الدكتور عادل القليعي يكشف المخططات الدنيئة للاحتلال في اتباع فلسفة الارض المحروقة في تصريحات خاصة للنهار

- الدكتور عادل القليعي : مبدأنا واحد ولن نحيد عنه ابدا ... إعمار بلا تهجير.
ضربت القيادة السياسية المصرية اروع الامثلة في الحفاظ علي الامن القومي العربي والمصري في فطنتها المبكرة لمسلسل التأمر علي القضية الفلسطينية والمنطقة العربية والمماطلة الاسرائيلية الغريبة لتنفيذ قرؤارات الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة ارقام 242 و338 والتي تدعو اسرائيل الي الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية والعودة الي حدود الرابع من حزيران 1967 واليوم وفي اعقاب النجاح المدهش للدور المصري الرائد والذي استطاع التغلب علي المراوغة الاسرائيلية في استمرار الحرب وانتزع منهم اتفاق للهدنة وان كانت مؤقتة. التقينا الكاتب والمحلل السياسي الكبير الدكتور عادل القليعي الاستاذ بجامعة حلوان لقراءة المشهد الاقليمي بشيء من التفصيل علي ضوء الموقف المصري الحازم والرافض لكل المخططات الترامبية الهادفة الي الاستيلاء علي ارض قطاع غزة المدمر بعد السماح لالة الحرب الصهيونية بأتباع سياسة الارض المحروقة فيه وكان اللقاء التالي .
يقول الدكتور القليعي في تصريحاته الخاصة للنهار اليوم و ما أن وضعت الحرب أوزارها مؤقتا - نعم مؤقتا - فسيفتعل المحتل حيلة أخرى ليجد مبررا لينفذ مخططه المجرم الدنئ ، السيطرة على الأرض بعد إحراقها ، فلسفة الأرض المحروقة والحجة التي يتبناها هؤلاء المجرمون ومن شايعهم ، استحالة العيش وسط هذا الدمار ، ومن ثم بناء مدن جميلة على أراض تخصصها بلدان الجوار.
ويطرح الدكتور القليعي السؤال الاهم الذي تتفرع منه أسئلة كثيرة ، من الذي حرقها ودمرها وأهلك حرثها ووأد نسلها.؟! أنتم يا عباد بروتوكولات آل صهيون من الذي قال لكم أن أهلها سيعملون بنصائحكم الخبيثة ويتركون أراضيهم التي رويت بدماء آلاف الشهداء الذين كان غالبيتهم من الأطفال.؟!
لا ولن يتركوا أرضهم لماذا؟!. لأن تلك عقيدة ثابتة عند كل ذي عربي أصيل ، لسبب قد لا يتوافر لديكم يا عباد الشيطان ، (الأرض عرض)، فالذي يفرط في عرضه وشرفه سيفرط في أرضه ثم من الذي همس في أذانكم أن بلدان الجوار ستفرط في شبر من أراضيها لبناء مستوطنات حتى وإن كانت مؤقتة كما تدعون يا من استبحتم الأراضي واستوطنتموها وأخرجتم أهلها وغيرتم ملامحها وحاولتم طمس هويتها بغير وجه حق هل ظننتم أنكم ملكتم الدنيا فرحتم توزعون الأدوار وتقسمون المهام ، هؤلاء يعطون، وهؤلاء يستقبلون ، ومن يريد مخالفتنا أو يعصى أوامرنا ، تكال له التهديدات .
ويستعرض الدكتور القليعي الاجراءات المتوقعةمن رعاة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم أن ادواتهم معروفة اما بفرض عقوبات عسكرية أو إقتصادية تارة ، وتارة أخرى بوقف المعونات ، وتارة ثالثة بالتلويح بسياسة الاغتيالات بشتى صنوفها وأبشعها الإغتيال السياسي وتأليب الشعوب على حكامها ، وإذا لم تجدي ، الاتجاه إلى سياسة القتل كما حدث مع قادة المقاومة سواء في غزة أو لبنان .
وشدد القليعي في تصريحاته للنهار علي إن مبدأنا إعمار بلا تهجير ، وتلك خطة عاجلة غير آجلة أطلقتها مصر على لسان رئيسها الذي يقف وراءه شعبه عن بكرة أبيه ، وإن صدق حدسي ، ستكون هذه الخطة عنوان لكل لقاءات القمم القادمة بين الزعماء العرب والمسلمين ، بل وستكون عنوان لكل المؤتمرات والاجتماعات القادمة سواء على المستوى المحدود عبر اجتماعات مغلقة، أو على نطاق أوسع مفتوح عبر منصات شرعية عربية ودولية ، سواء عن طريق عقد قمم عربية طارئة ، ترفع قراراتها إلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعتمدة عبارة رصينة ، إعمار بلا تهجير ، ستجد قبولا منقطع النظير محليا وإقليميا ودوليا ، وأركز على مصطلح دوليا - إن صدقت النوايا - ولم توضع أمامها العراقيل ، وإن كنت أرى أنه ستوضع أمامها مئات العراقيل ، والجميع يعلم من سيعارضها فسيعارضها كل ذي مصلحة ، وكل ذي منفعة ، كل من يهمه أن يظل الوضع كما هو عليه ، كل من مبدأه معكوسا نعم للتهجير... لا للتعمير بغية إكمال المخطط وإكمال مشروع التصهين وضم قطاع غزة إلى الضفة الغربية وجعله مستوطنات وجعله ملاذا لهؤلاء المحتلون تمهيدا لتحقيق حلمهم الذي سيصبح كابوسا لهم وعليهم.
واشار الدكتور القليعي إن مبدأ إعمار بلا تهجير ، هو فى اعتقادي مبدأ أخلاقي ، لماذا ؟! لأننا عندما نفرق بين الأفعال اللازمة والأفعال المتعدية ، سيظهر أمامنا هذا المبدأ أنه فعل متعد أي لا يلازم صاحبه فقط ، وإنما سيشمل الآخر أو سيتعدى حدود الفردية إلى الجمعية ، نعم فالإعمار خلق محمود ففيه البناء والتشييد أما التهجير فخلق مرذول وهو فعل متعد أيضا في جانبه السلبي ، كيف؟! ، لأن التهجير إخلاء ، وإملاء ، إخلاء من أماكن بغير وجه حق، واحلالها بأماكن أخرى بغير حق.
ومن ثم فهو يدخل ضمن الأفعال لا أقول اللااخلاقية وحسب بل الأكثر لا أخلاقية.
عندما وضع إيمانويل كانت القوانين الأخلاقية وفرق بين الأوامر المشروطة والأوامر المطلقة مفرقا بين المبدأ والقاعدة قائلا ، المبدأ أساس لكل فعل أخلاقي ، والقاعدة نقطة الانطلاق إلى تحقيق الفعل، فلا يمكن أن تكون هناك قاعدة إنطلاق إلا إذا كانت مؤسسة على مبدأ رصين متين.
فالمبدأ ها هنا هو لا للتهجير ، والقاعدة نعم للتعمير ، فلا للتهجير ، نعم للإعمار.
ويوجه الدكتور القليعي كل التحية والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والقائد الاعلي للقوات المسلحة قائلا : صدقت سيدي الرئيس في مقولتك التي سيخلدها التاريخ وسيسطرها بأحرف من نور شاهدا لكم ولكل من سيسير معكم قدما في تحقيق هذه الخطة "إعمار بلا تهجير".