النهار
الخميس 4 يوليو 2024 02:54 صـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

تصريحات قادة جماعة الإخوان صنعت أزمات للرئيس

عصام العريان
عصام العريان

المشهد السياسي في مصر في اعتقادي لن يقود لثورة جديدة في "30يونيو" و لن يطيح بالرئيس "مرسي " ولا جماعته ولا عشيرته ولا حزبه الحاكم .. ولكنه مشهد يشير إلي وجود ألغام وإما أن يتم نزعها بسلام أو ستقود لإنفجار كبير ومشكلة الرئيس لا تكمن فقط في معارضيه بل في تصريحات قيادات الجماعة والأحزاب المناصرة لها خاصة تلك التصريحات المستفزة والمثيرة للجدل والغضب ومع هذا لم يغضب المصريون ولم يثوروا ضدها مايعني أن الحديث عن ثورة يوم 30 يونيو يصعب تصديقه علي سبيل المثال تصريحات عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم والتي دعا فيها الي عودة يهود مصر لاستلام ممتلكاتهم ورغم تأكيدات الجماعة نفسها بأنها تصريحات فردية تعبر عن العريان فقط ولا تعبر عن رأي الجماعة .. التصريحات علي خطورتها مرت مرور الكرام فلم يحاسب العريان لا من مؤسسة الرئاسة ولا حتي من جماعته ولا من الشعب نفسه فلم تندلع أية احتجاجات غاضبة علي تلك التصريحات الخطيرة والصادرة من أحد أبرز قيادات الجماعة .. وإذا ما انتقلنا من تصريحات قيادات حزب الحرية والعدالة الي حزب الوسط أكبر حليف ومؤيد ومدعم للجماعة نجد تصريحات رئيسه المهندس أبو العلا ماضي بأن المخابرات المصرية كانت تستعين بأكثر من 350 ألف بلطجي لتفجير رؤوس الثوار ولم يخرج وقتها جهاز المخابرات لينفي ولا مؤسسة الرئاسة ولا حتي أي جهة سيادية ومرت التصريحات أيضا وكأنها لم تكن .. ثم مذبحة الاتحادية والتي قتل فيها واصيب شباب مصري وكل التصريحات الاخوانية الاستفزازية بشأنها ذهبت أدراج الرياح ..... الأمور في مصر ساكنة رغم غضب بعض النشطاء السياسيين بين الحين والأخر والذي يتجلي علي شاشات الفضائيات في صورة اصوات غاضبه لا صدي لها فالجماعة تفعل ماتشاء متي تشاء .. وقد تجلي هذا في تصريحات المرشد العام السابق مهدي عاكف الذي قال : إنه سيتم الإطاحة بـ 3500 قاضيا وهو ما عرف بمذبحة القضاة بسكين تعديل قانون السلطه القضائية التي كان يجري مناقشته تحت قبة مجلس الشوري وتم تجميده مؤقتا ربما بهدف امتصاص غضب القضاة في ظل الأزمة المتصاعدة في الشارع المصري بين السلطة القضائية من ناحية والسلطة التشريعية والتنفيذية من ناحية أخري .. ولا يتوقف الأمر عند تصريحات قيادات الجماعة وحلفائها لصنع الأزمات بل تصريحات مؤسسة الرئاسة نفسها وهي الأخطر من تصريحات الجماعة كثيرا ما زادت الأمور تعقيدا ففي أزمة سد النهضة خرجت علينا مؤسسة الرئاسة لتؤكد أن السد لن يضر مصر في أي شئ في الوقت الذي أكد فيه معظم الخبراء أنه سيضر بمصر ويجعلها تفقد 18 مليار متر مكعب من حصتنا السنوية ما يؤدي لبوار 3 ملايين فدان ويشرد علي الاقل 25% من الفلاحين .. هذا مرورا بقرض صندوق النقد الدولي والتي كانت الجماعة من أشد المحاربين الأوائل له أيام المخلوع وكانت تعتبر قروضه ربا أما الان وبعد أن وصلت الجماعة لسدة الحكم فإن تلك القروض لم تعد من وجهة نظرهم ربا علي أساس أن الضرورات تبيح المحظورات .. أما عن ملفات زيارات الرئيس الخارجية التي تثير الأزمات والكوارث فحدث ولا حرج فبعد عودته مباشرة من زيارته للسودان أطلق مستشار الرئيس السوداني تصريحات نارية وعاصفة عن تنازل مصرعن حلايب وشلاتين للسودان ورغم نفي مؤسسة الرئاسة لذلك الإ أن وزير الري السوداني عاود تصريحاته ليؤكدها من جديد. أما زيارة الرئيس الأولي لأثيوبيا فقد جاء بعدها كارثة تعديل مجري النيل الأزرق إيذانا ببناء سد النهضة .. وإذا كانت تمرد تواصل حملتها في جميع المحافظات لخلع مرسي في ثورة جديدة في 30 يونيو بتوقيعات الملايين فإن خلاصة المشهد السياسي بل والسيناريو المتوقع من وجهة نظري هو مرور الحدث ببعض الخسائر في ظل تصدي الجماعة ومن معها حلفاء وشركاء في بعض المؤسسات حتي لا يقع انفجار كبير في 30 يونيو خاصة وأن حزب الكنبة لن يشارك كما هو أسلوبه دائما وأكثر مما يمكن أن يفعله هذا الحزب الأكبر في مصر هو توقيعه علي استمارة لخلع الرئيس الذي أتوقع أن لن ينخلع.