النهار
الأحد 22 سبتمبر 2024 06:19 مـ 19 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الرئيس مرسى يعلن تأسيس مجلس استشارى للمصريين بالخارج

الرئيس محمد مرسى
الرئيس محمد مرسى

أعلن الرئيس محمد مرسى أنه سيتم تأسيس مجلس استشارى للمصريين بالخارج نهاية أبريل الحالى، لاستمرار التواصل وتذليل العقبات أمام الجاليات المصرية، ومن بينها اشتراكهم فى منظومة التأمين الصحى ومشكلة تحويل مدخرات المصريين إلى الخارج. 

وأكد الرئيس خلال لقائه مع أبناء الجالية المصرية فى السودان صباح اليوم الجمعة، أن مصر قادرة على الانطلاق بقوة صوب الإمام بعزم وسواعد أبنائها، حيث تتمتع مصر بموارد هائلة، أهمها الثروات البشرية فى الداخل والخارج قادرة على مواجهة كل التحديات التى تواجه مصر فى المرحلة الانتقالية التى تهدف إلى تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، وعودة الإرادة لجموع المصريين، ووصف هذه التحديات بأنها كبيرة، نظرا لحجم وضخامة الوطن المصرى ومكانته المحورية إقليميا.

وشدد الرئيس فى كلمة له على أن الجاليات المصرية فى الخارج تعد أحد الركائز الأساسية للاقتصاد، مؤكدا دورها فى دفع عملية التنمية، وقال إن هذا الدور يزداد أهمية فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها مصر.

واستعرض الرئيس مرسى التحديات الكبيرة التى تواجه مصر حاليا، وأكد أن ما تمتلكه من ثروات وإمكانات قادرة على مواجهة هذه التحديات، وأوضح أن مصر ماضية على طريق الإصلاح والتقدم، رغم ما عاناه المصريون فى السابق من محاولات للفرقة بين أبناء الوطن، وجعل المصريين مشغولين فى توفير احتياجاتهم اليومية فى المعيشة من مطعم وملبس، كما أن أعداء مصر فى الخارج يريدوننا أن نضيع الأوقات والتناحر وتعطيل المسيرة، لأن نهوض مصر يعنى نهوض الأمة والمنطقة بكاملها، لكى تصبح مجرد سوق لمنتجاتهم، وأن نصبح مجموعة من المستهلكين، على الرغم مما تملكه من موارد وأيدٍ عاملة، ووصف ذلك بأنه "فقه السيطرة والاستعمار".

وقال الرئيس مرسى إن ذلك هو ما يدبر بوضوح، ومن ينظر إلى المشهد يدرك أن هناك محاولات مستميتة لمنع مصر من النهوض، ولكن ستفشل هذه المحاولات، وانتقد الرئيس استيراد المواد الغذائية من الخارج مثل الأسماك والقمح، رغم ما تمتلكه مصر من إمكانات وشواطئ، وقدرة على استصلاح الأراضى، ووصف ذلك بأنه استنزاف لعرق المواطن، ودعا إلى بذل التضحية واستكمال المسيرة فوق الأشواك، رغم أن الأقدام تنزف بالدماء.

وحذر مرسى من محاولات بعض رموز عصر ما قبل ثورة يناير من الفاسدين العودة للساحة وممارسة فسادهم مرة أخرى، وأكد أن العودة للفساد أمر مستحيل، ولن يتم السماح به، ولن نسمح للذين أفسدوا بأية خطوة أو حركة واحدة، كما أكد أن المجرم يجب أن ينال العقاب.

وأضاف الرئيس مازحا "كل يوم عندنا حكاية ونرى بعض رموز الفساد تعود إلى بيوتها وكأن شيئا لم يحدث وربما يتعين علينا منحهم مكافآت على فسادهم"، ومضى قائلا "لماذا قمنا بالثورة إذن على هؤلاء الفاسدين، وإذا تطلب الأمر القيام بثورة أخرى فأنا أدعو المصريين جميعا للقيام بها"، ومع ذلك لا نريد اتخاذ إجراءات قد تبدو استثنائية، فقد وصفت ثورات كثيرة بأنها دموية، أما ثورتنا فسلمية، ونغض الطرف عن "سفاسف الأمور" حتى نمر من عنق الزجاجة".

وبالنسبة للأزمة الاقتصادية فى مصر، قال الرئيس مرسى إنه "يمكن حل مشكلتنا الاقتصادية فى غضون ستة أشهر فى حالة تعاون الأشقاء والأصدقاء معنا، وإلا فإنها يمكن حلها خلال تسعة أشهر اعتمادا على سواعد أبناء هذا الوطن"، مشيرا إلى ما أنعم الله به على الوطن من بركات وتوقع فى موسم الحصاد الجديد جنى تسعة ملايين طن من القمح من نفس المساحة المنزرعة، مما يخفض استيرادنا من القمح ليصل إلى 20%فقط بدلا من 50%.

وأكد أن زيارته للسودان تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادى وتحقيق الأمن الغذائى لأبناء وادى النيل، ووصف السودان بأنه "الجذر الممتد داخل أفريقيا العزيزة"، وقال إنه الامتداد الطبيعى لمصر والامتداد الطبيعى نحو الجنوب وبالعكس، وقد تعارف الناس وعاشوا بدون موانع وتبادلوا السلع وتزاوجوا وتعاونوا مستفيدين بشريان النيل وبكل مكونات السودان ومصر بكل مساحاتها، شعب وادى النيل الذى نفخر بالانتماء إليه وإلى الحضارة والجذور والثقافة المشتركة، نلتقى لنستكمل مسيرة البناء ويستشعر بعضنا روح التآخى للحقيقى، ونود أن يكون التكامل فى كل شىء، الموارد والمشروعات والثقافة، مشيرا إلى أن الشعبين مسالمان، ولم يخرج أى منهما من دياره للحرب، وكانت الحروب دائما تشن علينا والاستعمار يمتص ثرواتنا.

وأكد مرسى أن العلاقات الوطيدة بين مصر والسودان لا يشوبها أية خلافات مهما كانت طبيعتها، وأن أية مشكلة يتم تناولها وتسويتها من خلال التواصل والتشاور والتنسيق القائم بين البلدين.

وقال أن مصر ستفتح كل أبواب التعاون مع السودان وليبيا والخليج وكل دول العالم، وسيتم افتتاح الطريق البرى شرق النيل قريبا جدا، ونأمل قبل نهاية هذا العام فى افتتاح الطريق الغربى ونعمل دراسات جدوى لخط سكة حديد من الإسكندرية إلى السودان مع تخطيط استراتيجى بعيد المدى ليصل إلى كيب تاون بجنوب إفريقيا لتسهيل التبادل التجارى بين الدول الإفريقية وسيتم تفعيل اتفاقيات الحريات الأربع.

كان المهندس على سيد على رئيس مجلس إدارة اتحاد المصريين بالسودان قد طرح مجموعة من المطالب من بينها إقامة مستشفى مصرى متطور ومتكامل بالخرطوم يعالج به أبناء الجالية والسودانيون وتفعيل اتفاقية الحريات الأربع وسرعة افتتاح الطرق التى تربط بين البلدين وإدخال أبناء الجالية فى منظومة التامين الصحى وإقامة نوادى رياضية واجتماعية وترفيهية للمصريين فى السودان.

وقد استقبل أبناء الجالية المصرية، الرئيس مرسى، بهتافات تقول "ثوار أحرار حانكمل المشوار" و"ارفع رأسك فوق انت مصرى" و"بنحبك يا مرسى" و"يا مرسى الشعب معاك".

وفى ختام اللقاء قدم اتحاد المصريين فى الخارج هدية تذكارية رمزية للرئيس مرسى.