النهار
الجمعة 21 فبراير 2025 08:31 مـ 23 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

خبيرة العلاقات الدولية مونيكا وليم تحلل للنهار شخصية ترامب في فترته الثانية

الدكتورة مونيكا وليم  الباحثة و خبيرة العلاقات الدولية
الدكتورة مونيكا وليم الباحثة و خبيرة العلاقات الدولية

- الدكتورة مونيكا وليم : شخصية ترامب في فترته الرئاسية الثانية بين الصدامية والبراجماتية:

شخصية محيرة للملايين عبر العالم منذ وصوله الي سدة الحكم في البيت الابيض عام 2016 اقام الدنيا ولم يقعدها واحدصث صدامات مع الحلفاء قبل محاور الش التي اعلنها ومنذ انطلاق سباقه للبيت الابيض احدث انقساما حادا في الداخل الامريكي واشعل نيران في مطالبته بضم كندا وجرينلاند وبنما واخير اعلانه الصريح والمتبجح لرغبته في ادارة قطاع غزة بشكل مباشربعدما اعلن عن اعجابه الشديد بسواحلها وشمسها واطلق مفاجأته المدوية بتحويلها الي الريفيرا الامريكية في الشرق الاوسط انه الرئيس الامريكي المثير للدهشة والذي لا يستطيع احد التنبؤ بتصرفاته وقراراته التقينا الدكتورة مونيكا وليم الباحثة والخبيرة في العلاقات الدولية لفهم مكنون شخصية ترامب في نسخته الثانية ومدي تكمن براجمايته من مجمل قراراته التي ستغير وجه العالم وخريطته السياسية حتما .

قالت الدكتورة مونيكا وليم الباحثة وخبيرة العلاقات الدولية في تحليها للنهار وتصريحاته الخاصة عن تحليل شخصية ترامب بين الصدام والبراجماتي حيث قالت : أظهرت الاسابيع القليلة مدي تأثر السياسة الخارجية الأمريكية؛ وذلك عقب تنصيب دونالد ترامب، إذ أن منذ توليهالإدارةالثانية للولايات المتحدة الأمريكية،أثارت المساراتالمتقلبة والتذبذبات السياسيةالتي انتهجها العديد من التساؤلات التي بدت تطفو على السطح في محاولة لفهم شخصيته بعد إعادة انتخابه وتأثيرهاعلي تفاهماته الخارجية خلال الأربع سنوات القادمة.

وفقًا لمقاربات التحليل السياسي،تتعدد الرؤى التحليلية المفسرة للسياسات الخارجية للدول، لكن لا يوجد اتفاق عام فيما بينها حول إشكالية العوامل النفسية والدوافع والسمات الشخصية للقادة ومدي تأثيرها في صنع قرارات السياسة الخارجية وعليه،يمكن تفسيرسلوك ترامب من خلال نظريات القيادةالسياسية .

واضافت الدكتورة وليم ان الشعبوية،التي تعتمدعلى إثارةالجدل،والتصعيدالخطابي،واتخاذ قرارات مفاجئة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية كما أن أسلوبه التقليفي إدارةالعلاقات الدولية يعكس توجهًا شخصيًا يميل إلى كسرالأعراف الدبلوماسية،ماأدى إلى حالة من عدم الاستقرار في السياسةالخارجيةالأميركية وعلي هذا الأساس تسعي هذه المقالة إلي تحليل النسق السياسي العقيدي للرئيس ترامب.

واشارت الدكتورة وليم عند المقارنة بين ترامب خلال أدارته الأولي والثانية،يتبين أن هناك بعض الجوانب الثابتة التي تحمل في طياتها ذات المعتقدات والمغالطات وعليه، قد ارتكزت عقيدة ترامب فى السياسة الخارجية فى ولايته الأولى على مفهوم الصفقة، أى التعامل مع السياسة من منظور اقتصادى، نابع من خلفيته الاقتصادية كرجل أعمال ومن خارج المؤسسات التقليدية والأروقة السياسية، وهو ما ترُجم فى رفع شعار أمريكا أولاً وبيع الأمن للحلفاء، وهو ما تسبب فى توترات خاصة مع دول حلف الناتو، التى ضغط عليها لزيادة الانفاق العسكرى لأكثر من 2%، كما تبنى عقيدة الصفقة فى التعامل مع الخصوم مثل كوريا الشمالية والصين وإيران، عبر إبرام صفقات متعددة الابعاد، الانفتاح علي كوبا والشراكة مع المحيط الهادئوهو المنحي ذاته الذي ينتهجه الرئيس الامريكي منذ تنصيبه في2025 علاوة على ذلك، سيستمر ترامب في الاعتقاد بأن عدم القدرة على التنبّؤ بتصرّفاته تُعد سمة مميزة،لانتهاج نظرية الرجل المجنونmadman theory في العلاقات الدولية خلال فترة ولايته الثانية،والتي تنطلق افتراضاتها من أنّ الرئيس الذي يتصرّف كما لو أنه قادر على فعل أيّ شيء يمتلك فرصة أفضل لإقناع الجهات الفاعلة العالمية الأخرى بتقديم تنازلات لم تسع لتقدّمها لولا ذلك.ومع استقراء الملابسات التاريخية تبين أنه عادة ماارتبطتبالسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وإدارتهالذي ارتكزعليها في تعاطيه معفيتنام الشمالية لتعتقد أنّه قادر على فعل أي شيء لإنهاء حرب فيتنام، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية.

وتحدد الدكتورة وليم عدة محددات في اطار تحليل شخصية ترامب حيث قالت فيما يتعلق بالاختلاف عن أدارته الأولي، فهناك عدة محددات في هذا الإطار، تتمثل فى خريطة دولية وواقع سياسي مغاير على كافة الأصعدة، سواء بين تحولات الشرق الأوسط وتعقيدات المصالح الإقليمية والدولية،أو على مستوي التحالفات الجيوسياسية لدي الصين وروسيا.

أما المحدد الثاني، يتعلق بقدرته على التنفيذ على خلفية فوزه باكتساح في كلا الكتلتين التصويتيين سواء على مستوى الأصوات الشعبية او على مستوى المقاعد في المجمع الانتخابي.

وأخيرا ، بالنظر إلي انه أصبح لديه باع في الممارسة السياسية وخبرة موسعة لأنماط تبنى منهج الواقعية والمواءمات كونه يملك أسانيد اكثر وضوحا ولديه آليات و أوراق ضغط فهو تًعدي فترة استقراء الأوضاع واستكشاف الابعاد وطبيعة التفاعلاتوذلك على خلاف فترته الأولى التي استمرت لأربع سنوات تتسم بالتحديات، بدءًا من تفاقم تبعات كوفيد-19, مرورًا بالملاحقات القانونية حيث خاض العديد من المعارك القانونية ، وصولًا إلى التحديات الجسدية المرتبطة بمحاولات تصفيته ؛ وهو ما انعكس بدوره فى تبني ترامب نهجًا احادياًدون التنسيق مع معاونيه برز من خلال أعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن المقصود ليس تهجيرا دائم خارج القطاع في حين ظهر وزير الخارجية مارك روبيو واكد انه مجرد اقتراح وان هناك عدد من الخيارات، إلي جانب اتخاذه عدة إجراءات من قبيل ، تقويض الاتفاقيات الدولية وفرض رسوم جمركية علي بعض الدول ورفعها ، الانسحاب من المنظمات الدولية وبالتالي ترك فراغ سياسي سوف تقوم روسيا والصين بإشغاله ، أستعداء بعض من الدول العربية

واشارت الدكتورة وليم الي انه ستُشكل الأربع سنوات القادمة ظواهر وأحداث دبلوماسية فارقة في المجتمع الدولي، ويعزي هذا إلى سلوك إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه الفاعلين الدوليين بشكل عام، ومرئياتها حول التعامل مع القضايا المعقدة في الأقاليم المحتضنة لبؤر التوتر.

على الرغم من المؤشرات المبنية على رؤية ترامب وترشيحاته للمناصب الرئيسة في إدارته، فإن مزاجيته، وتقلباته، وعدم امتلاكه منظومة أفكار منسجمة ومعززة بالمنطق، كلّها عوامل ستجعل من الصعب التنبؤ بسياسته الخارجية؛ لذلك سيكون على العالم التعايش مع فترة من التقلب وعدم اليقين، قد يشوبها الكثير من التصادم، وإن كان ترامب يؤكد أنه يريد أن ينهي الحروب القائمة، لا أن يبدأ حروبًا جديدة وارتكازاعلي ما سبق يُطرح التساؤل الآتي: ما هي حدود التغيير الاستراتيجية لأتجاهات السياسة الخارجية الأمريكيةالأمريكية ؟ ما هي جوانب الاستمرار في تلك الاستراتيجية؟