القصة الكاملة لأزمة اتفاقية المعادن بين أمريكا وأوكرانيا.. مَن يفوز في النهاية؟

بين الحين والآخر، يطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مُثيرة للجدل حول اتفاقية المعادن مع أوكرانيا، والتي أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين بشكل كبير، خاصة بعد المقابلة الأخيرة التي عُقدت في البيت الأبيض بين «ترامب» والرئيس الأوكراني زيلينسكي وانهارت بعد سجال حاد.
تطورات جديدة في الاتفاقية، التي يرغب فيها الرئيس الأمريكي، إذ أعلن أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغه بأنه «مستعد» للتفاوض مع روسيا لوقف الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، وكذلك أيضًا لتوقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة تمنحها حقّ استغلال المعادن الأوكرانية النادرة.
خبراء علوم سياسية واقتصاد، وضحوا القصة الكاملة لاتفاقية المعادن في حديثهم لـ «النهار»، فمن الناحية السياسية، يقول الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن الرئيس الأوكراني «لعب بالنار» حينما ظن أن الولايات المتحدة ستتدخل لحماية من الرئيس الروسي «بوتين» ولم يدرك تماماً المصالح التي تجمع بين روسيا والولايات المتحدة: «مصالح غير قابلة للفقدان خاصة من أيام الاتحاد السوفيتي».
وفق ما رواه «عاشور»، فالمصالح التي تجمع بين روسيا وأمريكا تؤكد تماماً على ألا تكون هناك أي قوى عظمى في أوروبا ويظل كل واحد منهم له مناطق نفوذ، وأوكرانيا كانت هي مناطق اختلاف على النفوذ التاريخي ما بين روسيا وأمريكا: «وده تفسير لكلمة ترامب للرئيس الأوكراني بإنه يتسبب في حدوث حرب عالمية ثالثة».
لم تقتصر أبعاد القصة على ذلك فقط، حيث أكد أستاذ العلاقات الدولية، أن الرئيس الأوكراني ضخّم من إمكانيات وقدرات بلاده بالكذب حينما ذكر أن أوكرانيا هي أكبر دولة بالوثائق التاريخية مُصدره لليورانيوم والتيتانيوم، خاصة وأن اليوارنيوم يتم اتسخدامه في الطاقة النووية: «مع العلم أن أوكرانيا بالفعل لها مصادر كبيرة في اليورانيوم ولكن ليست أكبر دولة.. وهذه التصريحات تعني حدوث أزمة في سوق طاقة اليورانيوم اعتباراً من العام المقبل حسبما أكدت الدراسات العلمية التابعة للمراكز البحثية خاصة في أمريكا».
وفق «عاشور»، فإن أكبر أكبر دولة حقيقة في احتياطي اليورانيوم هي كازخستان، والذي استولى على سوق طاقة اليورانيوم في كازخستان هم الصينيون: «الأمر الذي صدم الأمريكان»، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي «رجل أعمال» دائماً ما يهمه الاستثمار والاستثمار في أوكرانيا يقوم على المعادن فكيف يكون هناك استثمار وسط الحرب والنيران.
أما من الناحية الاقتصاد، والتي شرحها بالتفصيل الدكتور صابر شاكر، أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان، تستقر أبعادها في سعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إبرام صفقة مع الولايات المتحدة لتبادل الوصول إلى احتياطيات المعادن الكبيرة في أوكرانيا مقابل استمرار المساعدات العسكرية وسط الحرب المستمرة مع روسيا.
وفق «شاكر»، فإن الاتفاق المقترح يتضمن مساهمة أوكرانيا بنصف عائداتها المعدنية في صندوق استثمار إعادة الإعمار المشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بهدف تعزيز أمن أوكرانيا وازدهارها، مؤكداً أن أوكرانيا تمتلك احتياطيات كبيرة من المعادن الحيوية مثل التيتانيوم والليثيوم والجرافيت، والتي تعتبر ضرورية لمختلف الصناعات، بما في ذلك صناعة الطيران والفضاء وإنتاج البطاريات ومع ذلك، يقع الكثير من هذه الموارد في المناطق التي تحتلها روسيا، وقد أضرت الحرب بشدة بالبنية التحتية للتعدين في أوكرانيا، مما يشكل تحديات كبيرة للاستخراج والاستثمار.
وقال الدكتور صابر شارك، إنه على الرغم من هذه العقبات، تمثل الثروة المعدنية لأوكرانيا مورداً محتملاً وحاسماً للولايات المتحدة وأوروبا، مما يوفر بديلاً للاعتماد على الصين والمنتجين الرئيسيين الآخرين، موضحاً أن المعادن الرئيسية مثل التيتانيوم، الضروري للتطبيقات العسكرية، والليثيوم، الحيوي لبطاريات السيارات الكهربائية، تسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لأوكرانيا، ومع ذلك، فإن جدوى الاستخراج واسع النطاق تتوقف على حل النزاع المستمر وتأمين استثمارات كبيرة للتغلب على الدمار الذي خلفته الحرب، كما سيعتمد نجاح الاتفاقية على تجاوز التعقيدات الجيوسياسية وضمان الاستقرار طويل الأجل اللازم لتطوير المعادن.