النهار
الأربعاء 30 أبريل 2025 02:03 صـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
رئيس جامعة السويس يعلن : تعليق الدراسة غدا الأربعاء بالجامعة الدكتور المنشاوي يقرر تعليق الدراسة بجامعة أسيوط غدًا الأربعاء بسبب سوء الأحوال الجوية محافظ القليوبية يعلن توقف الدراسة غداً لسوء الأحوال الجوية تفسير حلم رؤية النحل في المنام أهلى جدة يتأهل لنهائي أبطال آسيا بالفوز على الهلال 3/1 ندوة توعوية بكلية التربية الرياضية حول ”آليات تأمين واستدامة بيئة العمل” رئيس جامعة السويس يشارك في فعاليات إطلاق النسخة الثانية من مبادرة ”كن مستعدًا” تحت شعار ”مليون مبتكر مؤهل” محافظ السويس يناشد المواطنين بتوخي الحذر غدا بسبب سوء الأحوال الجوية المتوقعة ”جامعة الزقازيق” تُشارك في ورشة عمل بمركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري. خط هجوم نارى يقود تشكيل ارسنال ضد سان جيرمان فى ابطال اوروبا تعادل سلبى بدون أهداف بين إنبى والمحلة فى الشوط الأول لمدة 9 أشهر.. منحة تدريبية لتأهيل وتدريب المجندين في مجالات تكنولوجيا المعلومات

حوادث

”الشيطان يسوق واقعتنا”.. مرافعة قوية للنيابة في قضية قاتل طفل الخصوص

المستشار محمود طارق النجار وكيل نيابة الخصوص الجزئية
المستشار محمود طارق النجار وكيل نيابة الخصوص الجزئية


شهدت أرجاء محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الخامسة، برئاسة المستشار أحمد رفعت النجار، وعضوية المستشارين راغب محمد راغب رفاعي وأمير محمد عاصم، ومحمد يسري البيومي، وأمانة سر رضا جاب الله، مرافعة قوية لـ« محمود طارق فوزي النجار» وكيل النائب العام بنيابة الخصوص الجزئية، فى القضية رقم 14745 لسنة 2024 جنايات الخصوص ضد المتهم «كريم احمد موسي احمد» لقتله الطفل «مصطفي سيد حسين سيد» لرفضه اعطائه مبلغ مالي بدائرة قسم شرطة الخصوص بمحافظة القليوبية.

"واقعتنا تنذر بقرب حلول الساعة"
بدأ المستشار محمود طارق فوزي النجار وكيل النائب العام بنيابة الخصوص الجزئية بقوله تعالى بسم الله الحق بسم الله العدل.. بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها..} صدق الله العظيم.. قائلاً سيادة الرئيس الهيئة الموقرة.. مرافعتنا اليوم فى قضيةٍ وإن كان التشريع قد سماها قتلاً فالقتل أهون من ان يحتويها القتل أضعف من أن ُيبديها فقد شكلت احداثُ تلك القضية غدراً بالعهد والميثاق ميثاق الأمانة وٌحسن الجوار وطعناً للمحبةٍ وقتلاً لنفوس اطهار فكانت شرُ مثالٍ علي غياب الأمان وشاهداً علي ما ترتكبه النفوس اللِئام فكم حملت هذه الجريمة من فظاعة فهي تُنذر بقرب حلول الساعة.


"قاتلُ عديم الرحمة والإنسانية"
وأشار "النجار" أنه كلما هممت إلى مطالعة أوراق تلك القضية تمثلت في مخيلتي صورة المجني عليه المغلوب علي أمره لم ير دماء قط فكانت أول دماء يراها دمائه لم يعى معني الغدر والخيانه فوعي وهو ضحيتهما فالمجني عليه في قضيتنا/مصطفى سيد حسين طفلٌ لم يتجاوز الخامسة عشر عاماً في مٌقتبل عمره يخرج من بيته آمناً وادعاً ليعمل في احدي الحوانيت وفى رأسهِ تدور أفكار وأحلام لم يكن يعلم أنه لن يعود لتحقيقها وأن قَدرها أن تموت معه ميتة الغدر أري الآن في ساحة عدلكم دموع ابوين مُنكسرين وقاتلُ عديم الرحمة والإنسانية الماثل اليوم في ساحة عدلكم إنه المتهم : كريم احمد موسي احمد تملكه جشعٌ و طمعٌ فيما بأيدى الناس .. فقلبه و نفسه لم يعرف الرضا إليهما سبيلاً فكانت حياته ضنكاً يستدين مالاً بحيلة و خديعة يختلق أعذاراً و ظروفاً ليستولي على قوت غيره فألِفت نفسه الخبيثة ذلك حتى غدا كذئبٍ غادر فلم يسلم رفيق عمله من غدره و مكره فاستدرجه وقتله وسرقه فهذا هو المتهم يا سادة.


"الطمع عمي عينه"
وإستكمل «النجار» مرافعته قائلاً ولتسمحوا لي أن أسردَ وقائعَ تلك القضيةِ على سمعكم الكريم بدأت وقائع دعوانا منذ زمن ليس ببعيد حيث كان يعمل المتهم رفقة المجني عليه بذات الحانوت ونظراً لكثرة أطماعه لم يكفيه ما يأخذه من أجرٍ مقابل عمله.. فإختمر في ذهنه فكره الأستيلاء على أموال المجني عليه.. وإزهاق روحه وفي ذلك اليوم المشؤوم عندما علم المتهم بتلقي المجني عليه أجره الأسبوعي.. وهو مبلغ لو تعلمون قليل قام بالتخلي عن طفولته من أجله ليعين والديه علي تحمل أعباء الحياه فأستغل المتهم حداثة سن المجني عليه وأدعي أن رب عملهما قد طلب منهما إحضار بعض أدوات العمل فطاوعه المجني عليه ووثق به واستدرج المجني عليه بعيداً عن أعين الأهالي إلي مكانٍ علي درايةً به.

"الشيطان يسوق جريمتنا"
مشيراً سيدي الرئيس الهيئه الموقره لقد بلغ الشيطان مطمعه فعند وصولهما لمحل الواقعة بإحدي العقارات وحال قيامهما بصعود السلم المهجوراستشعر المجني عليه الغدر وحاول الهرب ظناً ان المتهم يحاول سرقته لم يكن يعلم بنية المتهم الخبيثة فقام المتهم بدفعه واسقطه ارضاً وجثم فوقه ووضع رُكبتيه علي صدره مُستغلا في ذلك قوة بنيته وضعف بُنية المجني عليه واعتصر عنقه بكلتا يديه لمدة عشر دقائق كاملةً ولم يرحم قلة حيلته حتي اعتصر هواءَ رئتيه ولم يستمع لصوت خروج الروح من الجسد.

"مشهد الموت فيه شنيع"
وأوضح "النجار" أنه أكفي هذا كلا سيدي الرئيس لم يمنعه مشهد موت المجني عليه ان يأخذ مُراده فقام بسرقة أجره الأسبوعي وحينما أنتهي من جريمته الشنعاء فما كان لعديمِ الرحمة والقلب هذا إلا ان ذهب للجلوس علي إحدي المقاهي ولم يبالي بفعلته.


"قلبُ المتهم لا يعرف للرحمة سبيلاً"
وقال «محمود النجار» السيد الرئيس الهيئة الموقرة مات مصطفي ولا يعلم بأي ذنب قُتل أي ذنب ارتكبه يقابلهُ ذلك الغدر مات مصطفي ليطرح قضيتهُ بين ايديكم راجياً أنصافه والقصاص له من قاتِله فقد إصابت بعض القلوبِ أمراض جعلتها أشد قسوةٍ من الحجارة إما قلبُ ذلك المتهم فلا يعرف للرحمة سبيلاً... هذه هى واقعات دعوانا هذه هي المأساه تحاول النيابة العامة تصويرها فبشاعه الجريمة أوسع من أن يحيطها قلم أو بيان فاسمحوا لي أن اعرض على سيادتكم أدلة هذه الدعوى فكما تعلمنا من أحكامكم الجليله وأحكام محكمتنا اللعليا أن الأدلة أما أدلة قولية أو أدلة مادية أو أدلة فنية.

"الأدلة"
وأضاف وكيل نيابة الخصوص الجزئية يقول الحق سبحانه وتعالي: بسم الله الرحمن الرحيم (قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين) صدق الله العظيم...
أولاً: أما عن الدليل القولي فليس هناك أعظم من إقرار المتهم: وقد أقر بقيامه بإستدراج المجني عليه بطريق التحايل بعيداً عن اعين الأهالي مستغلاً حداثة سنه ثم قام بدفعه واسقطه أرضاً وجثم فوقه ثم قام بخنقه بيديه لمدة عشر دقائق كاملة حتي فاضت روحه ثم تمكن من سرقته وصولاً لمقصده.. وبسؤاله في تحقيقات النيابة عن كيفية إرتكابك واقعة قتل المجني عليه ردد قائلاً (مسكت مصطفي ورميته علي السلم وروحت نازل عليه برجلي علي صدره وكتفه كان ساعتها بيعافر بإيده فمسكت أيده حطتها علي رقبته لمدة عشر دقايق وبعدها قمت من عليه وكان قاطع النفس).. وقد أقر المتهم بانه المتواجد بالمقطع المرئي رفقة المجني عليه حال دخولهما العقار محل الواقعة.

ثانياً: شهادة كلاً من والد ووالدة المجني عليه:
وقد شهدا بتغيب نجلهما المجني عليه عن المنزل يوم الواقعة وبسؤال المتهم حاول تضليلهما بقالة انه تركه لحاله إلا أن كاميرات المراقبة قد افتضحت امره بتواجدهما معاً حال دلوفهما للعقار محل الواقعة وخروج المتهم بمفرده.


وتابع "النجار" أنه قد اسفرت تحريات المباحث بمعرفة النقيب/ أحمد الخولي معاون مباحث قسم الخصوص: بأن شهد ان المتهم كان يمر بضائقة مالية وعلمه بتحصل المجني عليه أجره الأسبوعي وفي يوم الواقعة طلب من المجني عليه مبلغ مالي وبرفضه تولدت لديه فكرة إزهاق روحه للتمكن من سرقته بأن استدرجه لمحل الواقعة علماً بكونه مهيئاً لارتكاب جريمته موهماً له بشراء مستلزمات لصاحب العمل فاختلي به بعيداً عن اعين المارة وحال محاولته الهرب القاع أرضاً وجثم فوقه معانقاً له بكلتا يديه حتي فاضت روحه قاصداً من ذلك قتله من اجل التمكن من سرقته.


"الأدلة المادية"
وأشاد أنه أولاً: هي تسجيل كاميرا المراقبة وبفحص المقطع المرئي المسجل تبين ظهور برفقة المجني عليه ودلوفهما للعقار محل الوقعة وعقب برهة من الزمن يخرج المتهم بمفرده وقد أقر المتهم أنه المتواجد بالمقطع رفقة المجني عليه.

"معاينة مكان الحادث"
قد أسفرت المعاينة لمكان الواقعة كونه مهجوراً لسلم خلفي مخفي عن اعين المارة وبمناظرة جثمان المجني عليه: تبين أنها لطفل في منتصف العقد الثاني من العمر وتبين وجود انتفاخ بكامل الوجه والشفتين بروز بالعينين ووجود جرح بفروة الرأس.


"الدليل الفنى".. الدليل الذى لا يحتمل الا الصدق

فقد ثبت من تقرير الصفة التشريحية لجثة للمجني عليه:
أولاً: بإمكانية حدوث الواقعة خنقاً وفق اعتراف المتهم بتحقيقات النيابة وبتاريخ يعاصر الواقعة.

ولفت "النجار" أن هي تلك هي أدلتنا لا يأتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها متماسكة متكاملة تشد من ازر بعضها بعضاً ونسوق إليكم سيدي الرئيس حضرات السادة المستشارين ما حضراتكم به أعلم واننا نجعل نهج المحكمة ومعرفتها منارة نهتدي بها حيث أننا طفي صدد تطبيق مواد الاتهام الواردة في أمر الإحالة المتمثلة في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار وقد اقترنت بجناية الخطف بالتحايل وارتبطت بجريمة السرقة وقد أكتملت عناصر تلك الجرائم بركنيها المادي والمعنوي... ونجدها متوافرة فى حق هذا المتهم.. فقد توافر الركن المادى لجريمة القتل حيث وقع القتل بسلوك إيجابى من المتهم و هو وضع المتهم يده على عنق المجنى عليه.. مما أدى إلى النتيجة الإجرامية و هى الوفاة المجنى عليها، و توافرت علاقة السببية بين فعل المتهم و بين النتيجة."حيث ثبت أن من تقرير الصفة التشريحية بإمكانية حدوث الواقعة خنقاً وفق اعتراف المتهم بتحقيقات النيابة وبتاريخ يعاصر الواقعة.


وذكر وكيل نيابة الخصوص أنه قد توافر القصد الجنائى فى حق المتهم المتمثل في عنصري العلم و الإرادة فالمتهم كان عالماً بالضحية موغراً في صدره إزهاق روحه و مبتغياً تحقيق مرداه.. و قد توافر سيدى الرئيس حضرات المستشارين القصد الخاص فى واقعتنا و ذلك مما أنبأت عنه الظروف المحيطة بالدعوى و المظاهر الخارجية عنها التى تنم عن هذه النية و قد توافرت فى حق المتهم كما بينا لذلك من خلال وقائع وأحداث تلك القضية.


"مشاهد مؤلمة بالجريمة"
السيد الرئيس حضرات المستشارين هذا وإذ وقع القتل و اقترنت به و تقدمته جناية اختطاف طفل و التي تضمنتها قضيتنا بقيام المتهم بالتحايل على المجني عليه مستغلاً حداثة سنه و زاعماً له بواقعة كاذبة فاطمأن إليه تحت تأثير هذا الزعم... اما الركن المعنوى و هو متوافر هنا فى القصد العام من علم و إرادة و الأفعال الصادرة من المتهم تكشف وضوح القصد.


"جريمةٌ تحالف فيها المتهم مع الشيطان"
وأختتم المستشار محمود طارق فوزي النجار وكيل النائب العام بنيابة الخصوص السيد الرئيس الهيئة الموقرة الحمد لله الذى جعل المظلومَ عزيزاً بقضائكم وجعل الظالم الجبار ذليلاً بحكمكم وجعل الحق ملازماً لكم كانت تلك وقائع القضية المعروضة أمام عدالتكم وأدلتها التي تقطع بما لا مجال معه للشك بأرتكاب المتهم للجرائم المسندة إلية... جريمةٌ تحالف فيها المتهم القابع خلف القضبان مع الشيطان اللعين واتخذه من دون الله وليا فكان له الغاوي والدافع والمُعين تسابق مع الشيطان أي منهما يفوز بذلك الذنب العظيم.

"ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب"
وطالب المستشار"محمود النجار" بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم وهي الإعدام شنقاً... ونهي مرافعته بقوله تعالي (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وفقكم الله وأعانكم وسدد علي طريق الحق خطاكم.