هل ينجح مصطفى شعبان في تقديم الدراما الصعيدية؟

منذ بداياته استطاع مصطفى شعبان أن يلفت الأنظار بموهبته التمثيلية، حيث تنوعت أدواره بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، وحقق نجاحات لافتة في الأعمال التي قدّمها على مدار مشواره الفني، رغم هذا التنوع لم يسبق له أن قدّم عملاً ينتمي إلى الدراما الصعيدية، ولكن هذه المرة يدخل شعبان عالم الدراما الصعيدية لأول مرة ويستعد لخوض تجربة جديدة في مسيرته الفنية من خلال مسلسل "حكيم باشا"، المقرر عرضه في رمضان 2025، وهو نوع درامي يحتاج إلى مواصفات خاصة ومهارات معينة لضمان المصداقية والإقناع؛ مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرته على تقديم هذه النوعية من الأعمال بتميز.
قال الناقد كمال القاضي إن أول ما يجب أن يتحلى به أي ممثل يخوض تجربة الدراما الصعيدية هو إتقان اللهجة الصعيدية، مع إدراك الفروقات الدقيقة التي تميزها عن غيرها من اللهجات المصرية، فكثير من الممثلين يقعون في فخ الخلط بين اللهجة الصعيدية ولهجات أخرى مثل لهجة أهل وجه بحري، وهو ما قد يؤثر سلبًا على مصداقية الأداء.
وأضاف لـ "النهار" أن الصفات الشخصية للممثل تلعب دورًا رئيسيًا في نجاحه في تقديم الشخصية الصعيدية، فهناك سمات معينة مرتبطة بالبطل الصعيدي، مثل الجدية والقوة والانفعالات المضبوطة، والتي يجب أن تنعكس في الأداء التمثيلي ليكون مقنعًا للجمهور.
وأوضح القاضي أنه بالنسبة لقدرات مصطفى شعبان التمثيلية، فلا شك أنه ممثل موهوب يمتلك خبرة كبيرة، ويمكنه النجاح في بطولة عمل صعيدي إذا بذل الجهد الكافي في دراسة الشخصية من كافة الجوانب، لافتًا إلى أن الشخصية الصعيدية ليست مجرد دور عادي، بل تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرات الممثل وموهبته، وتتطلب تركيزًا كبيرًا في جميع التفاصيل، من الملابس والإكسسوارات، إلى أسلوب الحركة، وطريقة النطق، والأداء التمثيلي العميق.
وشدد القاضي على أن نجاح أي عمل صعيدي لا يقتصر على أداء البطل وحده، بل تلعب عدة عناصر أخرى دورًا محوريًا، مثل جودة السيناريو ومدى تماسك الحبكة، بالإضافة إلى خبرة المخرج في تقديم هذا النوع من الدراما بأسلوب جذاب وحقيقي.
وأكد أن مستوى الإخراج والتصوير واختيار مواقع التصوير المناسبة، كلها عوامل تساهم في إنجاح العمل أو إفشاله.