واصل: الاعتداء علي الجيش محاربة لله ورسوله
قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، إن حمل السلاح الآن في البلاد وسط هذا الجو المشحون بين أنصار ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي ووسط المظاهرات في الميادين «أمر محرم» ويضع صاحبه في «إثم كبير»، لأنه حمل السلاح بغرض القتل وإراقة الدماء، مؤكدًا أن «اعتداء البعض على أفراد القوات المسلحة في الشوارع محاربة لله ورسوله».
وأضاف «واصل»، في حواره لصحفية «الشرق الأوسط اللندنية»، صباح الجمعة، أن «قتل النفس البشرية أمر ترفضه الشريعة الإسلامية، فهو مفسدة وجلب للضرر، والإسلام صان هذا الأمر وأعطى حرمة شديدة لإراقة الدماء والقتال، بل أعطى نفس الحرمة لمجرد الشروع في القتل هذا من جانب، وهناك جانب آخر بأن الله تعالى جعل حرمة دم المسلم عنده أشد من حرمة هدم البيت الحرام».
وأوضح مفتي مصر الأسبق أن «الإسلام يحرم رفع السلاح في وجه المسلمين والمواطنين الآمنين، كما يحرم على المسلم رفع السلاح في وجه أخيه المسلم»، معتبرا أن «القتال الدائر الآن في مصر قتال غير محمود في الإسلام، لأنه قتال بين مسلمين ومسلمين، وللأسف هو قتال على السلطة وهي بحد ذاتها فتنة، والإسلام بشريعته يرفض هذا التقاتل والاقتتال على أمر يعد من عرض الدنيا الزائل أو من أجل طلب منصب في الدنيا أو سلطة، والقرآن الكريم جاء واضحا في تعامله مع هذا الأمر، بأن جعلها أكبر وأشد من القتل، كما أن الفتنة يترتب عليها كوارث لا حصر لها، فالفتنة تخلق بيئة مثالية للقتل والتخريب».
ووصف الصراع الحالي الدائر بأنه «صراع دنيوي» ولا علاقة له بالخلافة أو الدين، داعيا الجميع لاقتناص فرصة شهر رمضان لعمل مصالحة وطنية تجمع جميع القوى والتيارات والأحزاب، قائلا: «ليكن هذا الشهر بداية لصفحة جديدة في علاقات الناس بعضها ببعض، بحيث تقوم هذه العلاقة على التراحم والألفة».
وأوضح أن أخف الضررين أو أخف المفسدتين هي قاعدة يتم الأخذ بها في أمر ما، بحيث أن تأخذ بأقل الأمرين ضررا، إذا كان المعروض من الأمور فيه ضرر، فيتم الأخذ من هذه الأمور ما هو أقل وأخف ضررا، وكان هذا واضحا في أمر عزل الرئيس مرسي باختيار أخف الأضرار.
وعن رأيه في الفتاوى التي صدرت وأفتت بوجوب الدفاع عن شرعية الرئيس المعزول، قال «واصل» إن «الدفاع عن الشرعية بين مسلم ومسلم، أمر غير مقبول، فالدفاع بالنفس يكون في الحروب مع الأعداء فقط وليس بين المسلمين».
وحول رأيه فيما يردده البعض أن الإسلام لا يعرف السياسة، قال الدكتور نصر فريد واصل إن «الإسلام لا ينعزل عن السياسة العامة أو الخاصة، وإنما هو يرتبط بها من خلال أنه يبين المنهج الشرعي الصحيح في السياسة الشرعية التي تحكم العباد والبلاد ملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما يحقق مصالح العباد والبلاد، فمقولة أنه لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، مقولة خطأ، لأن الإسلام عقيدة وشريعة، والشريعة إنما هي تطبيق لواقع الحياة الإنسانية بما فيها الحالة السياسية».