النهار
الخميس 6 فبراير 2025 12:02 صـ 7 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الدكتورة ليلي موسي ممثلة سوريا الديمقراطية الجناح السياسي لقسد بالقاهرة في تصريحات خاصة للنهار المصرية : بالحوار فقط نبني سوريا الجديدة وسيناريو المواجهة العسكرية مستبعد تماما

الدكتورة ليلي موسي ممثل سوريا الديمقراطية بالقاهرة مع محرر النهار
الدكتورة ليلي موسي ممثل سوريا الديمقراطية بالقاهرة مع محرر النهار

بالحوار فقط نبني سوريا الجديدة

  • علاقتنا بالقاهرة ممتازة وتقف مصر علي مسافة واحدة من كل مكونات المجتمع السوري
  • اطلاق عملية سلمية في الشمال السوري مرهون بتوقف تركيا عن التدخل في شؤوننا
  • من المبكر انضمام قسد للجيش السوري قبل اكتمال الانتقال السياسي والاتفاق علي الدستور
  • تركيا تقوم بحرب ابادة في الشمال السوري واطماعها لا تخفي علي احد
  • نحتاج للتكاتف الدولي لمواجهة داعش والتنسيق مع التحالف الدولي عال المستوي

يعتبر الاكراد احد اهم المكونات في الدولة السورية ويمتلك الكرد بصمة كبيرة في التاريخ العربي منذ العصور الوسطي الي الان ويكفي ان تذكر صلاح الدين الايوبي وغيره من القادة اصحاب البصمة البيضاء علي التاريخ العربي الحديث والمعاصر ولا يستطيع ان ينكر احد مساهمة ومشاركة الاكراد في بناء سوريا بعد مرحلة الاستعمار الفرنسي وبداية الدولة الوطنية الا انهم تعرضوا للظلم والتمييز ابان عهد الاسد الاب والابن وحمال الاكراد السوريون علي عاتقهم في اطار التنسيق والتشاور والتعاون مع الرفقاء في الثورة التي دامت 14 عاما ضد نظام الاسد بل ان عملية مقاومة ومكافحة افة التنظيمات التكفيرية تالجهادية امثال داعش واخواتها تعد من اهم انجازات الاكراد عموما ووحدات حماية الشعب في شمال شرقي سوريا وهي ما تسمي قسد وفي الداخل السوري وفي اعقاب الثامن من ديسمبر الماضي وسقوط نظام الاسد وتولي الرئيس السوري المؤقت احمد الشرع نلحظ ان العلاقة بين قسد والادارة الجديدة في دمشق تأخذ منحي ايجابي تغلفه رغبة الطرفين في بناء الثقة بين الجانبين وصولا الي بناء الدولة السورية الحديثة التي يحلم بها السوريين .

وقالت الدكتورة ليلي موسي ممثلة سوريا الديمقراطية الجناح السياسي لقسد بالقاهرة في تصريحات خاصة للنهار ان سيناريوهات المواجهة والصدام مع دمشق مستبعد وتصريحات الحكومة في دمشق ايجابية ويمكن البناء عليها وننتظر ترجمة هذه الاقوال الي افعال علي الارض خاصة وان القضية السورية سياسية بأمتياز ومعها يمكن معالجة جميع الملفات والنقاط الخلافية بالحوار والنقاش في ظل توافر رغبة الطرفين ووجود ارضية مشتركة يمكن البناء عليها ونحن مستعدون للحوار ونريد ان نكون شركاء في بناء سوريا الجديدة بأي شكل من الاشكال وفيما يتعلق بالدستور والحكومة والقرارات ومنظومات الجيش والدفاع علي الجميع ان يفهم ان هناك فارق كبير بين المشاركة الفاعلة في حكم البلاد بدون اي اقصاء او توغل اي مكون او فصيل علي الاخرين وبين الهيمنة المدعومة من تركيا اما روح التعاون لبناء اتلوطن الجديد ستجد ان سوريا الديمقراطية في المقدمة .

واشارت موسي في تصريحاتها للنهار اننا منذ البداية نؤكد علي اننا جزءا من الجيش الوطني السوري ونحن مستعدون للاندماج والانخراط في الحوارالمعمق بخصوص اق عل لية واحيسبقها عملية الانتقال السياسي والتفاهم علي تشكيل الجيش الوطني ونمتلك مشروعا سوريا وطنيا ونطرح فكرة نظام حكم لا مركزي حيث نتمكن من خلاله من معالجة تداعيات نظام الحكم السابق والذي اتسم بشدة المركزية وهو ما سبب ازمة للدولة السورية وكله متروك للحوار والنقاش لنتفق علي النظام الذي يتوافق ويتلائم مع طبيعة المجتمع السوري وقسد معروفة بشراكتها مع التحالف الدولي لمكافحة الارهاب وهناك تنسيقا مع الفصائل السورية الاخري بما يساهم في تحقيق الامن والاستقراروخدمة الامن السوري والاقليمي وهذه خطوات ترحب قسد بها بشدة .

وعن علاقة مكتب سوريا الديمقراطية بالدولة المصرية قالت ليلي موسي مصر دولة اقليمية مهمة ولعبت دورا وازنا في العديد من القضايا وعلي الصعيد الاقليمي نأمل بأن يكون لها نفس الدور في دعم استقرار وامن سوريا وموقفها منذ اليوم الاول للحراك الثوري السوري وحتي اليوم تقف القاهرة علي مسافة واحدة من جميع اطياف المجتمع السوري وطالما كانت المواقف المصرية تدعو الي الحل وتجاوز الازمة ومنسجمة مع وبنفس الوقت نتوافق في العديد من الطروحات التي تخدم تطلعات الشعب السوري والقضية السورية ونتفق في ان اي خلل في اي منظمومة امنية سيؤثر علي المنطقة برمتها فأمن سوريا مرتبط بأمن مصر والعكس صحيح ولهذا ينبغي ان يكون هناك علاقات قوية مع القاهرة ونعمل علي تطويرها للافضل .

ولفتت موسي الي ان تركيا لديها مشروع توسعي في سوريا متمثلة في الميثاق الملي ووجودنا حجر عثرة امام استعادة الاطماع العثمانية فيها ولذا تتهمنا بحجج وذرائع لا اساس لهاحتي تتمكن من التدخل والاحتلال في الشمال السوري واقتطعت تركيا اجزاءا من الشمال السوري وتسعي تركيا دائما لتصدير مشاكلها الداخلية الي الجوار خاصة وهي حل القضية الكردية في الداخل وتتنصل عن الحل السلمي لهاوتنحاز للعنف مع العلم انه يمكن للحلول السلمية والدبلوماسية ان تأتي بنتيجة واطلقنا في قسد مبادرات لمعالجة الحجج والمخاوف التركية وللأسف تركيا لا تلتزم ونعود ونؤكد ان اطلاق عملية سلام مرهونة بكف تركيا عن التدخل في الشأن السوري واقامة علاقات قائمة علي حسن الجوار وحل القضية الكردية لديها .

وعن علاقة قسد بالتحالف الدولي قالت موسي ان شراكتنا مع التحالف استراتيجية علي اساس مكافحة الارهاب وما زالت مستمرة طالما تهديد الارهاب ما زال موجودا ونخشي من هجمات داعش خاصة علي سجون قسد وهو امر وارد خاصة ان سوريا لا تزال تعيش حالة ضبابية وانتشار للفوضي وهجمات الدولة التركية عبر مرتزقيها من الفصائل السورية المرتهنة لها علي سد تشرين وكوباني ومنبج واستهداف البني التحتية والمدنيين العزل كل ذلك يؤثر سلبا علي استقرار وامن المنطقة ويشكل حواضن لنمو وانتعاش داعش مجدد .

وردا علي سؤال النهار عن السيدة التي تلازم قائد قسد السيد مظلوم عبدي في مؤتمراته الصحفية قالت موسي انها القيادية روهلات عفرين من وحدات حماية المرأة وعن موارد النفط والزراعة في مناطق قسد قالت موسي هي ملك للشعب السوري والي الان وبسبب العقوبات وحالة الحصار وظروف الحرب كانت تعاني من الكثير من التحديات ولم يتم استثمارها بالشكل المطلوب.

وتعود الدكتورة ليلي موسي الي الحديث مجددا وتؤكد علي ان بناء الدولة لا يأتي الا بالحوار فقط ومشاركة الجميع ولا يصلح ابدا ان يستأثر طرف فقط لوحده منفردا بل الجميع يجب ان يشارك ويجب ان يكون الحوار جامعا مانعا لكل شيء التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة ويجب ان يؤخذ في الاعتبار رأء اصغر موجموعة شأن الاكبر الكل متساوي في رسم خريطة مستقبل البلاد .

والجدير بالذكر ان قوات قسد او سوريا الديمقراطية قد تأسست عام 2014 من العديد من الفصائل الكردية وهي وحدات حماية الشعب والمرأة وفصائل اخري من العرب في مناطق شمالي شرقي سوريا في منبج والرقة وشكلت للدفاع عن سكان هذه المناطق ابان الحرب ضد نظام الاسد الديكتاتوري الذي عاث في الارض فسادا طوال نصف قرن من الزمان .