أمام منتدى الإدارة الحكومية بدبي..
أبو الغيط يؤكد أهمية تضافر الجهود العربية لتحقيق التحول الرقمي والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة التنمية
![](https://media.alnaharegypt.com/img/25/02/12/1105775.webp)
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أهمية تضافر الجهود العربية من أجل تحقيق التحول الرقمي وتوفير مقومات الحكومة الرقمية.
وقال ابو الغيط ان هذه الاهداف لم تعد مجرد خيارات؛ بل هي ضرورة حتمية والعالم العربي لديه الرؤية والموارد والمواهب لقيادة هذا التحول، ولكن النجاح يتطلب التعاون وتنسيق المبادرات، وتعميق ثقافة الابتكار والالتزام المشترك ببناء مستقبل أفضل للجميع.
جاء ذلك في كلمة الامين العام أمام منتدى الإدارة الحكومية الذي يعقد تحت شعار "الإنتاجية في العصر الرقمي" بدبي.
وقال ابو الغيط ان انعقاد هذا المنتدى وشعاره يعكس إدراكاً لأهمية وخطورة التحديات التي تواجه الاقتصادات العربية في ظل الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه التكنولوجيا في رفع إنتاجية الحكومات وتعزيز الكفاءة الإدارية..
وتابع ابو الغيط: أننا نعيش مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة العربية... فعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجه المنطقة على كافة الأصعدة... سواء في فلسطين أو في عدد من الدول التي تواجه تحديات أمنية وسياسية... وكذلك الصعوبات التي تواجه الاقتصادات العربية بشكل عام، فقد حدثت نقلة نوعية في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة لتحتل بعض الدول العربية مكانة متقدمة، وتقفز قفزة واسعة على مسار التحول الرقمي... وهو ما يعكس الرغبة في مواكبة التطورات السريعة والتحولات الجذرية التي يعيشها العالم، والاستفادة مما تمتلكه المنطقة من إمكانيات وطاقات كامنة وغير مستغلة... وقد نجحت ثلاث دول عربية في حجز أماكنها من بين 20 دولة وفق مؤشر تطوير الحكومة الالكترونية للعام 2024... كما جاءت 8 دول عربية في تصنيف الفئة الأولى والأعلى عالمياً لمؤشر الأمن السيبراني GCI الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024 وهذه بالتأكيد تطورات مهمة وتثلج الصدور.
وقال ابو الغيط انه لا يمكن الحديث الان على التحول الرقمي دون الإشارة الى الذكاء الاصطناعي... هذا الموضوع الذي فرض نفسه على جميع المؤتمرات والفاعليات في الآونة الأخيرة... باعتباره قطاراً سريعاً لدفع عجلة التنمية إلى الامام في جميع القطاعات وتحدياً هائلاً يتعين التعامل معه بانفتاح لا يخلو من الحذر، وقد اعتمد مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات "الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي"، كرؤية عربية موحدة تواكب التطور الهائل في تلك التطبيقات... ومما يبعث على الفخر أن دولاً عربية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة جاءت ضمن أفضل 20 دولة وفق مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي، بالإضافة الى دول عربية أخرى جاءت ضمن أفضل 100 وفق هذا المؤشر.
وأوضح أن التجربة أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن التحول الرقمي ضاعف من الإنتاجية والكفاءة والدقة... فمن خلال رقمنة الخدمات العامة، تمكنت الحكومات من الحد من البيروقراطية وخفّضت التكاليف ونجحت في تقديم الخدمات بشكل أسرع وأكثر كفاءة... حيث بلغ معدل استخدام التطبيقات الرقمية كقناة للوصول للخدمات الحكومية وغيرها من الخدمات المدنية، في بعض الدول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى حوالي 78%، مما يضع هذه الدول في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الاقتصاد الرقمي (بحسب تقرير مؤسسة ماكينزي الاستشارية).
وفي حين أن التقدم جدير بالثناء، إلا أن التحديات لا تزال قائمة... فليست كل الدول العربية تتمتع بنفس المستوى من البنية التحتية الرقمية... وإن كانت هذه التحديات القائمة تقدم أيضًا فرصا يستوجب اغتنامها والبناء عليها... فمن خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتعزيز مراكز الابتكار، وتمكين الشباب بالمهارات الرقمية، يمكن للعالم العربي أن يضع نفسه كقائد عالمي في الاقتصاد الرقمي... وليس هذا التصور ببعيد عن التحقق، فالمجتمعات العربية شابة... وبها مراكز ممتازة للتعليم والتطوير.
وحث أبو الغيط الحكومات العربية على تهيئة ما يلزم من البنية التحتية، والبيئة التشريعية والتنظيمية لضمان توفر الحماية للبيانات والخصوصية، معربا عن امله في أن تتبنى الحكومات والجهات التشريعية والبرلمانية السياسات الواعية والداعمة والمحفزة للمستثمرين، ورواد الأعمال، ليتمكنوا من النمو والمنافسة، والابتكار داعيا إلى تسخير قوة التكنولوجيا لخلق حكومات أكثر كفاءة واقتصادات أكثر حيوية، ومجتمعات أكثر ابداعاً.
وأكد اهمية تطوير الأداء الحكومي العربي لدعم مسيرة العمل العربي المشترك في واحد من أهم قطاعات التنمية، من اجل نقلة نوعية تفخر بها أمتنا العربية.