النهار
السبت 22 فبراير 2025 10:55 مـ 24 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

«شرشر» يؤكد: مصر قادرة على جذب 100 مليون سائح سنويا.. وتطوير قطاع السياحة يبدأ بالتشريعات

شرشر وبجواره السفير طارق الأنصاري والدكتورة نهى عزمي
شرشر وبجواره السفير طارق الأنصاري والدكتورة نهى عزمي

شارك النائب والإعلامي أسامة شرشر، رئيس تحرير جريدة النهار، في المؤتمر العلمى الدولى الثانى للسياحة الذكية، المقام حاليا بأسوان، بحضور نخبة من خبراء مصر في عالم السياحة وفي الأمم المتحدة الدكتور سعيد البطوطي والدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان والدكتور حازم عطية رئيس المجلس الأعلى للسياحة محافظ الفيوم السابق والدكتور على عبد الرحمن أحد خبراء السياحة والإرشاد في مصر والعالم العربي.

ووجه شرشر الشكر للدكتورة نهى عزمي، عميدة كلية السياحة والفنادق بجامعة السادات، رئيسة المؤتمر، مؤكدا أنها قامت بملحمة تاريخية في أسوان، مشيدًا بالسفير طارق الأنصاري سفير قطر بالقاهرة، والذى وصفه بعميد الدبلوماسيين في قاهرة المعز الذي يجمع بين الصفتين المصرية والقطرية ولم أرى في الحقبة الأخيرة سفير أجمع عليه كل المثقفين والمفكرين والدارسين والأكاديميين لأنه متغلغل في الحارة والشارع المصري بل التركيبة المصرية، والشيخ نايف بن عيد آل ثاني رئيس مجموعة رتاج للفنادق والضيافة الذى ألغي كل ارتباطاته الخارجية واستمر في أسوان لعمل نواة لمشروعاته قائلا«هذا بلد جميل لا تغيب عنه الشمس والدفء والآثار التى تأخذ العقول» ومعه سعيد صلاح المدير التنفيذي والعقل المخطط لهذا الكيان السياحي الفندقي القطري الكبير لأن الشعب القطري هو أكثر شعب عربي يعشق مصر حقيقة ويعترف بدورها التاريخي، فلذلك كان التنسيق المصري القطري في أحداث غزة نموذج يدرس في العلاقات الدبلوماسية والأخوية والسياسية.

وأضاف شرشر أن التشريعات هي قاطرة التنمية الحقيقية في كل مكان، والأمر يبدأ بمحاسبة ومعاقبة الحكومة فيما تقصر فيه من رؤى وخطط فيما يخص هذا الموضوع، مشيرا إلى أن بعض التشريعات بعا ثغرات في آلية التنفيذ في كثير من المواقف،

وأكد شرشر أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التى لديها مقومات حقيقية لاجتذاب أكثر من 100 مليون سائح سنويا، ولكن للأسف الشديد فإن أكبر رقم سياح دخل مصر سنويا لم يصل إلى 16 مليون سائح، وهو ما يعد عيبا كبيرا، فللأسف الغرب يعلم قيمة مصر أكثر منا، والعالم كله يعمل لجذب السياح وتقديم تسهيلات، فمثلا السعودية تسمح لحاملي تأشيرة شينجن بأداء العمرة، وغيرها، فلابد ان نعترف أن هناك تقصير في الرؤى والخطط والتفكير والاستراتيجية لوضع مصر في مكانتها الأثرية والسياحية واقعياً والتعامل مع رؤى العالم في المرحلة المقبلة.

ونوه شرشر إلى أن الآلة الإعلامية والصحفية أكثر خطورة الآن من الآله العسكرية، وللأسف الشديد التغطية لمثل هذه المؤتمرات إعلاميا وصحفيا ضعيفة، ومشددا على أن الإعلام به قصور في التعامل مع الملف السياحي، مستنكرا: كيف كان الإعلام سيغطي هذا المؤتمر لو كان محمد رمضان مشاركا فيه؟! وكنت أتمنى تواجد محافظ أسوان لمتابعة التوصيات القابلة للتنفيذ في محافظة تعتبر رئة سياحية وثقافية لمصر.

وأشار شرشر أيضا إلى وجود بعض السلوكيات الطاردة للسياحة في مصر، فلا يمكن معالجة المشكلات بالقوانين وحدها ولكن بالسلوكيات والتعامل أيضا، وحل أي مشكلة يبدأ بالاعتراف بها، ونحن نواجه بعض السلوكيات مثل التسول والابتزاز السياحي، وهي ظواهر يجب التعامل معها بحزم، لأن السياحة مرتبطة بأكثر من 53 مهنة تخدم عليها، وأي تأثير عليها يؤثر على عجلة الاقتصاد المصري، وكذلك لدينا مشكلة في أسعار بعض شركات الطيران فيمكن أن نقيم فنادق وقرى سياحية وبنية تحتية وتكون تكاليف الوصول لمصر وحدها كبيرة على السائح، مقترحا أن تقوم وزارة السياحة بعمل تطبيق الكتروني لمتابعة السائح من لحظة دخوله إلى مصر وبعد رحليه لمعرفة ملاحظاته بخصوص الأماكن التى زارها وإزالة أي عوائق أو ملاحظات سلبية.

ودعا شرشر شريف فتحي، ، وزير السياحة الذى أدعمه على أدائه ونشاطاته المتميزة، بالتنسيق مع وزير الطيران الواعد سامح الحفني، للاجتماع بممثلي شركات الطيران العربية والاجنبية لوضع خطة لضبط أسعار الطيران، وجذب السياح، وفي هذه الحالة أوافق كمواطن مصري وكنائب على الاقتراض لشراء طائرات لبناء أسطول طيران يجوب أرجاء العالم، على غرار الخطوط الجوية القطرية التى استطاعت الوصول لكل منطقة في العالم كما وضح سعادة السفير طرق الأنصاري، لأن السياحة والطيران والآثار أوجه متعددة لرفع اسم مصر في المقاصد السياحية العربية والعالمية.

وأضاف أن صناعة الدراما والسينما لها دور كبير أيضا في الترويج السياحي، خصوصا أن مصر حباها الله مصر بمناظر طبيعية ومناطق أثرية تحوي ثلثي أثار العالم وأماكن سياحية لا مثيل لها، فنحن الدولة الوحيدة التي تقع على البحر الأحمر والمتوسط ولديها نهر النيل، وتحتاج فقط لترويج سياحي بطريقة تناسب العصر الذى نعيش فيه.
وفي نفس السياق دعا شرشر لعمل أفلام كارتونية حول الأماكن السياحية في مصر وقطر والسعودية وكل الوطن العربي لتخلق وعي وانتماء لدى الاطفال منذ الصغر، للأسف نحن نسافر للغرب ولدينا في الدول العربية أماكن رائعة للسياحة ينبغي التذكير بها ولا نعلم عنها شيء، ونحن نريد إقامة استراتيجية شعبية للسياحة المصرية من خلال عقول مصر، والاستفادة من عقول مصر بالداخل والخارج لتقديمها للدولة والحكومة المصرية.

من جانبه قال السفير طارق الأنصاري سفير دولة قطر بالقاهرة إنه ضمن التحديات التى تواجه السياحة العربية الحفاظ على الهوية مع تطوير السياحة والمرافق والبنية التحتية والتوسع العمراني، فتجربتنا في قطر على سبيل المثال قمنا بكل تلك الخطوات بالتزامن مع الحفاظ على التراث والهوية حتى لا تختفي بسبب التقدم والتطور.

وأكد أن المجلس الوزاري المصغر للسياحة يعتبر أحد أذرع جامعة الدول العربية والمجلس الدولي للسياحة الذي ترأسته دولة قطر عام 2024، خلال هذه السنة كانت هناك عدة قرارات وتقارير ومعلومات من جهات أكاديمية وبحثية وسياسية لإقامة استراتيجية حقيقية للسياحة، وتم بحث العديد من النقاط، منها القضية السورية والفلسطينية، باعتبارهم من البوابات السياحية. وأن من يعيق هذه السياحة هو الاحتلال بالطبع، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار في فلسطين وليبيا وسوريا هو من معوقات السياحة في المنطقة.

وأضاف أن هناك توصيات عديدة منها استراتيجية موحدة للدول العربية للتعامل مع السياحة بشكل تكاملي وليس تنافسي، فمن يزور قطر يستطيع زيارة السعودية ومصر وتونس، كما أن الحصول على المعلومات من الأجهزة السياحية في الدول العربية الصديقة تمكن من قياس مؤشرات تساعد في زيادة وتطوير السياحة العربية، فنحن في إقليم واحد، نتشارك في قضايا إقليمية عديدة منها السياحة، بخلاف اللغة والجغرافيا والثقافة، وكذلك ينبغي استخدام التكنولوجيا في السياحة لضبط الأوضاع مع عدم الاستغناء عن العامل البشري، فلا يجوز أن تلغي التكنولوجيا دور العامل، مع تدريب هؤلاء العمال على مواكبة التكنولوجيا الحديثة.

فيما أكدت الدكتورة نهى عزمى عميدة كلية السياحة والفنادق بجامعة السادات ورئيسة المؤتمر، أن مؤتمر الكلية الدولي هو الثاني من نوعه ويعقد سنوياً، ونقوم بتجهيزه من أول العنوان للمكان، وبشهادة الحضور فإننا أحسننا الاختيار لأسوان لإقامة المؤتمر
وأكدت أن رؤية المؤتمر تهتم بحضور نخبة من الاكاديميين والمتخصصين في كافة مجالات الصناعة، لذا فكل عمداء كليات ومعاهد السياحة والفنادق كانوا حاضرين اليوم. بالإضافة إلى أعضاء اتحاد الغرف السياحية وغرفة المنشأت الفندقية، وبرعاية وزير السياحة ووزير التعليم العالي.

وشددت الدكتورة نهى على أن وزير السياحة حريص على متابعة المؤتمر وتوصياته، مشيرة إلى أن المؤتمر استضاف حضورا مميزا، منهم ضيف شرف المؤتمر السفير طارق الانصاري سفير دولة قطر لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى مجموعة ريتاج العالمية للسياحة والضيافة، حيث تواجدت بحضور مميز من رئيس مجلس إدارتها.

وأضافت: لدينا محاور انطلقنا منها، الذكاء الاصطناعي ودوره في صناعة السياحة، السياحة الاستشفائية ودورها، السياحة المستدامة، التحديات التي تواجهها السياحة في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالمنطقة.