النهار
الخميس 27 يونيو 2024 03:16 مـ 21 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

إهانة سعاد حسنى فى مسلسل «الزوجة الثانية»

سعاد حسنى
سعاد حسنى

 

آيتن عامر.. اختيار غير موفق يضعها فى مقارنة قاسية مع نجمة كبيرة من المؤكد أن سعاد حسنى تتقلب الآن فى قبرها من هذا الأداء الباهت الركيك لشخصية الفتاة القروية فاطمة التى أدتها فى فيلمها الشهير «الزوجة الثانية»، سعاد حسنى بجاذبية التقطت فى الفيلم روح شخصية الفتاة الريفية البسيطة الرومانسية الحنونة المحبة لزوجها، وجسدتها بروح قروية تعيش فى الأربعينيات فى زمن ومكان شديد التحفظ والالتزام بالتقاليد، حيث للأنوثة لجام يسيطر على كل حركة ونظرة، أما شخصية فاطمة بنسخة آيتن عامر فهى حالة من «السهوكة» أشك فى أنها ستتخلص منها فى الحلقات القادمة، إذا ما أخذنا فى الحسبان أداءها الرومانسى فى أعمال سابقة لها، وقد تبدو المقارنة ظالمة بين نجمة بجاذبية سعاد حسنى ونجمة شابة مثل آيتن عامر، لكن الظلم هنا ظلم اختيار طاقم العمل، وظلم الممثل لنفسه فى قبول تحدى منافسة دور أصبح من علامات السينما العربية، وظلم ترك الحبل على الغارب للممثلين والممثلات فى تشويه عمل كلاسيكى كبير سواء بالأداء النمطى الواضح، أو المبالغة فى الماكياج والملابس مما يكسر حالة المكان والزمان الذى تدور فيه الأحداث، وحتى الآن لا يبدو أن آيتن عامر التقطت الشخصية أو استعدت للتحدى الكبير والمقارنة، وربما تمر حلقات المسلسل ورمضان لينضم العمل إلى رف المسلسلات التى انتهكت وازدرت أعمالا كلاسيكية شهيرة مثل «الزوجة الثانية» و«العار» و«الباطنية» و«سمارة» وغيرها من المسلسلات التى قدمت خلال السنوات الماضية، ونساها المشاهد بعد نهاية رمضان، فهى لم تقدم جديدًا فى معالجتها الدرامية، ولم تترك بصمة. 

 

ليس من الضرورة أن تفشل إعادة عمل فنى مقتبس عن عمل سابق، كلنا يذكر فيلم «أمير الدهاء» الذى قام ببطولته أنور وجدى عام 1950، وأعاد تقديمه مخرجه هنرى بركات بعد 14 عامًا بعنوان «أمير الانتقام» بطولة فريد شوقى، لكل نسخة من نسختى الفيلم جاذبيتها وبصمة لنجومها، لكن كلاسيكيات السينما المصرية، حينما تصل إلى مفرمة الدراما التليفزيونية الرمضانية، تتعرض لكل صنوف التشويه والارتجال، والأهم من هذا عدم وجود أى رؤية جديدة تبرر إعادة عمل معروف ومشهور وما زال يحظى بإعجاب المشاهد، وما زال موجودًا على خريطة برامج عشرات قنوات الأفلام العربية المكتظ بها قمر النايل سات والعرب سات. 

 

آخر الضحايا المحترمين فى دراما رمضان فيلم المخرج الكبير «الزوجة الثانية» أحد أهم أفلام السينما المصرية على الإطلاق، ومن أهم ما ميّز هذا الفيلم الرائع هو تألق فريق التمثيل به، العمدة الشرير صلاح منصور وزوجته العاقر المتنمرة سناء جميل والقروية الفقيرة الجميلة سعاد حسنى وزوجها المغلوب على أمره شكرى سرحان مع مجموعة من ممثلى الأدوار الثانية، الذين لا يقلون فى الإبداع عن أبطال الفيلم، بعض جمل الفيلم أصبحت إفيهات لا تزال حاضرة ومعبرة حتى الآن، بداية من إفيه «الليلة يا عمدة» لسناء جميل، إلى الطريقة التى ينطق بها حسن البارودى الآية القرآنية (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)، ويجعل هذا اختيار فريق عمل لإعادة فيلم مدته ساعتان إلى مسلسل 30 حلقة وتحقيق نفس النجاح صعبا. قبل ظهور آيتن عامر متحدية صورة وأداء سعاد حسنى فى الحلقات الأولى من مسلسل «الزوجة الثانية» نشاهد أغرب قرية مصرية من العهد الملكى، حيث تظهر بين الفلاحين والفلاحات فى القرية المتحفظة زوجة العمدة علا غانم الفلاحة الحسناء بماكياج وملابس لا يمكن أن تلائم المكان والزمان والشخصية، وقبل أن نفيق من تلك الصدمة الدرامية تنتقل الكاميرا إلى شط الترعة، حيث تتهادى عربة يجرها حصان تهبط منها نجلاء بدر بفستان قصير مفتوح وماكياج لا يقل إثارة وغرابة عن ماكياج زوجة العمدة متوجهة نحو المطحن الذى يعمل به عمرو واكد، ولم يبدو على الكومبارس فى المشهد أى استغراب أو دهشة، كأنهم نزلاء قرية سياحية فى الساحل الشمالى يشاهدون مشهدًا مألوفًا لديهم، والحمد لله أن بطلة المسلسل آيتن عامر التى تظهر كفتاة فقيرة لم تنضم حتى الآن على الأقل لديفليه القرية، واكتفت بملابس سوداء بسيطة. 

 

المفترض حسب أحداث القصة أن آيتن عامر تجسد دور فاتنة القرية الفقيرة المفترض أن يغرم بها العمدة، ومقارنة بسيطة بين علاء غانم التى تجسد الشخصية التى جسدتها سناء جميل وبين آيتن عامر فى دور جسدته سعاد حسنى تجعل زوغان عين العمدة عمرو عبد الجليل واشتهاءه للزوجة الشابة أقل منطقية من الفيلم، فسناء جميل حينما جسدت شخصية زوجة العمدة المتنمرة قوية الشخصية حرصت على أن لا تكون الشخصية لها جاذبية أنثوية، وهو عكس ما تفعله علا غانم تمامًا، وهذا خلل فى أبعاد الشخصية التى رسمها مؤلف القصة الأصلية أحمد رشدى صالح. 

 

نقلا عن التحرير