”روسيا وسوريا بعد الأسد”... ماذا تريد موسكو من محادثاتها في دمشق ؟
في زيارةٍ حملت في طياتها أكثر من مجرد بروتوكولات دبلوماسية، وبعد أن حط وفد روسي رفيع المستوى رحاله في دمشق لأول مرة في ولاية الإدارة الجديدة، أُعيد فتح ملف شائك بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا، زيارة هي الأولى منذ سقوط حليفهم الأبرز بشار الأسد.. دمشق تستقبل وفدا روسيا رفيع المستوى، لكن خلف الأبواب المغلقة، ملفات حساسة وتساؤلات كثيرة..
ماذا تريد موسكو من محادثاتها في دمشق؟ وماذا تريد دمشق الجديدة من روسيا ؟ والأهم.. هل يستمر التحالف الروسي السوري، أو أن اللعبة تغيرت؟
وفي هذا الشأن يقول المحلل السياسي المختص في الشأن السوري ، الدكتور على حسين ، بأن سوريا بالنسبة لروسيا هي آخر موقع في الشرق الاوسط ، وبالتالي روسيا مضطرة أن تحافظ علي قاعدتها الجوية في حميميم والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس ، لذلك نلاحظ روسيا اليوم مستعدة لتقديم بعض التنازلات في الملف الروسي من أجل أن تحافظ علي وجودها العسكري في المياة الدافئة مياة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأكد الدكتورعلى حسين ، بأن "موسكو" ليست مستعدة لخسارة قواعدها في حميميم وطرطوس. فطرطوس هي البوابة الروسية إلى البحر المتوسط، وحميميم نقطة ارتكاز عسكري مهمة للنفوذ الروسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف على حسين بأن الاتفاق علي تثبيت أحمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية في فترة انتقالية وتكليفه بتكوين مجلس شعب ، وكذلك حل جميع الأجهزة الأمنية التي كانت تتبع النظام ، بالاضافة الي حل الجيش السوري واعادة تذويب الفصائل المشتركة التي شاركت هيئة تحرير الشام في الاستيلاء علي السلطة في دمشق مشاركتهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية. مع أن هذه القوات السورية التي سيطرت علي الموقف هي نفسها القوات التي كانت تضربها الطائرات الروسية في أدلب وفي اماكن آخري.
وختم قائلاً الروس يبحثون عن "ضمانات" لاستمرار وجودهم العسكري، مقابل دعم سياسي واقتصادي، وربما عسكري، للحكومة السورية الجديدة.. لكن دمشق هذه المرة تملك خيارات أوسع، فمع غياب الأسد، انفتح المشهد السوري على قوى إقليمية، بينها تركيا والدول العربية.