”واقعتنا تفوح منها رائحة الغدر والشيطان بها أماماً”.. النيابة العامة تترافع بقضية قابيل وهابيل القليوبية

شهدت محكمة جنايات شبرا الخيمه، الدائرة الرابعة، برئاسة المستشار دكتور رضا أحمد عيد رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين مصطفي رشاد محمود مصطفي، وأحمد محمد سعفان، ومحمد حسنى الضبع، وأمانة السر عاصم طايل، مرافعة قوية لـ« محمود طارق فوزي النجار»، وكيل النائب العام بنيابة الخصوص الجزئية، فى القضية رقم ٢٩٦٩٩ لسنة ٢٠٢٤ مركز القناطر المقيدة برقم ٣٤٢٩ لسنة ٢٠٢٤ كلى جنوب بنها «قضية مقتل المجني عليه حسام قناوي سيد احمد»، على يد شقيقه بدائرة مركز شرطة القناطر الخيرية بمحافظة الـقليوبية.
(واقعتنا تفوح منها رائحة الغدر)
وبدأ محمود طارق فوزي النجار»، وكيل النائب العام بنيابة الخصوص الجزئية مرافعته بقوله تعالي: بسم الله الحق بسم الله العدل.. بسم الله المنتقم الجبار.. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ فطوَّعَتْ لهُ نـفْسُهُ قـتْلَ أخيه فـقَتـلهُ فأصْبحَ منَ الْخاسرينَ﴾ السيد الرئيس، الهيئة الموقرة جئنا اليوم حاملين بين ايدينا امانة الدفاع عن المجتمع جئنا اليكم بصحائف دعوانا فقد عايشنا وقائعها اياماٍ وليالٍ ثِقال واجتهدنا في تحقيقاتها سعياً وراء الحق حتي نأتي بالدليل القاطع والبرهان الساطع لنأتيكم بيقين تطمئن به قلوبكم وتترسخ به عقيدتكم عقيدة القاضي .. ظل اللهِ في الارض جئناكم اليوم بواقعة تفوح منها رائحة الغدر وانقلبت فيها صلة الرحم إلى عداوة، وتحولت أواصر العائلة إلى دماء سفكت بغير حق.
إن هذه الجريمة لم تزهق روحًا فحسب بل مزّقت أسرة بعد أن طغى الحقد على روابط الدم، فغابت الرحمة، وانهارت كل معاني الأخوة.
(سفك دمه بدمٍ بارد كاشفًا عن قلب خالٍ من الرحمة)
قال «النجار» حضرات القضاة الأجلاء إن الأخ هو عطية الله ومنحته لأخيه هو المأوي و المخرج من البؤس و الحزن فالمجني عليه في دعوانا هو شقيق المتهم القابع خلف القضبان ذلك الذئب الشارد ..قتل أخيه .. كما قتل قابيل هابيل نحن أمام متهم... لم يكن مجرد قاتل بل شخصًا امتلأ قلبه بالحقد والغل تجاه أقرب الناس إليه أخيه الأصغر ... الذي لم يرتكب في حقه ذنبًا يحمل قلبًا أبيض لم يعرف العداء ولا الحقد إلا أن هذه الصفات كانت سبب مقتله على يد شقيقه الأكبر الذي غلّف الحقد قلبه فإذا به يسفك دمه بدمٍ بارد كاشفًا عن قلب خالٍ من الرحمة فاليوم جئنا به لساحتكم لتقتصوا منه.ٍ
( الكراهية محراباً و الشيطان أماماً)
وأشار النجار قائلا لتسمحوا لي أن أسردَ وقائعَ تلك القضيةِ على سمعكم الكريم تبدأ هذه القصة المأساوية داخل أسرة واحدة حيث كان المتهم قناوي يعيش مع شقيقه المجني عليه ووالدته في منزل العائلة إلا أن العلاقة بينهما لم تكن قائمة على المودة كما هو الحال بين الأشقاء بل كانت مشحونة بالخلافات والغيرة والحقد خاصة من جانب المتهم الذي كان يشعر دومًا بأن شقيقه يحظى بمحبة والدته واهتمامها محبوباً من أصدقائه وأفراد العائلة بينما كان هو على النقيض تمامًا سيئ السمعة عدوانيًا في طباعه دائم الشجار فكان على مدار السنوات يختلق الخلافات مع شقيقهومع كل خلاف كان الغل ينمو في داخله.
مستكملا مرافعته في ذلك اليوم المشؤوم نشب خلاف اخر بين الاخوين لم يكن المجني عليه يتوقع أن يتحول الخلاف المعتاد بينه وبين شقيقه إلى حكم بالإعدام يُنفّذ بدم بارد، لم يكن يعلم أن هذا الخلاف سيكون الأخير و أن حياته ستنتهي على يد أقرب الناس إليه شقيقه الاكبر الذي لم يعد قادرًا على كتمان حقده فبدأ الخلاف بمشادة كلامية بمنزلهما ثم تشابُك بالايدي فحاولت والدتهما فض ذلك الخلاف حتي ترك المجني عليه المسكن لتهدئة الامور إلا المتهم جعل من الكراهية محراباً ومن الشيطان اماماً فاندفع إلى غرفته مُتشحاً بثورة الغضب واستحصل علي مطواة وامتلأ قلبه بالحقد والغلحتى لم يعد يرى أمامه سوى جسد أخيه هدفًا لطعنته القاتلة وتوجه إلي المجني عليه اسفل منزلهما لم يجد فرصة للدفاع عن نفسه لم يكن هناك أية حوارلم يكن هناك أي تردد من المتهم فقد امتدت يد الغدر وقبضت بقوة على السلاح ثم اندفعت بسرعة وقوة باتجاه رقبة شقيقه طعنة واحدة لكنها كانت كافية لإسقاطه أرضًا يتخبط في دمائه و يحاول التقاط أنفاسه وعيونه التي امتلأت بالدهشة والرعب وكأن لسان حاله يقول لماذا يا أخي ؟؟
(ذئب ضاري يفتك بفريسته لا رب يَهابْ ولا قلب يستتابْ)
كيف تجاهلت قوله تعالي سنَشُدُ عضُدَك بأخيك فارق المجني عليه الحياة وانتقل الي جوار المنان لفظ أنفاسه الأخيرة في مشهد يجسد الغدر وفاضت روحه إلى خالقه لا راضية ولا مرضيه إنَّما شاكية ناقمة على ما كان من شقيقه أما المتهم، فلم يتحرك، لم يُظهر أي ندم أو خوف بل وقف يشاهد شقيقه يُحتضر أمامه فما هوالا ذئب ضاري يفتك بفريسته لا رب يَهابْ ولا قلب يستتابْ.
(جريمتنا أبشع من أن يحيطها قلم أو بيان)
وتابع "النجار" قائلا السيد الرئيس هذه هى واقعات دعوانا هذه هي المأساه تحاول النيابة العامة تصويرها فبشاعه الجريمة أوسع من ان يحيطها قلم أو بيان فاسمحوا لي أن اعرض على سيادتكم أدلة هذه الدعوى يقول الحق سبحانه وتعالي : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) صدق الله العظيم.
أولاً : أما عن الدليل القولي فقد أقر المتهم:- بإرتكابه واقعة القتل علي اثر مشادة كلامية بينه وبين المجني عليه فتحصل علي سلاح ابيض مطواه وقام بطعن شقيقه في عنقه قاصداً إزهاق روحه... وباستجوابه بتحقيقات النيابة عن كيفية إرتكابه الواقعة ردد قائلاً (أنا ضربته بضهر السكينة علي دماغه في الأول وبعد كدا ضربته ضربة واحدة في رقبته راح واقع في الارض غرقان في دمه)
وقد شهدت والدة المتهم "صباح مصطفي أحمد" بحدوث مشادة كلامية بين نجليها فحالت دون التشاجر بينهما فتتبعهما المتهم وما ان ظفر بالمجني عليه حتي سدد له طعنة بالسلاح الابيض استقرت برقبته قاصداً ازهاق روحه.. فبسؤالها بتحقيقات النيابة عن كيفية ارتكاب المتهم للواقعة رددت قائلة (واحنا بنجري جه قناوي من ورنا بسرعة وضرب حسام علي دماغه وانا حاولت ازقه راح موقعني علي الارض وراح ضربه بالسلاح في رقبته)
وكانت شهادة أشقاء المتهم كلاً من:- "سعيد قناوي سيد احمد، رمضان قناوي سيد أحمد" قد شهدا بقيام شقيقهما المتهم:- قناوي قناوي بإرتكاب قتل المجني عليه حسام قناوي مستخدماً سلاح ابيض مطواه قاصداً ازهاق روحه..وقد جاء بشهادة شاهدي الاثبات ة كلاً من خالد سيد عامر وعزة صابر محمد: قد شهدا بمحاولتهما منع المتهم من الإمساك بالمجني عليه بالطريق العام إلا انه قد ظفر به وطعنه بعنقه مستخدماً سلاح أبيض مطواه.
(تحريات المباحث وضبط المتهم)
وقد اسفرت تحريات المباحث بمعرفة المقدم محمود محمد رئيس مباحث قسم شرطة القناطر :بوجود خلافات عائلية بين المتهم والمجني عليه قام علي اثرها المتهم بالتعدي علي شقيقه المجني عليه بستخدام سلاح ابيض سكين واحدث اصابته مما ادت لوفاته قاصداً ازهاق روحه.
(الأدلة المادية)
ثبت من المعاينة التصويرية بمعرفة النيابة العامة بمحاكاه المتهم للواقعة عن النحو الوارد بإعترافه وكما جاء بالتحقيقات.
وأضاف أن بمناظرة جثمان المجني عليه تبين أنها لشاب في العقد الرابع وتبين وجود طعنة بالرقبة واثار دماء بمختلف انحاء جسده.
(الدليل الفنى الدليل الذى لا يحتمل الا الصدق)
قام وكيل النائب العام بسرد الدليل الفنى الدليل الذى لا يحتمل الا الصدق فقد ثبت من تقرير الصفة التشريحية لجثة للمجني عليه أولاً: ان إصابة المجني عليه بيمين العنق هي إصابة حيوية حديثة ذات طلبيعة قطعية غائرة حدثت من المصادمة بجسم صلب ذو حافة حادة وتعزي الوفاه لتلك الاصابة لما احدثته من قطع بالأوعية الدموية الرئيسية بيمين العنق.. تلك هي ادلتنا لا يأتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها متماسكة متكاملة تشد من ازر بعضها بعضاً.
ونسوق إليكم سيدي الرئيس حضرات السادة المستشارين ما حضراتكم به اعلم واننا نجعل نهج المحكمة ومعرفتها منارة نهتدي بها حيث اننا في صدد تطبيق مواد الاتهام الواردة في امر الإحالة المتمثلة في جناية القتل العمدي وقد اكتملت عناصر تلك الجريمة بركنيها المادي والمعنوي.
- ونجدها متوافرة فى حق هذا المتهم...فقد توافر الركن المادى لجريمة القتل حيث وقع القتل بسلوك إيجابى من المتهم .مما أدى إلى النتيجة الإجرامية و هى الوفاة المجنى عليها و توافرت علاقة السببية بين فعل المتهم و بين النتيجة.
- و قد توافر القصد الجنائى فى حق المتهم المتمثل في عنصري العلم و الإرادة فالمتهم كان عالماً بالضحية موغراً في صدره إزهاق روحه و مبتغياً تحقيق مرداه.
- و قد توافر القصد الخاص فى واقعتنا و ذلك مما أنبأت عنه الظروف المحيطة بالدعوى و المظاهر الخارجية عنها التى تنم عن هذه النية و قد توافرت فى حق المتهم كما بينا لذلك من خلال وقائع وأحداث تلك القضية.
(الخاتمة)
وأختتم "النجار" وكيل النائب العام مرافعته قائلا: السيد الرئيس الهيئة الموقرة الحمد لله الذى جعل المظلومَ عزيزاً بقضائكم وجعل الظالم الجبار ذليلاً بحكمكم وجعل الحق ملازماً لكم كانت تلك وقائع القضية المعروضة أمام عدالتكم جريمةٌ تحالف فيها المتهم القابع خلف القضبانمع الشيطان اللعين واتخذه من دون الله وليا فكان له الغاوي والدافع والمُعين تسابق مع الشيطان أي منهما يفوز بذلك الذنب العظيم.
اخًا مجردًا من كل مشاعر الأخوة وراعٍ تحول الي ذئب
فغابت عنه معاني المودة و الرحْمة وغرته قوة تفكيره ورغبته في الإنتقام فما كان حصاد جريمته الا اخًا مجردًا من كل مشاعر الاخوة وراعٍ تحول الي ذئب يترصد ليفتك برعيته
(من رزق بأخ رزق بسند ومدد وعونا له في الشدائد)
وللمجتمع نقول كونوا علي يقين ان من رزقه الله منكم باخٍ فقد رزقه بسند ومدد وعونا له في الشدائد علموا اولادكم أن الاخوةَ ان اعتب عليك و ليس في قلبي مثقال ذرة ظن انك ستولي ظهرك الي و تمضي والحقد إن تُرك بلا رادع يتحول إلى وحشٍ يلتهم كل القيم والأخلاق ولو أن العائلة أدركت خطورة هذا العداء المتنامي ولو أن المحيطين بالمتهم تدخلوا لإصلاح هذه العلاقة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة لما كنا اليوم أمام هذه الكارثة واليوم، إذ نطلب توقيع أقصى عقوبة على المتهم، فإننا لا نفعل ذلك انتقامًا، بل تحقيقًا للعدالة، وحمايةً للمجتمع إن هذا الحكم لن يكون مجرد عقاب بل سيكون رسالة لكل من تسوّل له نفسه أن يُطلق العنان لأحقاده ولكل من يعتقد أن الدماء يمكن أن تُراق بلا حساب.
توقيع أقصي عقوبة علي المتهم
نحن هنا اليوم لنؤكد أن العدالة قائمة وأن القانون سيظل الدرع الحامي للمجتمع وعليه فإن النيابة العامة تطلب من عدل سيادتكم توقيع أقصى عقوبة على المتهم ..وفقكم الله وأعانكم وسدد علي طريق الحق خطاكم.