حكاية عم عليش أقدم بائع أراجوز بالخيامية

في منطقة الغورية، حيث الشوارع الضيقة المليئة بعبق التاريخ وحضارة الأجداد المتمثلة في العمارة القديمة والنوافذ المصنوعة من الأرابيسك، نتقدم خطوات لنصل إلى منطقة الخيامية، حيث يفترش الباعة الشوارع بمنتجاتهم من الزينة والفوانيس البراقة.
الخيامية، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى كثرة بائعي الأقمشة اليدوية الملونة، تُصنع منتجاتها بشكل يدوي على أيدي أمهر الصناع والحرفيين. ففي كل شبر من هذه المنطقة، يمكنك أن تستغرق ساعات في التجول بين شوارعها، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في لوحة فنية تبهر الناظرين بجمالها.
وها قد وصلنا إلى منطقة الدرب الأحمر، وتحديدًا أول شارع الخيامية، حيث يقف العم عليش، صانع الأراجوز، مرتديًا بدلته المصنوعة من قماش الخيامية. بوجهه المبتسم، يجذب الأطفال حوله قائلًا: "أبيع النون وأرقص الأراجوز"، فيلتف الأطفال حوله لشراء الأراجوز والطرابيش الورقية، التي كانت تُعد الزي الرسمي للمصريين في الدلتا والصعيد خلال عهد محمد علي باشا.
عم عليش، أقدم صانع للأراجوز في الخيامية، يستعد كل عام لاستقبال شهر رمضان الكريم بارتداء بدلته المصنوعة من قماش الخيام، رمز رمضان. وقد قال لصحيفة "النهار" إنه ابتكر هذه الفكرة منذ 20 عامًا، رغبةً منه في إسعاد الأطفال ونشر البهجة بين المواطنين الذين يقبلون على شراء زينة وفوانيس رمضان من شارع الخيامية.
ويتابع حديثه وهو يلتقط الصور التذكارية مع شقيقين أرادا شراء الأراجوز، أو كما يُطلق عليه "النون": "أنا موظف بإحدى الجهات الحكومية نهارًا، وحين أنتهي من عملي أرتدي بدلتي وأتجول في شارع الخيامية لبيع الأراجوز".
وفي سياق حديثه، أشار عم عليش إلى أن المبيعات هذا العام قد زادت عن العام السابق، بسبب الإقبال الكبير من المواطنين على شراء الزينة والفوانيس.