ماذا يحدث داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي؟.. دعوات لعدم الاستمرار في الحرب

تطورات مُهمة داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ففي تطور لافت داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقّع نحو 950 طيارًا من سلاح الطيران في الاحتياط والتقاعد على رسالة علنية موجهة للحكومة، يطالبون فيها بوقف الحرب فورًا من أجل إعادة الأسرى.
وضح الدكتور محمد عبود، الخبير المتخصص في الشأن الإسرائيلي، تفاصيل الرسالة التي نُشرت هذا الصباح في صورة إعلان يضم أسماء الموقعين في كبرى وسائل الإعلام العبرية، وأثارت زلزالًا كبيرًا، حيث أقر الطيارون بأن استمرار الحرب لا يخدم أيًا من أهدافها المعلنة، بل يهدد حياة الأسرى والجنود والمدنيين الأبرياء.
الحرب تخدم مصالح سياسية
وأكد "عبود" في تقرير له، أن الموقعون ومن بينهم جنرالات كبار وقادة سابقون في سلاح الطيران أكدوا أن الحرب الحالية باتت تخدم مصالح سياسية وشخصية وليست أمنية، مطالبين بوقفها حتى لو كان الثمن هو تقديم تنازلات، موضحاً أن الرسالة تقول: "الاتفاقات السياسية فقط هي التي أعادت أسرى فيما مضى، أما الضغط العسكري فلم يؤدِ إلا إلى موتهم. كل يوم تأخير يمثل خطرًا على حياة الأسرى. كل لحظة تردد هي عار".
أوقفوا الحرب فورًا
وعلى الرغم من محاولات قيادة الجيش بما في ذلك تدخل مباشر من رئيس الأركان لمنع نشر الرسالة الاحتجاجية، فإن الطيارين أصرّوا على موقفهم، مؤكدين أنهم لا يدعون لرفض الخدمة، بل يوجهون رسالة سياسية واضحة للحكومة: "أعيدوا الأسرى الآن – أوقفوا الحرب فورًا".
وأكد الدكتور محمد عبود، أن توقيت احتجاجات الطيران يكتسب أهمية خاصة في سياق الاحتجاجات الداخلية لاستعادة الأسرى، وفي ظل وجود مقترح مصري لاستكمال صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، علاوة على جهود أمريكية في الاتجاه نفسه، وتعكس هذه الرسالة الاحتجاجية حالة من الاستياء والتململ الواضح منذ فترة في صفوف الجيش الإسرائيلي، بدأت مثل النار تحت الرماد في صورة رفض عدد كبير من جنود وضباط الاحتياط الاستجابة لأوامر الاستدعاء للخدمة في الفترة الماضية.
استعادة الأسرى
ونوه إلى أن معدلات عدم الاستجابة لأوامر الاستدعاء تراوحت ما بين 30% إلى 50% بحسب تقرير سابق لصحيفة هآرتس: :"وهذه الاحتجاجات، في رأيي، مرشحة للتزايد"، مؤكداً أن احتجاجات الطيران والاتهامات الموجهة ضمنيًا في الرسالة إلى نتنياهو تضغط على الحكومة اليمينية وقيادة الجيش الجديدة فيما يتعلق بمخططات توسيع الحرب، وتزيد الضغط فيما يتعلق برغبة قطاع مجتمعي متزايد في التوصل لاتفاق يضمن استعادة الأسرى ووقف إطلاق النار.
وأكد أنه وفي النهاية كل ضغط داخلي على نتنياهو يُسهم بشكل أو بآخر في زيادة الضغوط على حكومته المتطرفة، وتزداد أهمية هذه الضغوط إذا صدرت من سلاح الطيران وهو يمثل قوة لا يستهان بها في جرائم الحرب التي تمارسها إسرائيل في المنطقة.