النهار
الأحد 23 مارس 2025 09:47 صـ 24 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

البيدوفيليا على الشاشة.. واستشاري نفسي يحذر: هكذا نحمي أطفالنا بعد صدمة لام شمسية

في أحد أكثر مشاهد الدراما التلفزيونية صدمة وتأثيرًا، كشف مسلسل لام شمسية عن واحدة من القضايا المسكوت عنها في مجتمعاتنا، وهي قضية التحرش بالأطفال أو ما يُعرف بـ"البيدوفيليا".

البيدوفيليا هي اضطراب نفسي يتمثل في انجذاب البالغين جنسيًا للأطفال، وهي من أخطر أشكال الانتهاك التي قد يتعرض لها الطفل، سواء كان الانتهاك جسديًا أو نفسيًا.

وغالبًا ما يُمارس هذا السلوك من قِبل أشخاص مقرّبين أو يحظون بثقة الطفل، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا وخطورة، ويترك آثارًا نفسية عميقة قد تستمر مع الطفل لسنوات طويلة إن لم يتم التدخل والدعم النفسي المناسب.

المشهد الذي تم عرضه لم يكن مجرد تمثيل، بل كان مرآة تعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه بعض الأطفال في صمت، ليطرح المسلسل تساؤلاً واضحًا: كيف نحمي أطفالنا؟ وكيف نزرع فيهم وعيًا يحصنهم من أي خطر قد يقترب منهم؟

في هذا الصدد قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لجريدة النهار، إن البداية الحقيقية للحماية تكمن في الوعي، مشددًا على أن معظم الأطفال الذين يتعرضون للتحرش، يُدركون أن ما يحدث معهم خاطئ، لكن ما يمنعهم من البوح هو الخوف والتهديد، لذلك، من الضروري أن نمنحهم الثقة والأمان، وأن نعلمهم كيف يحمون أنفسهم بأسلوب بسيط وسلس يناسب أعمارهم.

كيف نوعّي أطفالنا؟

إليك بعض النقاط الأساسية بلغة يفهمونها:

أوضح فرويز بأننا يجب أن نحصن أبنائنا بالوعي، ومعناه أن تعرف كيف تحمي نفسك.

* لا يحق لأحد أن يُقبّلك، خصوصًا في أماكن حساسة.

* لا يخلع أحد ملابسك سوى الأم أو الأب أو الجدة، وفي حالات ضرورية فقط.

* لا تجلس على قدم أحد، حتى وإن كان قريبًا.

* لا تذهب بمفردك إلى أماكن بعيدة في المدرسة أو النادي.

* لا تخف من تهديد أي شخص، وتحدث مع والديك فورًا.

* من يُحاول إيذاءك هو المخطئ، ولستَ أنت.

ويؤكد الدكتور جمال أن "الأطفال يشعرون أن ما يحدث خطأ، لكنهم لا يشعرون بالأمان الكافي ليتحدثوا، وهنا يأتي دور الأهل في تقديم الثقة والاحتواء، بدلًا من التوبيخ أو التجاهل".

الدراما كشفت، والمجتمع عليه أن يتصرف.

ما عرضه مسلسل لام شمسية ليس مجرد مشهد عابر، بل دعوة صريحة لكل أسرة، بأن لا تتجاهل الإشارات، وألّا تخجل من الحديث مع أبنائها، فالكتمان لم ولن يكن حلاً.

كل طفل يستحق أن يشعر بالأمان، وكل أسرة يجب أن تكون السند الأول في حياته. حان الوقت أن نواجه الحقيقة: التحرش بالأطفال واقع مؤلم، والتوعية هي السلاح الأقوى لمحاربته.