النهار
الإثنين 17 مارس 2025 07:22 صـ 18 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الأمير محمد بن سلمان يُطلق خريطة العمارة السعودية تشمل 19 طرازًا معماريًا مستوحى من الخصائص الجغرافية والثقافية للمملكة مصدر يكشف حقيقة تعدي ضابط للاعتداء في قنا نتيجة ارتكابه تجاوزات محمد عدوية يوجه شكر خاص لـ أحمد مكي بعد ظهور اسم والده على تتر مسلسل ”الغاوي” ”أحمد عبد الحميد”.. الشيخ الريفى الذى يقوم بدور المصلح في ظلم المصطبة ملفات ”العلوم الصحية” على مائدة إفطار نقابة الدقهلية مفتي الجمهورية : الحفاظ على الوطن أمانة عظيمة.. وعلى كل فرد مسؤولية حمايته وصون مقدراته الدكتور حسن الشافعي: العلم والمعرفة من أهم أسس تكوين الوعي لدى الإنسان مادورو وبوتين يتبادلان التهاني بمناسبة الذكرى الـ80 للعلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وروسيا معهد التخطيط القومي يعقد الحلقة السادسة للمتابعات العلمية للعام الأكاديمي 2024/2025 حول الإصدار السابع لتقرير ”مؤشر الذكاء الاصطناعي 2024” برشلونة يهزم أتلتيكو مدريد 4-2 ويتصدر الدوري الإسباني توريس يسجل هدف التعادل لبرشلونة أمام أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني إنتر ميلان يفوز على أتالانتا بثنائية ويتصدر الدوري الإيطالي

عربي ودولي

ماذا نعرف عن حركة إم 23 التي قلبت الموازين بالكونغو الديمقراطية؟

حركة ام 23 الكونغو الديمقراطية
حركة ام 23 الكونغو الديمقراطية

في اعقاب التقدم السريع والدرامتيكي لمقاتلو حركة إم 23 التي تدعمها رواندا والذين باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من مدينة جوما المحاصرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد أيام من القتال في المنطقة الغنية بالمعادن واستولت جماعة إم 23 الجناح المسلح لإثنية التوتسي بالكونغو الديمقراطية والقوات الرواندية على المطار وقسم كبير من وسط المدينة وأحيائها منذ زحفها إلى عاصمة المقاطعة الشرقية الأحد بعد هجوم خاطف.

وأدى القتال العنيف المستمر منذ أيام وأدى لسقوط نحو 100 قتيل وآلاف الجرحى، علاوة على الجثث بالشوارع، أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة مضطربة تنتشر فيها منذ عقود جماعات مسلحة تدعمها أطراف إقليمية متنافسة عقب الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
تعتبر "إم 23" حركة مسلحة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تأسست عام 2012 بعد فشل اتفاق جرى توقيعه عام 2009 بين الحكومة والمتمردين، وتوصف بأنها الجناح المسلح لإثنية التوتسي التي يواجه قادتها اتهامات بأن "لهم ارتباطات بحكومة رواندا".

وبعد أشهر من السيطرة على مناطق واسعة من منطقة كيفو الشمالية شرق الكونغو، تعرضت هذه الحركة لهزائم ساحقة عام 2013، ثم عادت للظهور بقوة سنوات 2021 و2022 و2023.

وخاضت "إم 23" معارك ضارية ضد الجيش الكونغولي طيلة عام 2024 وارتفعت وتيرتها في ديسمبر، وتطورت الأحداث بسيطرتها في وقت سابق على بلدة مينوفا، التي تعد خط إمداد رئيسي للقوات الحكومية، ثم واصلت التقدم باتجاه بلدة ساكي التي تبعد قرابة 20 كيلومترا عن العاصمة الإقليمية غوما وسيطرت عليها، حسب تأكيد بعثة الأمم المتحدة.
تأسست حركة "إم 23" في 06 مايو 2012، وهي منبثقة عن حركة مسلحة أخرى تحمل اسم "المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب" وتحمل مطالب الدفاع عن الإثنيات في منطقة كيفو الشمالية وخصوصا قبائل التوتسي.

ويصفها قادتها بأنها حركة سياسية عسكرية، ويقولون إن إنشاءها جاء نتيجة للعديد من إخفاقات الحكومة الكونغولية، والمتمثلة بشكل رئيسي في رفض تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في 23 مارس 2009.

فبعد نحو 3 سنوات من توقيع الاتفاقية تجدد الصراع بانفصال مجموعة مسلحة كانت منضوية تحت سلطة الجيش بموجب الاتفاقية، ومعظم أفرادها من التوتسي، وعرفت ابتداء من هذا التاريخ باسم حركة "إم 23"، وتعتبر الحركة أن التوتسي الكونغوليين وغيرهم من الإثنيات في كيفو الشمالية يتعرضون للتمييز والتهميش من طرف الحكومة المركزية في كينشاسا.

وينظر إلى "إم 23" على أنها الجناح المسلح لإثنية التوتسي في الكونغو، إذ يتقدمها قادة من هذه الإثنية يوصفون بأنهم مقربون من الجيش الرواندي.
وتعود جذور الحركة إلى التمرد المسلح الذي اندلع عام 1996 ضد الرئيس الراحل موبوتو سيسي سيكو بدعم من رواندا، ثم عام 1998 ضد حكم جوزيف كابيلا، واستمر حتى عام 2003، ثم تجدد بين عامي 2006 و2009.

وبعد تأسيسها عام 2012 عقب الانفصال عن الجيش الكونغولي، خاضت "إم 23" قتالا ضاريا ضد حكومة كينشاسا، وأصبحت أكثر الحركات المسلحة نشاطا في الإقليم.

وتمكنت من تحقيق انتصارات ميدانية، وتوجت بالسيطرة على أراض واسعة من كل من إقليم كيفو، ومدينة غوما عاصمة الإقليم الواقعة بالقرب من الحدود مع رواندا، لكن "إم 23" سرعان ما خسرت سيطرتها على كيفو، وانتهى التمرد الذي استمر 18 شهرا وبلغ ذروته في نوفمبر 2012.

وأعلن جيش الكونغو في نوفمبر 2013 الانتصار على مقاتلي الحركة، وقد أدت هذه الهزيمة إلى خسائر فادحة لـ"إم 23" التي استسلم المئات من مقاتليها، بينما اضطر آخرون للهروب إلى دول الجوار وتحديدا رواندا وأوغندا.

ومنذ هزيمتها عام 2013 تراجع نشاط "إم 23" في الكونغو، وباستثناء وقائع محدودة، لم يكن لديها أي دور عسكري مشهود طيلة 9 سنوات، قبل أن تعود إلى الواجهة بقوة أواخر عام 2021 في عدة مناطق من منطقة كيفو الشمالية.

وقد فشلت الوساطة التي كان الاتحاد الإفريقي قد عين الرئيس الأنغولي جواو لورينسو لقيادتها قبيل موعدها بسبب دعوة رواندا إلى الحوار المباشر بين الكونغو و"إم 23" التي ترفض الاعتراف بها وتعتبرها "مجموعة إرهابيين تدعمهم كيغالي".

وبالتزامن مع تعثر المفاوضات بين الكونغو ورواندا، ارتفعت وتيرة المعارك الدائرة بين الجيش الكونغولي ومقاتلي "إم 23" الأيام الأخيرة من 2024 وبداية 2025.

واستولت الحركة على مزيد من الأراضي في منطقة كيفو الشمالية، بينما أدى اشتداد المعارك إلى نزوح نحو ربع مليون شخص حتى النصف الأول من يناير 2025، وتسبب في معاناة إنسانية متفاقمة داخل الإقليم المضطرب.