صبري ميكانيكي ديزل.. وهب نفسه للقرآن: لم أستطع إلاةقراءة حروف المصحف

صبري عطية رجل في أواخر الخمسينات من العمر، يعمل ميكانيكي ديزل منذ صباه، منحه الله موهبة تفرد بها على حد قوله، إذ يستطيع قراءة حروف القرآن الكريم من المصحف، رغم كونه أمّي ولا يجيد القراءة أو الكتابة، ووهب نفسه لتلاوته بصوت عذب في المناسبات والعزاءات تنفيذا لنذر عليه.
التقت النهار المصرية بالمواطن صبري عطية والذي يبلغ 59 عاما من العمر ويقيم بقرية العريضة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية يقول إنه يعمل ميكانيكي منذ الصبى، إذ كانت الحرفة وجهته خاصة أنه لم يلتحق بالتعليم ولم يحظى بالتعلم في المدارس أو الكتاتيب.
وأشار صبري إلى تميزه بتلاوة القرآن بطريقة صحيحة وبصوت عذب مكنه من تلاوته في المناسبات الرسمية بقريته والقرى المجاورة كما منح وقته لتلاوة القرآن في العزاءات دون مقابل أو أجر. كان جدّه لوالده هو من تولى تحفيظه القرآن إذ كان متعلما ويعمل موظفا في هيئة حكومية وقتئذ.
ظل الجد يتابع الحفيد ويواليه بقدر استطاعته وكان تركيزه الأول أن يحفظه القران كاملا، وحفظ الولد العهد متمسكا بالقرآن حسب وصايا جده. كان لابد أن يلتحق بعمل يمكنه من تأمين مستقبله لاحقا فهو تسرب من التعليم، فكانت الميكانيكا مقصده ومع مرور السنوات أصبح ميكانيكي ماهرا
أوضح صبري أنه يستطيع تصليح سيارات، ماكينات زراعية وآلات "ديزل وبنزين" خاصة أنه دائم التعلم وكثيرا يحب اكتشاف الأشياء وتطوير صنعته وقدراته، لافتا إلى أنه لم يقتصر ربحه ومصدر رزقه على الصنعة بل أصبح تاجرا في مجال الآلات والميكنات الزراعية
لم ينس صبري طيلة حياته القرآن كان يتلوه ويحفظه، موضحا أنه لم يستطع القراءة سوى في المصحف، فهو لم يستطع قراءة أي شيء مكتوب سوى حروف المصحف. وكان قد يعاني من آلام في الحنجرة وذهب كثيرا للأطباء للتداوي فكان كل طبيب يمنعه من تناول الأطعمة التي تسبب التهابات لها. إلا أن رؤية حسب وصفه جعلته يكرث وقته ويهب تلاوة القران لله دون اجر.
قال أنه رأى في منامه الرسول الكريم سيدنا محمد ومسح على موضع ألمه "الحنجرة" وعرفه بنفسه بأنه الرسول، ومسح على موضع آلامه في ظهره، فهنا نذر صبري نذرا لعل الله يتقبله بأن يقرأ القرآن لله، وعندما استيقظ من النوم كان فرحا جدا، وقرر أن يفي بنذره، لكن السنوات مرت خاصة أنه كان مشغولا في تجارته، وبعد 5 سنوات قرر أن يقرأ في ميتم "عزاء" فأعجب بصوته الحضور.
انطلق صبري يقرأ القرأن في عزاءات الأهالي في القرى وذاع صيته الا أنه يقرأ دونما أجر أو مقابل بل يدفع أحيانا من ماله الخاص. معبرا عن ذلك بأنه الوعد الذي قطعه على نفسه أن يهب تلاوة القران لله وبكل الحب وجد الحب من الناس.