ما هي وظيفة إيلون ماسك في البيت الأبيض؟

نصب دونالد ترامب ايلون ماسك في وظيفة كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهي ليست وظيفة بالمعنى المتعارف عليه، فهو ليس موظفاً رسمياً، ولكنه إستشاري خاص لرئيس الولايات المتحدة.
في الغالب كان يتم أختيار مستشاري الرئيس بناء على توجهاتهم وتخصصاتهم، فقد كان بايدن يستعين بـ ستيفن يتشتي الخبير القانوني والسياسي المحنك، اما الان يتم أختيار إيلون بناء على خبرته العملية وقدرته على إدارة الاعمال من منظوره الخاص.
الأمر الذي أدى لتشتت محلي ودولي حول صلاحيات إيلون وقدرته على النفاذ في تفاصيل وثنايا العمل الحكومي الامريكي، بل وايضاً تعديه على سياسيات دول أخرى من خلال المنبر الممنوح له من دونالد ترامب، مما يثير تساؤل حول من صانع القرار الحقيقي في الولايات المتحدة الامريكية حالياً!
أختصاصات كبير مستشاري الرئيس!
ان ما قام به إيلون في الفترة الأولى لرئاسة دونالد ترامب تكشف عن صلاحيات اكبر لمنصب كبير المستشارين، فعلى الرغم من خسارة شركاته في الاونة الاخيرة وتصدره الساحة الأعلامية بكثرة الا ان قراراته العديدة جعلته محط أنظار الجميع، وبخاصة قدرته على التأثير في صناعة القرار الامريكي السياسي والعسكري وايضاً الأقتصادي.
دعم إيلون لدونالد ترامب كان أولاً في توفير منبر إعلامي بعد حظر حسابات دونالد ترامب على منصات شركة ميتا، المتمثلة في فيسبوك وانستا وغيرهم، فكان لجوء دونالد لإيلون مهم من حيث الدعاية الانتخابية والقدرة على إظهار الديمقراطية في التعبير عبر منصة أكس، والتي تقبل كافة الأفكار والأختلافات الأيدولوجية والسياسية.
ولكن هذا الدعم لم يأت من فراغ، فبعد وصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة أصبح إيلون ذو نفوذ كبير، حتى وان توارى عن الانظار، أصبحت صلاحياته تتجاوز أحياناً رئيس الولايات المتحدة كما هو رأي بعض مواطنين الولايات المتحدة نفسها.
الموضوع تجاوز مجرد مستشار للرئيس وتعداه بمراحل، حتى ان ماسك قام بتسريح الألوف من موظفي الشرطة الفيدرالية، وقام بمراسلة العديدين لسؤالهم عما فعلوه في أخر اسبوع عبر ايميلات رسمية! الأمر الذي دفع رئيس المباحث الفيدراليه يوجه بعدم فتح ومراسلة ايلون ماسك تماماً، ولكن الأمر اخذ منحى أخر بتهديد ايلون ماسك للموظفين اذا لم يردوا فانهم سيصرفون من أعمالهم!
ووصل الأمر ايضاً تشكيل وجهه نظر عسكرية تجاه ما يحدث في مناطق الصراع، اوكرانيا نموذجاً؛ فوعود ترامب بإحلال السلام بين اوكرانيا وروسيا جاء من منطلق المنفعة المادية والأقتصادية، وبالتالي محاولة ارضاخ اوكرانيا للجلوس على طاولة المفاوضات بعد تسديد الديون الامريكية لأوكرانيا المتمثلة في اسلحة وعتاد عسكري قد ارسلها لهم النظام السياسي السابق – حكومة بايدن -، وبالتالي فأن الوقوف في صف اوكرانيا يستلزم التوقيع على اتفاقية المعادن والتي تسمح لأمريكا بالسيطرة على 50% من ثروات اوكرانيا الطبيعية في مجال المعادن!
قدر يرى البعض ان هذا الموضوع هو مجرد اثبات حسن نية من جهة اوكرانيا للولايات المتحدة بمجرد التوقيع على الأتفاقية، ولكن تلك الأتفاقية تمنح الولايات المتحدة السيطرة على أوكرانيا وبالتالي على صنع القرار فيها، الأمر الذي استلزم توجه زيلنسكي للتوجه للأتحاد الأوروبي، ولكن مع اختلاف وجهات النظر لجأت الولايات المتحدة ايضاً للضغط على أوروبا لتغيير موقفها، الأمر الذي قد يؤدي بشكل او باخر إلى انهيار الاتحاد الاوروبي وربما إلغاء الناتو!
وهو الامر الذي لمح له الرئيس الروسي بوتين في تصريح سابق بقوله "اوروبا ستلعق حذاء ترامب قريباً"
اما عن النزاعات في الشرق الأوسط فأعتناق إيلون الأيدولوجيا والأفكار الإسرائيلية ناتج من الدعم السياسي – اللوبي الصهيوني – والدعم المالي في شركاته، وبالتالي توجهاته ترضخ للعملية الأقتصادية البحته، بصرف النظر عن أحقية الشعب الفلسطيني في أقامة وطن ام لا، وربما يكون إيلون نفسه هو المقترح لفكره التهجير على ترامب، فلا يمكن ارساء شراكة اقتصادية وتكنولوجية مع الشرق الاوسط الا من خلال البوابة المسماة إسرائيل، هكذا افهمه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
إيلون رئيس لأمريكا!
ربما لا يستطيع ايلون الترشح للرئاسة لجنسيته الكندية، ولكن ما أسهل التلاعب بالقوانين إم لم تكن على قدر عال من الكفاءة، فيستطيع إيلون إحداث التغيير الذي يأمل به من خلال شخص يحمل الجنسية الامريكية، في تشابه كبير مع استراتيجية اوباما لـ بايدن وكاميلا هاريس!
ولكن المتوقع ان ايلون سيقوم بأحداث تغيير محلي ودولي، عبر رؤيته لإدارة العالم من خلال المال والتكنولوجيا، ولكن المال الفردي الذي لا يخضع لمؤسسة والتكنولوجيا التي تحمل الايدولوجية التي تتوافق معه هو فقط. ربما تلفظ الولايات المتحدة هذه الأيدولوجيا ولكن سيكون ذلك بعد تنفيذ أهم استراتيجيتها المستقبلية، الأمر الذي سيعطيها جذور في الثقافة الأمريكية لا يمكن إنتزاعها بسهولة، وربما قد تؤدي إلى لفظ المجتمع الدولي للولايات المتحدة الأمريكية حكومة وشعباً.