثوان ويهرب فورا من موقع السرقة ، تكون العملية قد فشلت ، فإذا تعثرت أصابعه فى جيب أو فتحة عروة أو حزام المجنى عليه ، فسيشعر به ، ويهتف : حرامى .. حرامى . وتكون فرصة الهرب معدومة ، خاصة إذا كانت الواقعة فى أتوبيس".
وذكر أن "السيسى" محدود الأفق بالرؤية الأمنية كان لابد أن يفشل لأن نجاح الانقلابات يرتبط بالظروف السياسية وليس بسبب الشطارة أو الحداقة .
وأشار إلى أن المخابرات الأمريكية نجحت فى انقلاب شيلى ضد سلفادور الليندى ولكنها فشلت فى انقلاب ضد شافيز لاختلاف الظروف السياسية أساسا ، قائلا: حتى أمريكا ياسيسى بطلت انقلابات عسكرية فى أمريكا اللاتينية، مشدّدًا علي أن الحل الوحيد لنجاة "السيسي" هو أن يعتذر للشعب ويطلب المغفرة من الله ومن الشعب وأن يتقدم لرابعة العدوية بدباباته للانضمام إلى الاعتصام، ولكن هذا المشهد لم يحدث فى التاريخ، لم نسمع عن قائد انقلاب فعل ذلك، فهو يخاف الاعدام والضرب بالبلغ على أقل تقدير. وتأخذه العزة بالإثم.