النهار
الإثنين 21 أكتوبر 2024 12:39 صـ 17 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

«الإخوان» و «الأمريكان» نهاية زواج عمره ثمانون عاما ً

حسن البنا
حسن البنا

تاريخ طويل من العلاقات بين الولايات المتحدة أكبر قوة في العالم وبين جماعة الإخوان المسلمين اكبر قوي منظمة سياسياً في مصر ، فمنذ نشأة الجماعة علي يد حسن البنا عام 1928 وهي دائماً تحاول أن تكسب ودّ الكيانات الكبري وقد وجدت ضالتها في الولايات المتحده بعد أن تلاقت المصالح بين الطرفين . ليستمر التاريخ في كتابة صفحاته ، وتستمر السياسات الإخوانية علي نهجها الذي لم يتبدل ، حتي وقتنا هذا ، فما هو سر هذه العلاقة والذي وصفها البعض بالزواج الأبدي بين الإخوان وأمريكا ؟ ، وما هو أساس هذه العلاقة واحتمالات الإنفصال بين الجانبين بعد 30 يونيو إذا ما نجحت المظاهرات الشعبية في إنهاء حكم الجماعة ؟ الإجابة في سطور التحقيق التالي :-

بداية العلاقة

لم تكن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين و البيت الأبيض وليدة اليوم ولكنها علاقات موصوله منذ عهد الإمام حسن البنا ، حيث كانت البداية في الأربعينيات عندما اقترح " البنا " أن يتعاون مع المستشار السياسي في السفارة الأمريكية لمكافحة الشيوعية، مطالباً بتخصيص أموال لتحقيق هذا الغرض وفي نهاية اللقاء قال المستشار السياسي - كما جاء في الوثيقة التي أصدرها د. غسان المترجم الخاص بالجلسات السرية " أنا أعلم أن البنا يخدعني ويستدرجني لمكافحة الشيوعية ، ولكنه لن يفعل شيئا " . لتبدأ العلاقات في الترابط بشكل أكبر علي يد حسن الهضيبي مستغلاً في ذلك كره الأمريكان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر محاولاً إقامة علاقات جيدة مع العم سام بصفته القطب الأقوي عالمياً ، ولكن العلاقات لم تتخذ الشكل الكامل إلا عام 2003 عندما ترددت أنباء عن حدوث لقاء بين دبلوماسيين أمريكيين وقادة من الإخوان آنذاك، بعدما أكد المتحدث باسم السفارة الأمريكية حدوث حوار بين الطرفين من وقت لآخر. ومع إعلان الإخوان لمبادرتهم للإصلاح السياسي في عام 2004 ثم صعود حركة التغيير الديمقراطي في نهاية ذلك العام وعام 2005، أشار متحدث باسم الخارجية الأمريكية إلي إمكانية عقد حوار مع الإخوان. وترددت أنباء حول حدوث لقاءات بالفعل بين مسئولين أمريكيين وقياديين إخوان في تلك الفترة.

الامر الذي اشعل غضب جماعات اليهود و الصهاينة ونشر الخبر في صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية واللوبي الاسرائيلي في أمريكا ونشر بجوار الخبر ان اسرئيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان ، و عندما تساءلت الإدارة الاسرائيلية عن موقف الإخوان من حركة حماس فكانت المفاجأة في الإجابة التي اطلقها (دانيال بورين) حيث قال لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006 بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس حسب ما نشر بالصحف الامريكية .

البيت الأبيض

فالعلاقة بين الإخوان والأمريكيين يمكن تقييمها في ضوء عدد من الاعتبارات تتعلق بالرؤية الأمريكية للحركات الإسلامية عامة، حيث كان الهدف من ذلك ، وبتصورات الإخوان حركة إصلاحية تهدف إلي الوصول إلي الحكم .

وقد ذكرت احد الصحف الأمريكية ان أول من عقد لقاءات مع السفير الأمريكي من جماعة الإخوان هو المرشد حسن الهضيبي وذلك في عهد الراحل عبد الناصر لكن ثمة أراء أخري تري غير ذلك وتؤكد أن العلاقة بدءت برغبة من الرئيس السادات لترويض الجماعة وموقفها من كامب ديفيد.

الجماعه و الولايات المتحدة

فكما يسرد المحامي ثروت الخرباوي، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين عن علاقة جماعه الإخوان و الإدارة الأمريكية في كتابة سر المعبد فإن العلاقات بين الإخوان والأمريكيين لا ينكرها الطرفان و إنها بدءت منحني جديد منذ عهد عمر التلمساني، برغبة من الرئيس السادات لكي يعكس للإدارة الأمريكية أن جميع القوي السياسية تسانده.

ويضيف الخرباوي بأنه في عام 2003 قام الدكتور سعد الدين إبراهيم بعقد لقاءات لبعض الممثلين الأوروبيين وحضرها أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وكان ذلك بداية التفاهمات بين الجانبين ، الي ان ظهرت وثيقة سرية مرسلة من أحد قيادات الإخوان المسلمين في أمريكا إلي قيادات الإخوان في القاهرة في عام 2005 ، يتكلمون فيها عن نتائج الحوارات مع الحكومة الأمريكية

و اشار المنشق عن الجماعه ان "ما تريده الحكومة الأمريكية من الإخوان المسلمين، هو نفس ما طلبه كيسنجر من السفير محمد العرابي، وهو ضمان مرور الملاحة في قناة السويس، والحفاظ علي حقوق الأقليات، ووضع حد للتسليح في سيناء، والحفاظ علي اتفاقية السلام".

الشرق الأوسط

وعقب الغزو الأمريكي للعراق، وفي ظل المقاومة المتصاعدة التي لقيتها القوات الأمريكية هناك، برز اتجاه مؤثر داخل الإدارة الأمريكية يدفع في اتجاه الإصلاح السياسي في العالم العربي، باعتبار أن النظم المستبدة والفاسدة في تلك المنطقة هي التي تقوم بتفريخ الإرهابيين. وكان علي رأس هذه النظم مصر التي حظيت في تلك الفترة بالكثير من انتقادات المسئولين الأمريكيين. وكان طبيعياً أن تسعي الإدارة الأمريكية للحوار مع قوي المعارضة، ومنها الإخوان، التي تمثل تحدياً جدياً للنظام. لذلك ترددت أنباء حول حدوث لقاءات بين الطرفين نفاها الإخوان.

التبعية المستمرة

في البداية أكد حسام مؤنس المتحدث الرسمي للتيار الشعبي ان هناك تشابهاً كبيراً بين نظام المخلوع حسني مبارك و النظام الحالي للدكتور محمد مرسي في علاقاتهما مع الولايات المتحدة الامريكية ، فمازلت مصر و جميع دول المنطقة تلعب دور التابع للسياسية الامريكية ، ولكن ما يفرق نظام مرسي عن نظام مبارك هو ان الجانب الأمريكي قد وجد ضالته المنشوده في جماعه الاخوان لينفذوا سياستهم في المنطقه بدون اي وجه معارضة للمصالح الامريكية.

واضاف مؤنس ان كل ما قيل من قبل جماعه الاخوان سابقا والخاص بمعارضتهم للسياسيات الامريكية في المنطقة لا يمس الواقع بصله و الحقيقة ان الجماعه ليس لديها اي اراده او خطه لمواجهة السياسات الامريكية و مستمرون في لعب دور التابع والخادم للإدارة الأمريكية بدون أي مقاومة تذكر.

وعن احتفاظ امريكا بعلاقاتها الجيدة بالجماعه علي الرغم من الرفض الشعبي لحكمهم فقال ان السياسية الامريكيه تقوم علي الاحتفاظ بعلاقاتها الجيدة بالنظام الحالي الي اخر قطرة وان هناك احتمال لتغيير السياسية الامريكية مع الاخوان في الفترة المقبلة وذلك سيتوقف علي ما سوف يحدث يوم 30 يونيو القادم.

المصالح المتبادلة

اما الدكتور محمد ناصر استاذ النظم السياسية بجامعه لندن فقد أكد ان العلاقة بين جماعه الاخوان و البيت الابيض قد اتخذت شكلاً جديداً فالعلاقة في الوقت الحالي بين النظامين تنطوي علي درجة تبعيه اعلي بكثير مما كان عليه نظام مبارك ، فالجانب الأمريكي يطلب من الجماعة الأن أن تؤدي ادواراً كان يرفضها النظام السابق.

و عن نوع العلاقة الحميمية بين البيت الأبيض والإخوان فقد اكد ناصر ان مايحكم العلاقة بين النظامين هي المصالح المتبادلة ولا يوجد سياسيا ما يسمي بالزواج الأبدي و طالما وجدت المصالح المشتركة بين البلدين يحدث التحالف لكنه اشار إلي ان العلاقات التي تبني علي المصالح فقط سرعان ما تزول مع اول صراع .

وارجع ناصر إحتفاظ امريكا بعلاقاتها الجيدة مع الإخوان علي الرغم من رفض القوي السياسية والشعب لسياسة الإخوان وحكمهم إلي الدور الذي تلعبه الجماعه و حركة الاسلام السياسي في هذه الفترة وهو دور استراتيجي في المنطقة وان هناك نوع من الصراع الدولي مرة اخري علي الشرق الاوسط بالإضافة إلي فكرة تحالف سني في مواجهه التحالف الشيعي و من المفترض ان يتم ضرب هذا التحالف الشيعي عن طريق تفكيكه بداية من حزب الله بسوريا و هذا ما يتفق مع السياسية الأمريكية لتفتيت المنطقة ويعتمد هذا التصور علي تغيير التحالفت بالشرق الأوسط و هذا ما تقوم به جماعه الاخوان.