النهار
السبت 15 مارس 2025 02:46 صـ 16 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
20 مصاب جميعهم عمال.. ارتفاع عدد مصابي حادث تصادم أتوبيس مع جرار قصب في قنا آل خليفه عازمه 13000 من أبناء قرية شباس عمير بمحافظة كفرالشيخ مصرع فتاة أسفل عجلات القطار أثناء عبورها شريط السكة الحديد في طما بسوهاج قائمة بيراميدز في مواجهة إنبي بكأس مصر الأهلي يتفوق على سبورتنج ويحقق لقب كأس السوبر لكرة اليد اتحاد اليد ينظم رحلة ترفيهية للمنتخب الألماني للشباب لزيارة الاهرامات لماذا يقف الشرع وصحبته اشداء علي اهل الساحل السوري العلوي رحماء علي الجنوب حيث تل ابيب ؟ اللواء دكتور سمير فرج في تصريحات خاصة للنهار : وقوف العرب خلف مصر ضرورة وجودية للامة العربية جمعاء ما الذي يحدث في ايران ؟ اقالة وزير الاقتصاد بعد اقالة ظريف ووزير الاقتصاد في الطريق بالصور..قيادات الدين الاسلامى والمسيحى بأسيوط فى ” إفطار المحبة” لأمانة الطوارىء ببيت العائلة المخترع رفعت همام:ابتكارى يحارب المجاعات ويسد الفجوة الغذائية قيادات الدين الاسلامى والمسيحى بأسيوط فى ” إفطار المحبة” لأمانة الطوارىء ببيت العائلة

منوعات

متخصصون يكشفون لـ«النهار» أسباب الخلافات الزوجية وكيفية معالجتها

انتشرت خلال الآونة الآخيرة وقائع الخلافات الزوجية، بشكل يهدد السلام والتماسك الأسري المعتاد، فقد شهد المجتمع حدوث العديد من القضايا داخل ساحات محاكم الأسرة وإرتكاب جرائم القتل بين الازواج والزوجات، فكيف يتحول الزواج من «المودة والرحمة» لساحة حرب داخل أروقة المحاكم، ودماء وأشلاء مبعثرة؟!.
أكدت مصادر من أساتذة علم النفس وخبراء العلاقات الأسرية ،أن المشاكل والخلافات الزوجية من الظواهر الاجتماعية التي تهدد كيان الأسرة والمجتمع، وأوضحوا أن كثرة الخلافات بين الزوجين تكون نتائجها وخيمة على سلوك الأطفال والأسرة إذ تجعلها عرضة للتفكك والتشتت.
ومن بين جرائم الخلافات الزوجية،ضجت الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية ، بواقعة وفاة السيدة المصرية «آية عادل»المقيمة في الأردن، إثر سقوطها من شرفة شقتها في الطابق السابع، وسط اتهامات بأن زوجها وراء إنهاء حياتها بسبب خلافات زوجية بينهما، وأثارت هذه الواقعة حالة من الجدل والحزن والأسى.
واتهمت أسرة الضحية«أية» زوجها بقتلها وتعرضها للعنف والإيذاء المستمر على يده..في هذه المأساة ماتت الزوجة المجني عليها تاركة وراءها أبناءها يتجرعون مرارة الفراق والتشرد، وألقى القبض على الزوج ولا زالت التحقيقات مستمرة لكشف حقيقة الواقعة.
ومن واقعة آية عادل لجريمة آخرى في عش الزوجية ، حيث أقدم زوج في أحد مراكز محافظة سوهاج، على إجبار زوجته لتناول مادة كاوية "بطاس" للتخلص منها بسبب خلافات زوجية بينهما، وانقذتها العناية الإلهية الزوجة من الموت وتم نقلها إلى المستشفى وإسعافها.
وفي القاهرة أقدم عامل على قتل زوجته ومزق جسدها بالسكين داخل شقتهما بمنطقة مصر الجديدة ، وبعد ارتكابه للواقعة قام بشنق نفسه والتخلص من حياته ليسقطا الزوجين جثتين هامدتين وكشفت الواقعة بعد أيام إثر إنبعاث رائحة كريهة، وغيرها من الجرائم الأسرية .
جرائم كثيرة ومتعددة بين الأزواج وتناحر داخل أروقة المحاكم، لتشكل هذه الظاهرة خطرا يهدد المجتمع ، ما هي الأسباب وراء هذا التزايد المقلقة للجرائم الأسرية ؟ وما هي تداعياتها السلبية على النسيج الاجتماعي؟ وهل هناك حلول ممكنة للحد من هذه الآفة؟ وأسبابها وكيفية القضاء عليها ودور التوعوية والتقليل منها بعد تكرارها مؤخراً، كلها تساؤلات واستفسارات ناقشتها صحيفة «النهار» مع خبراء علم النفس والاجتماع والمتخصصين في شؤون الأسرة، للحفاظ على التماسك الأسري والنسيج المجتمعى.
وقال الدكتور "أحمد فخري" أستاذ علم النفس المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس خلال تصريحات لـ«النهار» ، إن هناك العديد من العوامل والأسس الهامة لنجاح مؤسسة الأسرة سواء من الناحية النفسية والاجتماعية، أبرزها حُسن الإختيار والتوافق بين الطرفين، والقدرة على تحمل المسؤولية والمصارحة البناءة بين الشريكين .
وأوضح أن تعدد الخلافات والصراعات داخل الأسرة ، سواء بالاعتداء والضرب البدني كل ذلك يؤدي إلى حدوث الاضطرابات النفسية والاكتئاب والتفكك، ومع ازدياد هذه الخلافات والعناد قد تصل إلى القتل والإقبال على الانتحار .
ونوه أستاذ علم النفس إلى ضرورة تواجد مبادئ التفاهم المتبادل بين الطرفين من البداية، والسيطرة على الانفعالات ومشاعر الغضب، وضرورة حل أى مشكلة فور حدوثها على أن يكون أساس حل هذه المشكلات قائمة على فكرة التكامل واللين وبعيدا عن القسوة، والحرص على تصفية الأجواء الأسرية والحفاظ على متانة العلاقة بين أفراد الأسرة.
وأضاف الدكتور أحمد فخري ، أن الضغوط الحياتية والظروف الاقتصادية والاجتماعية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية،كل ذلك يكون لها دور في افتعال الخناقات داخل الأسرة .
وحذر الخبير النفسي من تحول الخلافات الأسرية بين الأزواج لسلوكيات عدوانية سواء بالاعتداء اللفظي او البدنى بالضرب تدريجا تتسع الفجوة إلى ساحة اقتتال وارتكاب جرائم .
وأشار الخبير النفسي إلي أن الخلافات داخل الأسرة بين الأزواج ، لها تأثيرات سلبية خطيرة على سلوك الأبناء خاصة فى المراحل العمرية الأولى من حياة الطفل، فمشاهدة العدوان بين الأب والام، ينعكس بشكل مباشر على تكوين سلوك الانعزال والانطواء والاكتئاب والافكار السلبية لدى الصغار، قد تصل إلي الإدمان والعدوان على المجتمع .
وأوصى «فخري» بضرورة التركيز على البرامج الإرشادية ونشر الإرشادات والمفاهيم الصحيحة عن الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع مشكلاتها بشكل سليم للحد من الطلاق ومعالحة الخلافات الزوجية .
ومن جانبها قالت الدكتورة "إيمان الريس" خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية، إن المشكلات التى تحدث بين الزوجين تكون بسبب عدم التغافل وغياب التفاهم والحوار والأمان بين الطرفين، وأن تدخلات الآخرين السلبية في شئون الزوجين قد تؤجج التوتر والقلق بينهما بما يهدد استقرار الأسرة بشكل عام.
وتابعت :أغلب وقائع العنف الأسري التي يشهدها المجتمع بين الأزواج ، قد تعود في الأساس نتيجة إضطراب الثقافة في المجتمع ، وحدوث خلل وضعف العلاقات الاجتماعية في الأسرة ، وكلها بوادر لحالات فردية ولكنها تدق ناقوس الخطر .
وأوضحت«الريس» أن إدمان المخدرات وسلبيات السوشيال ميديا من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى دمار المؤسسة الأسرية الجرائم .
وتحدثت الخبيرة الأسرية عن قانون الأحوال الشخصية المنتظر صدوره قريبًا ، موضحة أنه سيلعب دورًا هامًا فى تحديد العلاقات الاجتماعية، فهو القانون الذي يحكم شئون الاسرة ويحدد حقوق وواجبات كل فرد فيها، وينظم أيضا أمور الزواج والطلاق ورعاية الأطفال سواء أثناء العلاقة الزوجية أو بعد الانفصال.
ومن جانبه قال الشيخ على المطيعي، أحد علماء الأزهر الشريف لـ «النهار» إن الزواج مودة ورحمة، ولذلك لابد أن تُبني الحياة الزوجية على أسس ومعايير أخلاقية ودينية سليمة، دون النظر إلى النفعية والتربح، مشيرا إلى أن الخلافات الزوجية، قد تحدث داخل الأسرة لضعف الوازع الدينى.
وتابع : لازم الزوجين يكون ما بينهم تفاهم وترابط وإلتزام ديني عن بناء واستقرار حياتهما الزوحية ،الحرص على عدم إفشاء الأسرار الخاصة فهي من أكبر أسباب الخلافات بين الزوجين.
واختتم« المطيعي »حديثة، مشددا على ضرورة نشر التوعية الدينية والمجتمعية والأسرية لحماية المجتمع والحفاظ علي ثوابت التماسك الأسري ، وذلك من خلال عقد دورات تدريبية توعوية للمقبلين على الزواج حول كيفية بناء الحياة الزوجية علي الأسس الدينية والثقافية والاجتماعية السليمة، وضرورة إثقال مهارات الزوجين في التعامل مع بعض المواقف التي تستجد في حياتهما وتطويرها، وعدم التوسع في التدخلات داخل الأسرة حتى يصل إلى حد تحفيز أحد الطرفين ضد الآخر.

موضوعات متعلقة