النهار
الأحد 16 فبراير 2025 12:04 صـ 17 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

في ذكري وفاته.. محطات في حياة «استاذ الموال» شفيق جلال

شفيق جلال
شفيق جلال

رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، الفنان شفيق جلال، إذ يوافق اليوم 15 فبراير، فهو أحد أعمدة الفن الشعبي الأصيل، الذي نقش اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الغناء المصرى، كما أنه لقب "بأستاذ الموال"، حيث يعد من أهم المطربين الذين قدموا الموال في مصر، وكانت أغانيه تعكس روح المجتمع المصري وتعبر عن مشاعر الناس بشكل واقعي ومؤثر، ولعل نشأته في أجواء الحارة المصرية هي التي أنعكست على روح أغانيه، هذا إلى جانب صوته القوي وحضوره الطاغي وأدائه المميز.

البداية الفنية لشفيق جلال

والد شفيق جلال 15 يناير عام 1929 بالدرب الأحمر، وكان والده عازفًا في المسارح، فعمل على ضمه منذ صغره مطربًا بالأفراح والصالات، وقدمه لـ بديعة مصابني ليغني المونولوج ضمن برنامج الصالة منذ كان عمره 9 سنوات، ما ساعد على إقبال الجمهور عليه هو أنه يقوم بتقليد صالح عبدالحي ومحمد عبدالوهاب ومحمد الكحلاوي ومحمد عبدالمطلب في فواصل كوميدية ضاحكة.

وامتهن في بداية حياته حرفة صناعة الأحذية، للحصول على دخلًا ثابت، إلا أن حبه للغناء طغى عليه مستغلًا حلاوة الصوت الذي ورثه عن أبيه، ليعمل بالغناء في الأفراح والموالد.

وكانت أول أغنياته "يا عم يا جمال"، وظل مطرب مغمور يظهر على المسرح في آخر الفقرات الغنائية، إلى أن جاء يوم في حفلٍ لعبد الحليم حافظ عام 1961، وتأخر العندليب عن الحفل، ولم يكن أمام منظميه منقذُ سوى شفيق جلال، الذي صعد المسرح وغنى، ومن هنا كانت الانطلاقة الأقوى له.

أبرز أعمال شفيق جلال الفنية

وقدم "جلال" فن الموال فى مصر واشتهر بالأفلام فى السينما المصرية، كما لحن له كبار الملحنين وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب.

وترك شفيق جلال للمكتبة الموسيقية العديد من الأغنيات التي تعلق بها الجمهور، مثل "أمونة، شيخ البلد، موال الصبر، لما رمتنا العين، بنت الحارة يا بنت الحارة حبيتك يا أم حلق تارة، حسرة عليها يا حسرة عليها، موال الأصيل، بنت الأصول يابا، بين وبين الحلو قضية، كان ليا صاحب عاشرته، بنت بحري، عمران وبهانة"

وكانت أول أعمال شفيق جلال السينمائية، فيلم "سر طاقية الاخفاء"، ومن أشهر أفلامه "خلي بالك من زوزو" مع السندريلا سعاد حسني، وحسن الإمام، حيث قدم دور زوج والدتها تحية كاريوكا، كما شارك في فيلم "أميرة حبي أنا"، و"حكايتي مع الزمان"، ومن أشهر أغانيه "شيخ البلد، أمونة بعتلها جواب، موال الصبر"، وأيضًا أغنية "يا حسرة عليها" التي كتبها بيرم التونسي، وقدمت ضمن فيلم "ريا وسكينة".

مرض شفيق جلال و وفاته

عانى شفيق جلال من مشاكل في الكلى لمدة 3 سنوات، الأمر الذي جعله يبتعد عن الأضواء نهائيا مفضلا الراحة والبعد عن أي شيء يسبب له اي اجهاد لتكون نهاية الآلام ويرحل "شفيق" عام 2000، عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد أن ترك نموذج فني يرتبط بشخصيته فقط، وكان ما يميزه أيضا أنه لم يكن مجرد مغنى، بل كان ظاهرة فنية متكاملة، فقد استطاع أن ينقل الفن الشعبي من الحارات إلى الإذاعة والتليفزيون، وترك خلفه أرثا فنيا غنيا بالأغاني التي مازالت تتردد إلى يومنا هذا، في الأفراح والمناسبات خاصة الشعبية، ليبقى صوته حاضرا وشاهدا على عصر ذهبي للغناء الشعبي.