لماذا تصر اسرائيل علي تجميع اليهود من شتات الارض الي فلسطين ؟

يحلل الكاتب والمحلل السياسي فراج اسماعيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط عملية تجميع اسرائيل لليهود من شتات الارض الي ارض فلسطين الكيان يطالب بأراضي الغير وطنا لأهل الأرض التي اغتصبها مع أنه تكوين استيطاني لمجموعات من يهود مشتتين في أنحاء العالم.. بعضهم من دول عربية.. والمفترض أن يعودوا إلى البقاع التي جاءوا منها لا أن يهاجر الفلسطينيون. القادمون من الشتات يجب أن يعودوا إلى الشتات.. وهذا هو الطريق الأقصر للسلام.
معظم من استوطنوا الكيان من اليهود لا يزالون يحتفظون بجنسياتهم الأصلية ولديهم جوازات سفرهم البولندية والكندية والألمانية والفرنسية والأمريكية والروسية وغيرها. ولا زالت لهم بيوت وأصول عقارية متوارثة.
ويضيف اسماعيل في الولايات المتحدة حوالي 6 ملايين يهودي، أي أكثر من الذين استوطنوا فلسطين، وهؤلاء يتميزون بالثراء، ويمكنهم استقدام أعداد كبيرة من يهود الكيان، بل وإنشاء مدن تستوعبهم، فهم يميلون إلى العيش في جيتوهات تخصهم. إضافة إلى سعة أراضي الولايات المتحدة، فهي شبه قارة تحتاج إلى الكثير من السكان.
يضاف إلى ذلك خاصية الإنقراض التي يكاد ينفرد بها اليهود، فهم يتناقصون طبيعيا. معدل خصوبتهم منخفض وإلى انخفاض مستمر، بعكس الفلسطينيين مثلا. وهذا سر تمسكهم بدولة دينيه يهودية نقية دون تداخل ديانات أخرى. بهذا المعدل.. يدرك يمينهم المتطرف أنهم بعد قرن من الآن سيصبحون أقلية ضئيلة في فلسطين.
في عام 1967 كان عدد يهود العالم 13.8 مليون نسمة. عام 1982 نقص هذا العدد مليونا كاملا. في عام 1939 كان عدد اليهود 17 مليونا.
ويشير اسماعيل يحاولون علاج هذا التناقص الطبيعي بالنمو السريع لليهود الحريديم والأرثوذكس اليهود المتشددين.
المتطرفون اليهود لا يعتبرون كل هذه الأعداد التي ذكرتها يهودا من الناحية الدينية. يطرحون منهم حوالي 4.3 مليون نسمة لديهم أب يهودي أو زوج يهودي.
المال اليهودي يتصدى لهذا النقص الطبيعي بافتعال الحروب. سبق أن اتهمهم هتلر بأنهم وراء إشعال الحرب العالمية الأولى. وفي "نبوءة هتلر” الشهيرة عام 1939 حذر من التمويل اليهودي العالمي للحروب والصراعات و"تحريض الملايين من الناس على صراع لا معنى له تماما بالنسبة لهم ولا يخدم سوى المصالح اليهودية".
مشكلة أخرى تواجه نظرية "النقاء اليهودي" تتمثل في انتشار المثلية الجنسية حتى بين بعض المنتمين للحريديم والأرثوذكسية اليهودية. هناك منظمة أنشئت لتولي هؤلاء المثليين في الولايات المتحدة اسمها "إيشيل " وهي كلمة عبرية تطلق على شجرة الطرفاء التوراتية في "الكتاب المقدس" ويقال إنها تشبه شجرة "الأثل"التي ورد ذكرها في القرآن الكريم (وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ)، وتقاوم هذه المنظمة الإلتزام الكامل بالتوراة والقانون اليهودي.
كل ذلك أدى إلى انتشار الزواج بين المثليين اليهود، مما أدى إلى تدخل المجلس الحاخامي الأمريكي الذي يمثل الحاخامات الأرثوذكس المعاصرين عام 2012.. لكن تلك المعارضة الدينية الدينية للإنجذاب بين الجنس الواحد تلاشت في العقد التالي وجرى إعادة تفسير النصوص التي تدين حب المثليين باعتباره انتهاكًا دينيا. وجرت عملية إعادة التفسير على نحو يسمح للمثليين بالجلوس في أي قسم يشعرون فيه بالراحة. في أوقات خلوة الصلاة.
ونظرًا لأن التجمعات الأرثوذكسية تجلس الرجال والنساء بشكل منفصل مع وجود فاصل في المنتصف، يُسمى ميتشيتزا، فيجب على الأشخاص المتحولين جنسيًا الجلوس في كثير من الأحيان في القسم المطابق لجنسهم عند الولادة بدلاً من الجنس الذي اختاروه. لكن منظمة إيشيل قامت بتقسيم الغرفة إلى ثلاثة أقسام: قسم للرجال، وقسم للنساء، وقسم للأشخاص المثليين.