من الكحك لكوكيز بستاشيو.. كيف تغيرت تقاليد العيد بين الحاضر والماضي

يأتي العيد كل عام محملاً بذكريات الطفولة وعبق الأيام الجميلة، فتزدهر الشوارع بالحركة والزينة، وتظل الحلويات واحدة من أبرز ملامح هذه المناسبة التي تعكس الفرح والاحتفال.
ورغم تغير الزمن، وتبدل بعض العادات، ما زال للكحك نكهته الخاصة، ولطقوس إعداده وهجه الذي يبعث الحنين في القلوب.
وللتعرف أكثر على كيف يرى الناس العيد اليوم مقارنةً بالأمس، قامت جريدة النهار بجولة ميدانية في منطقة عين شمس بالقاهرة، تلك المنطقة الشعبية التي لا تزال تحتفظ بكثير من دفء العلاقات وروح العيد.
في شوارع عين شمس، وتحديدًا بالقرب من فرن بلدي قديم اسمه "الأخوة" تفوح منه رائحة الكحك الطازج، وقفنا نشاهد الناس وهم يشترون، ويتذوقون، ويقارنون بين ما كان وما أصبح. التقينا بالحاجة "أم إسلام"، التي كانت تشتري الكحك والبسكويت وقالت: "زمان كنا بنعمل الكحك سوا، أنا وأخواتي وعيالنا، دلوقتي كله بيشتري جاهز، وأنا كنت بحب أعمله زي ما اتعلمت من أمي، بس السن بقى مبقتش قادرة زي الأول".
بينما في الجهة المقابلة، داخل محل حلويات عصري، كان الشاب "يوسف" يعرض أنواعًا مبتكرة من الكحك: كحك محشو بالنوتيلا، وآخر بصوص البستاشيو، وبسكويت مغطى بالشوكولاتة البيضاء.
يقول يوسف: "الناس بتدور على الجديد، وبنحاول نواكب الذوق العصري، بس الكحك الكلاسيكي لسه ليه زباينه اللي بيجوا مخصوص علشانه".
وفي محل حلويات لايف "عم محمد"، الذي يعتبر من أشهر محلات المنطقة، كانت الزبائن تتوافد لشراء الكحك والحلويات التقليدية. يقول "عم محمد": "في محاولات كثيرة للتجديد، بس في ناس لسه بتحب طعم الحلويات القديمة، زي الكحك البني بالسكر البودرة، بنقدم الحاجات التقليدية بجودة عالية عشان الناس تحس بالروح القديمة، وبرضو بنقدم كوكيز بستاشيو وكوكيز بالسمسم وبنقدم كحك ريد فيلفت وأنواع كتير".
وعلى مدار جولتنا، سمعنا قصصًا عن كحك "زمان"، وابتكارات "النهارده"، بين الحنين والموضة، بين السمن البلدي وكريمة الأوريو، لتظل الحلويات مرآة تعكس كيف يتغير العيد، دون أن يفقد روحه، ويبقى مناسبة استثنائية يجتمع فيها الناس على طاولة واحدة، يتقاسمون الفرح كما يتقاسمون الحلوى.