بعد واقعة «طفلة الشرقية»..خبير علم نفس يوضح كيفية حماية الأطفال من التعرض للتحرش

أثارت واقعة تعدي عامل على طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها ومحاولة التحرش بها وهتك عرضها داخل حمام عمومي في منطقة العاشر من رمضان بالشرقية، موجة غضب واستياء عارمة في الرأي العام، ومطالبات بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم مرتكب الواقعة.
بداية هذه الواقعة المؤسفة، عندما كانت الطفلة الضحية برفقة والدتها، التي تعمل بائعة متجولة في سوق "ابني بيتك"،بالعاشر من رمضان في محافظة الشرقية، حيث طلبت الطفلة من والدتها الذهاب إلى الحمام العمومي المجاور للمسجد، وفوجئت الصغيرة بالمتهم يحاول التعدي عليها جنسياً داخل الحمام ، ومع صرخات وبكاء الطفلة تمكن الأهالي من الإمساك بالمتهم وتسليمه للشرطة .
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مقطع فيديو يظهر من خلاله مجموعة من الأهالي بمدينة العاشر من رمضان، ملتفين حول شاب تجلس بجواره سيدة تضع يدها على صدره وهو مُلقى على الأرض، ويتوعده ممن حوله من الأهالي بتسليمه للشرطة لينال عقابه القانوني على فعلته النكراء، بينما تم نقل الطفلة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم .
أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ، أن الأحهزة الأمنية تمكنت من كشف ملابسات ما تم نشره على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الإجتماعى بشأن قيام أحد الأشخاص بالتعدى على طفلة داخل حمام عمومى بالشرقية.
وأشارت إلى أن الواقعة كانت بورود بلاغ لقسم شرطة ثان العاشر بمديرية أمن الشرقية، بقيام الأهالى بضبط (عامل - مقيم بدائرة قسم شرطة ثالث العاشر) حال محاولته التعدى على طفلة سن 8 سنوات داخل حمام عمومى كائن بدائرة القسم، وبالإنتقال وبسؤال والدة الطفلة أيدت ما سبق، بمواجهته إعترف بإرتكاب الواقعة، تم إتخذت الإجراءات القانونية حياله فى حينه.
وقدم الدكتور "جمال فرويز" استشاري علم النفس خلال حديثه لـ«النهار» عدة نصائح وإرشادات توعوية للأسر، لزيادة الوعي لدى أطفالهم، وحمايتهم من أي مخاطر ومحاولات اعتداء أو استدراج وكذلك الوعى ببعض الأمور.
وأوضح الخبير النفس خلال حديثه لـ«النهار» ، أن الأسر يقع عليها مسئولية توعية أبنائها ضد مخاطر التحرش وكيفية التعامل والتوعية السليمة بحدود علاقاتهم مع الآخرين، وتعليم الطفل منذ الصغر وتدريبه على كيفية حماية نفسه في مختلف المواقف.
وتابع : دع طفلك يعرف بأن جسده ملك له، وتحدث معه عن الفرق بين اللمسات الآمنة وغير الآمنة ، علموا أطفالكم ميرحوش مع أي حد غريب لأي مكان ..صاحبوا أولادكم وطمنوهم .
وأوضح «فرويز» أن التوعية الأساسية للأطفال من جانب الأسرة يجب أن تبدأ في عمر مبكر على الأقل بعد بلوغ عمر الطفل الـ3سنوات ، حيث يجب على الأسرة متابعة أطفالهم والتقرب منهم بالحوار البناء ومنحهم شعور الطمأنينة والدعم المعنوي حتى يشعر بالأمان النفسي، ومنحهم الثقة في أنفسهم للتعبير عن مشاعرهم ، حيث يلجأ الصغير لوالديه في حال تعرضه لأي موقف يشعره بالخوف والحيرة.
مشددا على ضرورة تجنب الآباء والأمهات التعامل مع أطفالهم بأسلوب التعنيف والتوبيخ واللوم ،حتى لا يتجنب التحدث مع الأسرة خوفاً من ردة الفعل والعقاب.
وأشار فرويز إلي أن أغلب حالات التحرش الجنسي للأطفال تكون من الأقارب أو شخص معروف لأفراد العائلة، وأن إدمان المخدرات والانحراف الأخلاقي والشعور بالدونية وعقدة النقص أحد أبرز أسباب التي تقود الشخص لإرتكاب مثل هذه الجرائم المشينة .
مشيرا إلى أن «المتحرش »بالقطع فهو شخصية سيكوباتية غير سوية نفسيا شخصا معادي للمجتمع ، لديه إنحطاط أخلاقي وقلة الوازع الديني ، يتمتع باللامبالاة وعدم الاهتمام بتبعية التصرفات، مطالبا المشرع بتغليظ العقوبة على مرتكبي مثل هذه الحرائم الغير أخلاقية للحفاظ علي قيم المجتمع ، وحتي يكون عبرة وعظة لمن تسول له نفسه الاقدام على مثل هذه الأفعال المشينة .