تجارب مبكرة منذ 1922 بدأتها هايدى شمامة
المرأة التونسية تتألق فى مجال السينما
تونس (وكالة الانباء التونسية- وات )لايستقيم الحديث عن السينما النسائية دون التذكير بالدور الريادى الذى اضطلعت به السيد هايدى شمامة شيكلى التى توفيت فى 26 اغسطس 1998 عن عمر يناهز 92 عاما كما لا يمكن التغاظى عن دور والدها ألبار شمامة شيكلى فى هذا المجال والواقع إن الأفلام واالأولى التى تم تصويرها فى تونس لم تكن تهتم بحضور الوجوه المحلية وان فعلت فهى خاضعة لصورة نمطية فلكلورية ..الى ان ظهر فيلم زهرة سنة 1922 ثم فيلم عين االغزال سنة 1924 وفيها برزت هايدى شمامة شيكلى كأول ممثلة سينمائية تونسية وكمدافعة عن حقوق المرأة خارج دائرة الخنوع والتبعية المطلقة للرجل.وفى نفس السياق تشكلت صورة المرأة التى تبحث عن الانعتاق من رقبة الظلم والتسلط فى الثلاثنيات من القرن الماضى وهى الحقبة التى شهدت صدور كتاب امرأتنا فى الشريعة والمجتمع للمصلح الاجتماعى التقدمى الطاهر الحداد قبل ان يتم اصدار مدونة الاحوال الشخصية فى بداية الاستقلال.مع ذلك وفى قائمة للافلام المنجزة فى الفترة الفاصلة بين 1956و 1970 وتضمنها تقرير حول السينما التونسية من اعداد الطاهر شريعة لم يرد اسم أية امرأة مخرجة باستثناء عدد من تاعاملات فى الحقل التقنى تم تكليفهن بمهام كانت تعتبر هامشة على غرار الماكياج وتصميم الملابس والحلاقة وغيرها.وكان لابد من انتظار فترة السبعينات التى سجلت عودة طالبات من مدارس السينما فى اوروبا من أمثال كلثوم برناز ومفيدة والتلاتلى وسلمى مكار وكاهنة عطية لكى تتغير الصورة الا ان ان الانتقال الى الإخراج السينمائى بالنسبة لهذا الجيل الاول من النساء لم يكن فوريا.فقد بدات غالبيتهن مسيرتهن السينمائية بممارسة المونتاج قبل الخوض فى وقت لاحق فى اخراج اعمال سينمائية جلبت لهن الشهرة على الصعيدين الوطنى والدولى وكخبيرات فى المونتاج ساهمت العديد منهن فى انجاح افلام اخرجها رجال فقد كانت كلثوم برناز فى مقدمة التقنيين والمساعدين للمخرج عبد اللطيف بن عمار عند قيامه بتصوير فيلم سجنان سنة 1973 كما شاركت فى مونتااج العديد من الا فلام الطويلة لمخرجين اجانب مثل جورج لو كاتش سنة 1980 فى فيلم مغامرات انديانا جونس ورمان بولانسكى سنة 1985 فى فيلم القراصنة المتميزات عربيا ودوليا.افاق ارحب كما هو الشأن فى فيلمى الهاكر البدوى سنة 2002 واولاد لينين سنة 2007 للمخرجة نادية الفانى.