أطول المعارك الدبلوماسية.. ذكرى عودة طابا للسيادة المصرية 19 مارس 1989

تحلّ اليوم 19 مارس من كل عام ذكرى رفع العلم المصري فوق أرض طابا، والتي تعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، إذ لا تتعدى مساحتها كيلومترًا مربعًا واحدًا حوالي 508.8 أفدنة، إلا أن معركة استعادتها استمرت لسنوات، وهي بحق إحدى الصفحات المشرقة في تاريخ الدبلوماسية المصري، وفق تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
التحكيم بشأن طابا
وفق التقرير، فكانت مصر قد قبلت التحكيم بشأن طابا؛ لتضيِّع الفرصة على إسرائيل التي عمدت قُبيل الانسحاب من سيناء إلى إثارة مشكلة برفضها الانسحاب من طابا، وفي يونيو عام 1985 صدر قرار بتشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا برئاسة الدكتور عصمت عبد المجيد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك.
وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم تشكّلت لجنة بوزارة الخارجية؛ لإعداد مشارطة التحكيم برئاسة الدكتور نبيل العربي وعضوية عدد من أبرز سفراء وزارة الخارجية، واستمرت المفاوضات الشاقة لمدة ثمانية أشهر أخرى حتى تم التوقيع على مشارطة التحكيم في 11 سبتمبر 1986.
إقرار «مصرية طابا»
أكد التقرير، أن المعركة الدبلوماسية استمرت لنحو أربعة عشر شهرًا وانتهت على يد محكمة التحكيم في جنيف في 29 سبتمبر 1988، والتي أسدلت الستار على هذه القضية بحكمها التاريخي بإقرار «مصرية طابا»، مع ذلك فقد عمدت إسرائيل إلى عرقلة تنفيذ الحكم، إلا أن مصر التزمت بالدبلوماسية الهادئة؛ لحمل إسرائيل على التنفيذ.
بعد نحو ستة أشهر من المساجلات أعلنت إسرائيل قبولها قرار التحكيم بجلاء آخر جندي إسرائيلي عن طابا في 15 مارس 1989، ليتم بعدها رفع العلم المصري على تلك البقعة العزيزة من تراب مصر في مثل هذا اليوم 19 مارس من عام 1989.
أجمل المناطق السياحية
أكد التقرير أن اليوم تعد طابا من أجمل المناطق السياحية في مصر؛ حيث تتميز بمياهها النقية، وشمسها الدافئة، ومنتجعاتها المحببة للسائحين، كما تضم الكثير من المناظر الطبيعية الساحرة، حيث تغلّف الجبال منتجعاتها السياحية، وشريطها الساحلي هو الأكثر جمالًا على مستوى شبه جزيرة سيناء بما فيه من الخلجان والبحيرات، ولعل أحد أجمل المزارات في طابا هو حصن صلاح الدين الذي قامت وزارة الآثار المصرية بترميمه.