من الابتزاز إلى الحلول كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التزييف العميق والتهديدات الرقمية؟
![الجرائم الإلكترونية](https://media.alnaharegypt.com/img/25/02/12/1105664.webp)
في السنوات الأخيرة أصبح الذكاء الاصطناعي (AI)، أداة قوية في العديد من المجالات، من بينها معالجة الصور والفيديوهات ومع تطور هذه التقنية، ظهرت أيضًا مخاطر جديدة تتعلق باستخدامها في أغراض ضارة، مثل تشويه الصور والتهديد و يمكن أن يتم استغلال الذكاء الاصطناعي لتوليد صور مزيفة وتعديل الصور الحقيقية بطرق قد تكون مدمرة للسمعة وتسبب أضرارًا نفسية ومهنية.
الجرائم الإلكترونية
وفي سياق ذلك قالت "ص*"، أحد ضحايا الجرائم الإلكترونية، في تصريح خاص لـ "النهار"، إن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، حيث أن يمكنه تدمير حياة الفتيات بكل سهولة، موضحة أنها تعرضت لابتزاز إلكتروني من قبل زميل دراسي لها، الذي أستخدم أحد تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو و صور مزيفة تبدو واقعية تمامًا، لإجبارها على الزواج منه ومقابلته بشكل دائم ولكنها سارعت بالتحدث مع والديها وكانت في البداية خائفة من ردة فعلهم، لكنها أدركت أنها لا تستطيع التعامل مع هذا الوضع بمفردها وقرر والديها دعمها بشكل كامل وساعدوها في التواصل مع الجامعة وتم إبلاغ السلطات المختصة لإتخاذ الإجراءات المناسبة معه وبالفعل تم فصله والقبض عليه.
الكشف عن التزييف
وفي سياق متصل قال المهندس شاكر الجمل، خبير أمن تكنولوجيا المعلومات، إن تقنيات التزييف العميق خاصة (Deep Fakes) من أخطر التطبيقات التي يمكن أن يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي في التشويه، حيث يمكن تعديل الصور الشخصية بطريقة تجعلها تظهر بشكل غير لائق ، بالإضافة إلى أنه يمكن تغيير ملامح الوجه أو إضافة عناصر غير لائقة للصور الشخصية بهدف إهانة الضحية أو تهديدها.
وأشار "الجمل"، خلال تصريحاته لـ "النهار"، إلى ضرورة استخدام تقنيات الكشف عن التزييف، حيث أن مع تطور الذكاء الاصطناعي في إنشاء التزييفات العميقة، بدأ الباحثون في تطوير تقنيات لاكتشاف الصور والفيديوهات المزيفة منها Audio Deep Face Detection""، لمساعدة الأفراد والشركات في اكتشاف الصور المعدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتأكد من صحتها.
ولفت إلى ضرورة الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية ، إلى السلطات المختصة عند التعرض للتهديدات، موضحًا أن هناك قوانين تحظر استخدام الذكاء الاصطناعي في الابتزاز والتشهير ويمكن للشرطة أن تساعد في تتبع المجرمين.
وأكد خبير أمن التكنولوجيا، أهمية زيادة الوعي بين الأفراد حول مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في التشويه والابتزاز، حيث يجب أن يتعلم الأشخاص كيفية حماية صورهم وبياناتهم الشخصية على الإنترنت وعدم مشاركة معلومات حساسة أو صور قد يتم استخدامها ضدهم في المستقبل بالإضافة إلى أنه من الضروري أن يستخدم الأفراد أساليب الأمان الرقمية مثل التحقق الثنائي وتحديث كلمات المرور بانتظام، كما يجب عليهم ضبط إعدادات الخصوصية على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لحماية صورهم ومعلوماتهم الشخصية من الوصول غير المصرح به.