النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 10:30 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

صحافة إسرائيلية

هاآرتس: الجيش المصري يرفض التعاون مع حماس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس إن المؤسسة العسكرية المصرية، لما لها من ثقل اقتصادى وأمنى، تمثل ضغطا يقلص من حدود سلطة الرئيس مرسى  لاجراء مفاوضات مع حركة حماس وتحقيق تقارب اكثر.

وأوضحت الصحيفة أن إعادة انتخاب خالد مشعل هذا الاسبوع رئيسا للمكتب السياسى لحركة حماس لم يأت كمفاجأة، على الأقل بالنسبة للمخابرات المصرية برئاسة اللواء رأفت شحاتة، والتى مارست ضغوطا شديدة لصالح هذه الخطوة وفقا للصحيفة، بجانب مساندة حاكم قطر هذه الدولة التى أصبحت واحدة من حصون حماس المالية فى أعقاب انقطاع علاقة المنظمة الاسلامية مع سوريا، وكذلك دعم العاهل الاردنى الملك عبد الله الذى أقام فى الأشهر الأخيرة علاقات جديدة مع مشعل.
ونقلت الصحيفة عما اسمته أحد المصادر المصرية قوله بأن «مشعل أصبح شخصية لا غنى عنه فى هذا الوقت لأن لديه القيادة والقدرة للسيطرة على الأحداث على أرض الواقع، ولديه الكاريزما أمام منافسيه، المتمثلين فى نائبه مشعل موسى أبومرزوق، ورئيس وزراء حماس رئيس إسماعيل هنية، ومع محاولة مصر تحقيق التقارب بين فتح وحماس، فإن مشعل يعد شخصية رئيسية يمكنه تهدئة المتطرفين فى حماس الذين يشنون صراعا ضد نشطاء فتح، كما ان مشعل ليس ضد التفاوض مع إسرائيل بشرط ألا تجرى من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس بمفرده، وإذا كانت هناك انتخابات ستجرى فى فلسطين وتفوز فيها حركة حماس مرة أخرى، فإن الدول العربية تفضل أن ترى «مشعل» فى السلطة بدلا من أى من كبار الشخصيات الاخرى فى  الحركة.
وأوضحت هاآرتس بأن وجود علاقة وثيقة بين رئيس المخابرات المصرية ومشعل لا يعنى أن العلاقة بين حماس والجيش المصرى تسير بهدوء، وذلك على عكس علاقة حماس مع الرئيس محمد مرسى، وساقت الصحيفة مثلا على ذلك بمواصلة  الجيش المصرى هدم الأنفاق رغم المحادثات التى أجراها مشعل وهنية مع كبار ضباط المخابرات المصرية نهاية الأسبوع الماضي، لهدم الأنفاق التى تربط بين قطاع غزة وسيناء. بعد تدمير نحو 250 الشهر الماضى، غمرت انفاق مياه الصرف الصحى، وبعد تحديد أماكنها عن طريق الأقمار الصناعية، وربما بالتعاون مع الولايات المتحدة، كما ان العشرات من الشاحنات التى وصلت إلى منطقة الأنفاق لتفريغ بضاعتهم أجبرت على العودة إلى العريش مما اصاب تجار غزة وتجار مصر بخيبة الامل، واشارت الصحيفة الى تصريح السيسى وزير الدفاع المصرى بأن الجيش سيواصل نشاطًا واسعًا ضد الإرهاب فى سيناء، وأن الجيش لا يحتاج لمعونة من حماس أو أى جهة أخرى  لأنه قادر على مواجهة الإرهاب وحده، وأوضحت الصحيفة ان هذا التصريح جاء ردا على عرض مرة أخرى مساعدة مصر فى إحباط تهريب الأسلحة عبر سيناء ومواجهة الهجمات الإرهابية.
وأوضحت الصحيفة أن رفض مسئولون فى الجيش لقاء قادة حماس، والتمسك بمواصلة هدم الأنفاق، لا يأتى فقط لتحسين الأمن فى المنطقة أو لتصفية حسابات مع حماس، بل أيضا لحرص الجيش على التمتع بالتأييد الشعبى، ولاظهار الجيش أمام «مرسى» بأنه المسئول عن  تحديد أماكن وجود التهديدات الوطنية، وأنه وحده الذى يقرر كيفية التعامل مع هذه التهديدات، سواء المهربين فى سيناء أو حتى المتظاهرين فى بور سعيد، وبهذا ترسم المؤسسة العسكرية الخط الفاصل بين صلاحيات القيادة السياسية والصلاحيات التابعة للقيادة العسكرية.