داعية سلفي : حذاء مبارك اشرف من جماعة الأخوان
هاجم الداعية السلفى الدكتور أسامة القوصى جماعة الإخوان المسلمين، وقال إن حذاء الرئيس الأسبق حسنى مبارك المحبوس حاليا فى سجن طرة برقبة الجماعة ومرشدها العام، معللا ذلك بأن مبارك كان ينتمى للوطن، بينما الجماعة تنتمى لمشروع خاص بها، وشدد القوصى، على أن نظام الجماعة كان كابوسا وانزاح عن كاهل المصريين، مشيرا إلى أن اعتصام أنصار الدكتور محمد مرسى الرئيس المعزول بمحيط رابعة العدوية هو رقصة الموت، وتطرق القوصى إلى لغة التشدد التى سادت العام الماضى، إبان حكم مرسى، وقال إنه لا يتفق مع من يحرمون الموسيقى والفن، مشيرا إلى أن العسكر يحمون مصر، ولا يحكمون، وإلى نص الحوار.
ما هى رؤيتك للمشهد الحالى؟
- المشهد الحالى معقد جدا وخصوصا أن اللعبة فيها مخطط أمريكى صهيونى وواضح أن الإخوان والسلفيين الذين أسميهم بـ«المتأسفلين» أصبحوا ورقة فى يد الأمريكان والصهاينة الذين يستخدمونهم لتقسيم الوطن.
كيف تصف 30 يونيو؟
- شاركت أنا وأسرتى فى يوم 30 يونيو، ونحن الآن فى رمضان وعيد الجلاء، فأى شخص ألتقى به أقول له كل سنة وأنت طيب بمناسبة شهر رمضان وبمناسبة عيد الجلاء فنحن كنا محتلين، فالاحتلال فى صورته الحديثة غير الاحتلال فى صورته القديمة، فالاستعمار الحديث غير القديم، فأمريكا تحتل أغلب دول العالم عن طريق الثقافة والمال والأعمال، فأصبح المحتل ليس بحاجة أن ينتقل إلى الدولة التى يريد أن يحتلها، ولكنه يصدر ثقافته وفكره ورجال أعماله، فالشاهد على كل الحال أن ما حدث فى مصر من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2013 مرحلة انتقالية كانت عبارة عن احتلال وغزو فكرى رهيب واحتلال من أجل أخونة مفاصل الدولة ومحاولة تغيير الهوية المصرية والشخصية المصرية، ومن يوم 30 يونيو شعرت أن روحى رجعت لى، فالمصريون كانوا يشعرون بوجود كابوس طابق عليهم، فهذا اليوم يمكن تسميته بعيد الجلاء أو عيد التحرير أو عيد الحرية.
كيف ترى فى رأيك تصاعد الكراهية للإخوان المسلمين خلال العام الذى حكمه محمد مرسى؟
- جماعة الإخوان المسلمين تطالب المواطنين بالتبرع من أجل الجهاد والتبرع للصوماليين، ثم تضع هذه الأموال فى خزانة الجماعة، فهم يأخذون أموال الناس التى من المفترض أن تصرف لصالح أعمال خيرية ويضعون هذه الأموال فى جيوبهم، فالإخوان تأكل أموال الناس بالباطل بزعم أن الإخوان تجاهد فى سبيل الله فأصبح قيادات الإخوان يملكون فيلات وقصورا وممتلكات وكله فى سبيل الله، فالأمر أصبح نوعا من النصب وليس من الدين، فهؤلاء لا
يمثلون الدين، وفى الخارج يقولون للمصريين أضفتم لوسائل الديمقراطية وسائل جديدة وهى المسيرات فى الشارع، فالمظاهرة فى الخارج تقف بلافتات أمام البرلمان، ولكن لم يروا أناسا يسيرون فى الشارع بهذه الأعداد، وما حدث فى 30 يونيو عبقرية للشعب المصرى، فأكبر تجمع بشرى هو الحج الذى يحضره بأقصى تقدير 4 ملايين، فالعالم كله يتحدث عن شعب مصر وعبقريته التى نزل بها الشارع بالملايين.
فيما يتعلق بتصريحاتك الخاصة برفضك الخروج عن الحاكم فى فترة مبارك، هل مازلت تؤيد هذا الرأى مع الرئيس المعزول محمد مرسى؟
- علمى يتغير كأى إنسان كنت أفهم وقتها بطريقة والآن أفهم بطريقة أخرى، فأنا مؤمن إيمانا جازما أن الخروج المسلح على الحاكم حرام فى حالتى مبارك ومرسى، ولكن الخروج السلمى عليهما حلال والخلاصة هى طريقة الخروج عن الحاكم، الحاكم الذى جاء بإرادة شعبية يمكن عزله بإرادة شعبية أيضا، ولا يعنى أنه جاء بالصندوق أنه ممثل للإرادة الشعبية، لأن تلك الإرادة يمكن أن يتم تزييفها، أما الخروج عن الحاكم بشكل سلمى فلا أراه خروجا عن الحاكم نهائيا، وقديما كان هناك ما يسمى أهل الحل والعقد وهم وجهاء القوم وممثلو الناس أمام الحاكم، هؤلاء كما يعقدون البيعة للحاكم ويحلونها منه لأنهم يمثلون إرادة جماهير وراءهم، فأهل الحل والعقد مجلس الشعب، وفى غيابه الآن المجلس العسكرى.
هل ترى أن ما حدث انقلاب عسكرى كما يرى البعض؟
- المجلس العسكرى نفذ الإرادة الشعبية فقط، العسكر يحموننا ولا يحكموننا، ورجال الدين يخدموننا ولا يحكموننا، والناس لا تفهم هذا، الدين ليس هو الخادم وإنما الشخص هو المكلف، وتوصيف ما حدث على أنه انقلاب عسكرى توصيف خاطئ، ولكن الجيش حمى إرادة الشعب من أن يعتدى عليها نظرا لأن الأخير لا يستطيع أن ينفذ هذه الإرادة لافتقاده القوة الكافية لأن الرئيس السابق محمد مرسى كما لاحظنا كان يرفض الرحيل، وبالتالى كان طبيعيا أن يلجأ الشعب لمن يحمى إرادته، ومرسى استخدم نفس الغباء والحماقة التى فعلها مبارك، وهذا زاد من اشتعال المشهد وحنق الشعب عليه لأن الشعوب يجب ألا يتم التعامل معها بالعناد والشعب المصرى مسالم وطيب، فنزول الناس للشارع كان شيئا جميلا ومؤثرا للغاية وأقل التقديرات حتى من الإخوان أنفسهم من أصحاب العقول قالوا إن العدد 17 مليونا.
هل ترى ما يحدث بمحيط رابعة العدوية هو ثورة ضد ما يسمونه الانقلاب العسكري؟ و ما رأيك فى الشعارات التى تهتف «إسلامية إسلامية» و«الشعب يريد تطبيق شرع الله»؟
- ما يحدث الآن فى رابعة العدوية أعتبره رقصة الموت، هؤلاء الناس فقدوا كل ما لديهم من أوراقهم حتى على المستوى الداخلى فشلت محاولاتهم فبدأوا يستقوون بالخارج، ما يحدث الآن ناس خائفة فى حالة خروجها من الميدان أن يتم القبض عليها واعتقالها، وبالتالى تحتمى فى هذا الجمع وتحاول الخروج بأقل الخسائر، وهذا فى نهاية الأمر لن يصب فى مصلحتهم لأن الشعب المصرى بدأ يكرههم عن بكرة أبيه، لأن ما يصرحون به أعلى المنصة يجعل الناس تستعديك وتبدأ تتبرأ منك، نحن أمام مشهد درامى مأساوى وينطبق عليهم قول الله تعالى «يخربون بيوتهم بأيديهم»، وأقول لهم كفاكم حماقة، عودوا إلى رشدكم وإلى وطنيتكم وهويتكم وإلى أهلكم فأقرب الأقربين لكم يتبرأون مما تفعلون، وأنا أتمنى أن يراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى صوابهم وهويتهم الحقيقية وسماحة الدين الجميلة والنسيج المصرى الذى اعتدنا عليه، الرسول صلى الله عليه وسلم وصى أصحابه بالمصريين خيرا على الرغم من أن الإسلام لم يكن انتشر فيها بعد، فأهل مصر لهم خصوصية فى الكتاب والسنة، مصر ذكرت فى الكتاب والسنة صراحة وتلميحا، وبالتالى هذا البلد له خصوصية وبه نهر النيل الذى قال عليه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه من أنهار الجنة، هذا البلد الذى ورد عليه إبراهيم ويوسف وموسى ومر به المسيح ويعقوب، بلد خطا فيه الأنبياء والرسل، بلاد فيها بركة وأمن، لا شك أن الله لن يتخلى عنها أبدا ودعوات ملايين المصريين بأن يكشف الله غمتهم فلن يتركهم الله، مقابل نصف مليون فى إشارة رابعة يظنون أنهم على صواب.
هل ترى أن «الإخوان» فى الحكم كانت تؤدى نفس دور الرئيس السابق حسنى مبارك؟
- الله يسامحه الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون فهو غلط غلطة عمره لأنه بعد سقوط مبارك رشح الإخوان لأمريكا وهذا الكلام موثق، فهو أحسن الظن بهم لأنهم يؤمنون بالفكر الإصلاحى لا بالفكر الثورى وكانت أمريكا ترى فى النهاية أن الإخوان ستؤدى نفس دور مبارك فى المحافظة على اتفاقية كامب ديفيد، وما إلى ذلك، وسعد الدين إبراهيم رشحهم لهذا الأمر، بالفعل هو أصاب فى الشق الأخير فالإخوان ستقوم بالدور الذى كان يقوم به مبارك مع الاختلاف فى العناوين فبدلا من الحزب الوطنى حزب الحرية والعدالة والسياسة المصرية تسير كما كانت فى عهد مبارك.
وهل ترى مرسى مثل مبارك؟
- «مبارك» لم يقل لرئيس إسرائيل صديقى الوفى، وأنا مؤمن بأن مبارك رغم فساده حذاؤه برقبة مرشد الإخوان النصاب، فمبارك برغم فساده كان وطنيا ولم ينتم لغير مصر وصرح فى خطابات بأنه سيموت فى مصر التى عاش فيها رغم أنه كان قادرا أن يهرب ويعيش فى الخارج فى قصر، أما جماعة الإخوان فانتماؤهم لمشروع آخر.
هل ترى أن مشروع جماعة الإخوان يخدم ما يسمى بالمشروع الإسلامى؟
- مشروع الإخوان خاص بهم وهم يسمونه المشروع الإسلامى ولكنه فى الأصل مشروع إخوانى، ونحن يجب أن نفرق بين الإسلام والمشروعات الخاصة، فالإخوان لو أدت أداء حسنا خلال توليها فترة الحكم كنا رفعنا لها القبعة، وليت الحكومة الإخوانية أدت أداء حسنا، ولكن أسلوب الإخوان كذب وتضليل وأساء إلى الإسلام، ويجب عدم الخلط بين ما هو دين وما هو سياسة، فالدين لله طريقه الوحى، أما السياسة فأداء على أرض الواقع ليصل إلى الناس.
هل ترى أن الإخوان تلجأ للعنف أو تستخدمه؟
- الإخوان لديهم قدرة على التنظير على أى موقف وفقا لهواهم، هم استخدموا العنف قديما ويستخدمونه حديثا ويبررونه وليتهم يفسرونه، هؤلاء الناس قديما اغتالوا رئيس وزراء مصر والنائب العام والنقراشى باشا، وخرج حسن البنا ليبرر بكل بساطة وقال من قتل ليسوا إخوان ولا مسلمين، وهذا عذر أقبح من ذنب، كيف أسس جماعة وأدخل فيها أناسا يبايعوننى إماما ومرشدا وأرتضى أن أكون إمامهم وفجأة أعتذر عن أنهم خرجوا عن طوعى؟، إذن أنت كنت مخطئا لأنك أدخلت هؤلاء الناس معك فى الجماعة وتتحمل المسؤولية «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، نفس مبرر حازم صلاح أبوإسماعيل حينما قال لست مسؤولا عن الناس فى العباسية، هذا لا يليق بإنسان عاقل، فهؤلاء الناس إما مجرمون فيعاقبون أو يعانون من اضطرابات نفسية وبالتالى يعالجون.
من وجهة نظرك من المسؤول عن تصدير صورة سلبية عن الخطاب الدينى؟
- بالتأكيد أن ما كنت عليه كان مفهوما خاطئا كنت تكفيريا قطبيا، أتحدث عن نفسى فى فترة ما وكنت أتعامل بشكل مختلف مع أهلى وبدأت أنظر لهم على أنهم غير مسلمين وكنت أفهم الدين خطأ حتى بدأت فى العودة إلى رشدى فى رحلة طويلة عمرها 40 عاما ومررت بمختلف المراحل الفكرية الصوفية والجماعة الإسلامية والسلفيين والإخوان المسلمين، واقتربت منها فى معظم الأحداث الجسام، وهناك اثنان من قتلة السادات هم أصهارى أعرفهم كما أعرف نفسى، فما وصلت إليه اليوم ليس من فراغ ولكن خبرة تراكمية إضافة إلى التعلم، فقضية تجديد الخطاب الدينى مربط الفرس ورمانة الميزان، نبينا صلى الله عليه وسلم يقول «إن الله يبعث على رأس هذه الأمة كل 100 سنة من يجدد دينها»، ومن هنا المقصود بها الجماعة أيضا وليس الفرد فقط، يمكن أن يكون واحدا أو اثنين أو مجموعة من أهل العلم، فالدين ليس ثوابت هو ثابت فى جزء منه فقط ما يتعلق بالعقيدة والقيم والمبادئ والأخلاق، ولكن ما يتغير فقط الأحكام العملية، وتكون بمرونة واسعة المدى خاصة أن الأحكام الشرعية الخمسة موجودة فى أى شىء فى الدنيا «الواجب والمستحب، والمباح، المكروه، الحرام»، وهذه الأحكام تطبق فى كل شئ، حتى فى الصلاة أوقات تكون محرمة وأوقات واجبة ومستحبة وهكذا لأن هناك دائما تفصيلات.
هناك فتاوى عدة ظهرت الفترة الماضية من أبناء التيار الإسلامى تفتى بأن الديمقراطية حرام، فما رأيك فى ذلك؟
- أنا قبل سنوات قليلة كنت أقول إن الديمقراطية كفر، فكانت قناعتى وقتها كذلك، لكن الديمقراطية ليست كفرا لأنها وسيلة وليست غاية، نحن كأبناء التيار الإسلامى عموما بعضنا مخلص ولكن الكثرة الكثيرة ليست مخلصة، ونحن نعيش فى الكتب والمفترض أن نعيش بالكتب لا فيها، وأنا لست متفقا مع من يحرمون الموسيقى والفن رغم أننى كنت أحرم هذه الأمور، فالموسيقى والأفلام يطبق عليهما الأحكام الشرعية الخمسة إذا كانت الصلاة تطبق عليها الأحكام الخمسة فما بالنا بالموسيقى والأفلام!، الموسيقى وسيلة وليست غاية وما كان وسيلة لمحرم فهو محرم وما كان وسيلة لمباح فهو مباح بمعنى الموسيقى المصاحبة للأفلام الجنسية ينطبق عليها إثم مشاهدة الأفلام نفسها وهكذا، أنا عن نفسى أستمع للموسيقى أثناء سيرى فى الطريق من شدة الذروة أقوم بفتح الكاسيت فى عربيتى وسماع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة.
هل ترى أن الفتاوى فى العام الماضى كانت تستهدف بث الفرقة بين المواطنين؟
- طريقة فرق تسد هى طريقة شيطانية، ليس المهم الشيطان يفرق بين من ومن، ولكن المهم بالنسبة له أن الناس تشتبك، وشياطين الإنس يمشون على طريقة الشيطان الأكبر، والمهم فى الحديث هنا ما الذى قيل وليس من قال ومن فعل، أنا أحكم على قول وعلى فعل وليس على إنسان، هذا الإنسان نفسه له أقوال صائبة وأخرى خاطئة فإن كنا ننكر عليه تكفير الآخر، فلا ينبغى أن نقع أيضا فى نفس الورطة، إذا نحن أمام فكر مسموم.
ما زلت ترى أن مصر من الممكن أن يتولى رئاستها قبطى؟
- نعم فمنصب الرئيس منصب وظيفى فى الدولة، ولا أمانع أن تتولى سيدة منصب وزير الأوقاف، فلو السيدة عائشة موجودة حاليا لكانت أفضل من تتولى منصب وزير الأوقاف لكن العرف المصرى يمنع أن تتولى المرأة منصب وزير الأوقاف، فأنا أعتبر هذا المنصب إداريا.