النهار
الجمعة 31 يناير 2025 02:41 مـ 2 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تطبيق ” NVIDIA ” تطلق كروت الشاشة RTX 5080 وRTX 5090 لتعزيز أداء الألعاب الإلكترونية يتقدمها وزير الأوقاف.. مسيرة لحملة القرآن الكريم تجوب شوارع بورسعيد قرعة دوري أبطال أوروبا.. تعرف على جميع مباريات ملحق دور الـ16 بحضور وزير الأوقاف.. انطلاق فعاليات مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني من مسجد السلام أمانة المرأة بحزب ”الشعب الجمهوري” بسوهاج تواصل اجتماعاتها لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية محافظ القاهرة : يشهد فاعليات ”مرسم القاهرة الأول” والذي أقيم بشارع الشريفين بمنطقة وسط المدينة شباب الإسكندرية تنظم معرض لبيع منتجات الصناعة اليدوية وزير التعليم يلتقى بوفد من الجمعية الألمانية العربية للصداقة (DAFG) لتعزيز كفاءة التعليم الفني آلاف «المنايفة» تصدروا المشاركين في وقفة رفض تهجير الفلسطينيين ودعم الرئيس السيسي أمام معبر رفح جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الزمالك وبيراميدز اليوم انطلاق مرسم القاهرة الأول بمنطقة وسط المدينة غداً السبت لقاء نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل مع المستثمرين الصناعيين بمحافظة كفر الشيخ بحضور المحافظ الساعة 10...

تقارير ومتابعات

رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق في حواره لـ”النهار”: رفضوني في المدرسة..والإذاعة أغلقت أبوابها في وجهي..و لولا حلمي البُلك ما دخلت ستديو إذاعة القرآن الكريم...ودعاء والدي كان سر نجاحي

الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق مع محرر النهار
الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق مع محرر النهار

- عندما ولدتُ كانت صدمة كبيرة للوالد وللأسرة جميعًا.

- دعاء والدي، رحمه الله، كان سر النجا في حياتي.

- رفضوني في المدرسة، وقالوا «لا تصلح».

- الكتابة بأصابع رجلي قبل الالتحاق بالمدرسة ثم تعلمت الكتابة بأسناني في الصف الثالث الابتدائي.

- االأبلة فادية، رحمها الله، أول مُدرسة استقبلتني في ابتدائي، وتركت أثر كبير في نفسي، وسأظل أذكرها طول حياتي.

- كنتُ من المتفوقين في ابتدائي وإعدادي، وفي الثانوية العامة كنت الثاني على مركز قويسنا والعاشر على محافظة المنوفية...وإبراهيم عيسى الأول على المحافظة.

- لم أفكر في العمل بالإذاعة، كانت أمنيتي أن يتم تعيني معيدًا في كلية الحقوق...ولم أحب العمل في المحاماة.

- كنتُ صديقًا للراديو منذ الصغر، ومُتابع بحب وشغف، ومن هنا جاءتني فكرة العمل مذيعًا في الإذاعة.

- في البداية...أغلقت الإذاعة أبوابها في وجهي، و لولا الأستاذ حلمي البُلك ما دخلت ستديو إذاعة القرآن الكريم.

- ملخص رحلتي"نقوش على الحجر" رحلة شاقة جدا جدا، ولكنها ممتعة وجميلة، وفيها توفيق من ربنا سبحانه وتعالى.

- ذوي الهمم يعيشون العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي، رغم أن الطريق مازال طويلًا.

- من أهم القرارات التي اتخذتها عندما كنت رئيسًا لشبكة إذاعة القرآن الكريم، إذاعة أكثر من 1500 تلاوة جديدة لأعلام القراء.

- أجهز حاليًا كتاب عن الشخصيات النسائية العظيمة، وكتاب عن "أبو العلاء المعري".

- سعيد جدا بقرارات الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، بإيقاف الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم.

- ونصيحتى أن يتم إذاعة تلاوات جيل الوسط مع جيل الأعلام، لأن جيل الوسط امتداد لأعلام التلاوة.

الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق في حواره للنهار- تصوير مصطفى صالح

صاحبُ قصةٍ مُلهمة، وبطل من أبطال ذوي الهمم، أثبت للعالم أن الإعاقة إعاقة الروح والنفس، وليست الجسد، وُلد بلا ذراعين ولكن استطاع أن يُسجل في «سيرة ومسيرة» الأبطال «حكايته»، التي نقشها على أحجار الحياة الصعبة الصعيبة، وواجه صعابها بثبات الجبال الرواسي وإيمان الصالحين وهمة المكافحين، وطرق بقوة كل الأبواب التي أُغلقت في ووجه مرات ومرات حتى فُتحت له، وحلق عاليًا بأجنحة الرضا والسلام إلى سماء أصحاب الأثر والنجاح، من قويسنا بمحافظة المنوفية كانت بداياته الأولى، حتى صار أول مذيع في العالم يقف أمام الميكروفون بأذرع الإيمان والعلم والإصرار والعزيمة، وبنبرة صوته المتميزة التي عشقها المصريون والناطقين بالضاد، إنه الدكتور رضا عبدالسلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، فتح لنا قلبه وصندوق أسراره، في حوار خاص لـ «النهار» ، نلحق معه في سيرته ومسيرته، ونتعرف على نقوشه التي كتبها بقلبه العامر بالرضا والسلام والتفاؤل والأمل.

قال الدكتور رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، إنه عندما ولد كانت صدمة كبيرة للوالد والأسرة جميعًا،

مضيفًا أنه رُفض في المدرسة، وقالوا له «لا تصلح».

أضاف في حواره للنهار أن والده قال لوكيل وزارة التربية والتعليم، إذا لم يوافق على تعليم ابنه، سيذهب إلى وزير التربية والتعليم، وإذا لم يوافق سيذهب إلى الرئيس جمال عبدالناصر، وإذا لم يوافق سيأخذ ابنه إلى ميدان التحرير بالقاهرة، ويضربه بالنار، لأنه إذا لم يتعلم كأنه ميت».

وكشف "عبدالسلام"، أنه لم يفكر في العمل بالإذاعة، كانت أمنيته أن يتم تعينه معيدًا في كلية الحقوق جامعة طنطا، مضيفًا أنه لم يحب العمل في المحاماة.

وأضاف رئيس إذاعة القرآن الكريم، أن الإذاعة أغلقت أبوابها في وجه، موضحًا أنه و لولا الأستاذ حلمي البُلك ما دخل ستديو إذاعة القرآن الكريم.

وإلى نص الحوار:

  • ماذا عن مولد الدكتور رضا عبدالسلام وطفولته؟

ولدتُ فى قرية كفر الشيخ إبراهيم، مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، عام ١٩٦٤، لأب وأم من ريف مصر الأصيل، ولي اثنان من الإخوة، الأول مهندس، والثاني مدرس، وعندما ولدتُ كانت صدمة كبيرة للوالد، رحمه الله، وللأسرة جميعًا، لأن يدي اليمنى عبارة عن ١٠ سم، و٣ أصابع، واليد اليُسرى بها أصبعان فقط، ومما خفف الصدمة أن والدي كان له حال وصلة مع الله سبحانه وتعالى، فصلى ركعتين ودعا الله وقال: «يا رب أنت خلقته وتتكفل به»، وسبحان الله العظيم وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة وكان هذا الدعاء سر النجاح بعد ذلك.

- حدثنا...كيف كانت رعاية ودعم الوالد والأسرة؟

الحمد لله رب العالمين، كانت الرعاية والدعم من الوالدين، رحمها الله رحمة واسعة وأسكنهما الفردوس الأعلى، وكنت طفلًا شقيّا، أريد أن أعرف كل شيء، ولاحظ ذلك والدي، فتركني وترك تطلعي وشغفي لمعرفة الأشياء.

- متى تعلمت الكتابة؟

في فترة شغفي لاكتشاف ومعرفي كل شيء، بدأ والدي رحمه الله يعلمني الكتابة برجلي، وبدأ أتعلم الكتابة بأصابعي رجلي، وعندما قررت أن أدخل المدرسة كانت الصدمة الكبرى.

- ما القصة...حدثنا عن تفاصيل تلك الصدمة؟

عندما قدم والدي أوراقي للمدرسة، رفضوني، وقالوا «لا تصلح»، وضاعت سنة كاملة بين سعي والدي ورفض المدرسة، وفي السنة الثانية أخذني والدي إلى وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، ودخلنا على وكيل الوزارة، فأمسكني والدي وقال له «إذا كان عندك ولد مثل ابني، هل يتعلم ولا لاء؟، فسكت ولم يُجيب، فظن والدي أنه رفض أو غير موافق، فقال له والدي غاضبّا «إذا لم توافق على تعليم ابني، سأذهب إلى وزير التربية والتعليم، وإذا لم يوافق سأذهب إلى الرئيس جمال عبدالناصر، وإذا لم يوافق سأخذ ابني إلى ميدان التحرير بالقاهرة وسأضربه بالنار، لأنه إذا لم يتعلم كأنه ميت»، فأمسكني والدي ووضعني على مكتب وكيل الوزارة وكتبتُ اسمي، فنظر وكيل الوزارة إلى والدي وقال له «يُقبل فورًا بمدرسة الشيخ إبراهيم الابتدائية ».

- كيف كانت السنوات الأولى في المدرسة؟

التحقت بالمرحلة الابتدائية، وفي الصف الثالث، قال المعلمون لوالدي يجب أن يكتب ابنك حتى يستمر في المدرسة، وتعلمت الكتابة بفمي، وكانت العملية صعبة جدا جدا في البداية، كنت لا أستطيع التحكم بالقلم، وبعد حوالي سنتين تمكنتُ من الكتابة بأسناني، والحمد لله أصبح خطي من أفضل الخطوط في المدرسة، وكان الأساتذة يختاروني ضمن الطلاب الذين يكتبون قوائم الفصل لحسن خطي.

- حدثنا عن دعم الوالدين لحضرتك؟

طبعا والدي رحمه الله، كان صاحبي وصديقي وأخي، وكل شيء في هذه الدنيا، كنتُ أحكي له عن كل شيء، وكان رحمه الله، فاهم نفسيتي جيدًا، وكيف أفكر، كان له دور كبير جدًا جدًا في حياتي.

- ماذا عن والدة حضرتك، لم تذكرها؟

كما تعلم أمهاتنا في الأرياف هنّ كل شيء، «الأم هي اللي شايلة البيت».

- من كان داعمًا لحضرتك في السنوات الأولى وخاصة في المدرسة؟

لن ولم أنسَ الأبلة فادية، رحمها الله، أول مُدرسة استقبلتني في "أولى وثانية" ابتدائي، وتركت أثر كبير في نفسي،وسأظل أذكرها طول حياتي، تلك الأم والمُعلمة كنت لما أقابلها أقبل يدها، ولا أنسى أساتذتي في مراحل التعليم لهم دور كبير في دعمي إلا ما ندُر، لأن بعض المُدرسين كانوا لا يريدون أو لا يرحبون بتعليمي أو غير مقتنعين.

- في وجهة نظرك..لماذا هذه المعاملة والقسوة فى التعامل؟

ببساطة لأنهم غير مقتنعين بفكرة أن التحق بالمدرسة وأتعلم، وحتى الآن أجد هذه النماذج في الحياة.

- كيف مضت الرحلة في سنوات التعليم «الإعدادي والثانوي والجامعة»؟

كنتُ من المتفوقين في المرحلة الإعدادية، ودخلت الثانوية العامة، ونجحت بتفوق، كنت الثاني على مركز قويسنا والعاشر على محافظة المنوفية، وكان إبراهيم عيسى الأول على محافظة المنوفية.

- حضرتك تقصد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى؟

أيوة، زميل دراسة وبلدياتي، ووالده أستاذنا، وإبراهيم متربي تربية عالية جدًا جدًا.

- كان للتعليم زمان «رسالة» وللمدرسة «قدسية» وللمعلم «هيبة ومهابة واحترام»...تعليق حضرتك؟

التعليم زمان كان تعليم محترم جدًا جدًا، سواء على مستوى المناهج الدراسية والمُدرسين والمدرسة، الخلاصة أن منظومة التعليم بشكل عام كانت متكاملة، تعلمنا من أساتذة أفاضل كانوا يحملون رسالة حقيقة، وفي كتابي «نقوش على الحجر» قولت: «لازالت أتذكر نصوص العربي في الثانوية العامة، وقصائد امرؤ القيس، وزُهير بن أبي سُلْمى، والقصائد والأشعار لازالت محفورة «دع سمائي فسمائي محرقة»، ومن حسن حظي أني أدركت نظام التعليم المحترم.

- كيف تصف رحلة حضرتك؟

ملخص رحلتي: "نقوش على الحجر" وهو عنوان كتابي عن سيرتي الذاتية، وعنوانها "رحلة شاقة جدا جدا ولكنها ممتعة وجميلة، وفيها توفيق من ربنا سبحانه وتعالى، ولولا هذا التوفيق ما كنت، رغم أنها رحلة متعبة وشاقة، وخاصة أنك تقابل ناس "مش قابلينك"، ولا يريدون لك أن تعيش مثلهم، وإلى الآن أجد بعض الناس وبعض العقول الضيقة لا يريدون لي أن أعيش مثلهم، وللأسف الشديد قد يكون بعضهم قريب مني، ولسان حالهم "ليه رضا في ظروفه دي يعيش وينجح وويوفق"، وتصرفاتهم تدل على ذلك"

- كيف تتعامل حضرتك مع هؤلاء البشر؟ وهل من رسالة لهم؟

الحمد لله، أقابل تصرفاتهم بإحسان، لأن هؤلاء مرضى، ولكن معظم الناس تتعامل بشكل إنساني وراقي، معاملة متكافئة ومتساوية وبها عقل ومنطق واحترام، ولكن سيظل هناك ناس دون الإنسانية، وهؤلاء القلة من البشر يتكثرون أن يكرمني الله ويُمنّ عليّ بهذه النعم، وهذا الشعور المريض والقبيح ليس لـ رضا عبدالسلام ولا لأي أحد لديه إعاقة ولكن للدنيا كلها، لأن هؤلاء في قلوبهم مرض، وأقول لكل من لديه ظروف مثل المعاقين أو غيرهم "لا تعيرهوا -هؤلاء الذين يحملون حقدًا وحسدًا أو غلًا- انتباها، واتركوهم وامضوا في طريقكم، دعكم من هذه التُرهات والحاقدين والحاسدين، لا يستحقون حتى أن ترد عليهم أو تتلتفت لهم وامشي في طريقك وأن ترعي ربنا سبحانه وتعالى، ورسالتي لهم أنتم ترون أن هذه النماذج تعبت في حياتها وكافحت، وثمرة هذا التعب نجاحًا وقبولًا وإسهام في تقدم المجتمع، دعوهم وشأنهم.

- كيف التحقت بإذاعة القرآن الكريم؟

في الحقيقة، لم أفكر في العمل بالإذاعة، كانت أمنيتي -وقتها-أن أتعين معيدًا في كلية الحقوق جامعة طنطا، وعميد الكلية - والذي أصبح نائبًا لرئيس الجامعة- وعدني إن حصلت على تقدير جيد جدًا في الليسانس، سوف يعينيّ معيدًا، وعندما ظهرت النتيجة، وجدت بيني وبين الجيد جدًا ٥ درجات، ولم أذهب له، ثم فكرت في العمل بالمحاماة، وطلبني أشهر محامي في قويسنا، ولكن لم أستريح في العمل.

ولأنني كنتُ صديقًا للراديو منذ الصغر، ومُتابع بحب وشغف لكل برامج الإذاعة، البرنامج العام، صوت العرب، إذاعة القرآن الكريم، ومن هنا جاءتني الفكرة، وقولت لنفسي وليه لاء؟، وكان لي أستاذ قانون تجاري بكلية الحقوق -الذي أصبح عميدًا للكلية- قال لي الأستاذ عبدالوهاب مطاوع يريد أن يقابلك، وكان قد حدثه عني، وذهبت إلى الأستاذ مطاوع في جريدة الأهرام، ومثلما صورته، وجدته في غرفة مظلمة، وبها "أباجورة" فوق رأسه وعلى مكتبه، في جو رومانسي، فجلست معه ودار حوار، وسألني ماذا تريد؟، قولت له أريد أن أعمل بإذاعة القرآن الكريم، فقال لي أليس الموضوع صعبًا عليك؟، قولت له هذا أملي وطموحي، فأرسلني بخطاب أو كارت توصية إلى أستاذنا الإذاعي فهمي عمر، ربنا يعطيه الصحة، فقال لي ماذا تريد أن تعمل؟، فقالت له مذيع، قال لي مذيع مرة واحدة، يبدو أنه أصرها في نفسه، وأخذت دورة تدريبية لمدة شهرين ونصف، ودخلت الاختبار، وكنا ثلاثة متميزين وسط المجموعة التي كانت معنا، تم اختيار الاثنين المتميزين، وتم توزيعهم إلى البرنامج العام، وأُطيح بي في مكان بعيد جدًا، حيث تم توزيعي أخصائي متابعة برامج، وبعد ذلك ذهبت إلى الأستاذ فهمي عمر، وقولت له «لما واحد عادي في الشارع يبص على العجز ده على إنه عجز نعذره، لكن حضرتك تعاملني كده رغم أني حاصل على مؤهل عالي وحصلت على دورة تديبية، وأدخل الامتحان وأخرج بدون أن يتم اختباري، فكان رده "أنت جاي تعطيني درس"، وذهبت إلى إذاعة وسط الدلتا، كان رئيس الإذاعة طلب مني أن أعمل بها، وقال لي هتتعلم هنا وبعد ذلك تعود إلى إذاعة القرآن الكريم، وبالفعل عملت سنتين، وعملت كل شيء، هواء وبرامج، ثم رجعت إذاعة القرآن الكريم، وأخذت دورة تدريبية، ودرّس لي الأستاذ سعيد العيلي، وكان مهذبًا وداعمًا، وكنت كثير الأسئلة، فقال لي "أنت مشاكس يا رضا"، وقولت له "عايز أروح إذاعة القرآن الكريم"، وأخذني إلى الأستاذ محمد الشناوي، رئيس إذاعة القرآن الكريم وقتها، الذي وافق عليّ، وتحدثت مع حمدي بكر، رحمه الله، وكان رئيسًا لإذاعة فلسطين، وتربطني به علاقة طيبة، وقال لي اذهب للإذاعة، وقابل الأستاذ حلمي الُلبك، واثبت له إنك قادر على العمل بإذاعة القرآن الكريم، وبالفعل بعد يومين كنت في الإذاعة، قابلت الأستاذ حلمي الُبلك، رئيس إذاعة صوت العرب ورئيس لجنة اختيار المذيعين -وقتها-، وقولت له حضرتك لا تعرفني، فقال لي فعلًا، فطلبت منه ألا يسألني عن شيء حتى انتهي، وكنت أرتدي "جاكت"، فخلعته، وباب مكتبه بـ"سوستة"، ويصعب فتحه، فقمت بفتح الباب، وأمسكتُ القلم وكتبت، وكان مندهشًا، وقولت وأنا مُمسكًا بالقلم، سنعتبر هذا القلم "مايك"، ونحن على الهواء، واسمح لي أُجرى لقاءً وحوارًا مع حضرتك، لأن اللجنة السابقة لم تمتحني، والوقت المخصص لزملائي في الامتحان ساعة كاملة، والوقت المخصص لي 5 دقائق، لم أخذ حقي، كل ما أرجوه أن أدخل امتحان حقيقي مثل زملائي، وقام الأستاذ حلمي البُلك بعمل اختبار لي، والحمد لله اجتزته بنجاح، فأصدر قرارًا "يُقبل مذيعًا للهواء بإذاعة القرآن الكريم"، وكان ذلك في 1990م.

- حدثنا عن البدايات في إذاعة القرآن الكريم؟

كما يقولون في الأمثال "في كل حفرة عفريت"، عند التحاقي بإذاعة القرآن الكريم، وجدت أن المدير التنفيذي "للمذيعين" غير مرحب بوجودي، وكان يقول "ازاي هيشتغل هواء؟"، وكان يختار فترات الهواء أثناء وجوده حتى يضايقني، وفكرت في حل عملي للمشاكل التي قد تواجهني أثناء الهواء، حيث يوجد على الديسك "زرارين"، واحد يغلق الميكروفون، والثاني مع الزملاء في الكنترول، فطلبت من محمد جعفر، مدير التشغيل بالإذاعة أن يساعدني في عمل "كف" تحت رجلي و"توباك" تحت ركبتني، وفي أسبوع أنجز الفكرة، وظللتُ أعمل بهذه الطريقة على مدار 30 سنة في الإذاعة.

- ماذا عن البرامج التي قدمتها في الإذاعة؟

ظللت سنوات طويلة أعمل في جميع البرامج، منها الحديث المباشر، قدمت برناج"قطوف من السيرة" على مدار حوالي 15 سنة، وبرنامج "مساجد لها تاريخ" وأيضًا استمر 15 سنة، وبرنامج "من وحي القلم"، الذي يُعد ثورة وطفرة في البرامج وقتها، كان عبارة عن 20 سؤال في 10 دقائق، كل سؤال يُعطي معلومة جديدة، سواء عن كتاب أو موقف أو شخص، واستمر 5 سنوات، وكان يُذاع بعد صلاة المغرب في شهر رمضان، بالإضافة إلى برنامج "سيرة ومسيرة"، كنت التقي فيه بقادة الفكر والثقافة في مصر، سطرته في كتاب.

- حدثنا عن مؤلفاتكم؟

كتاب "سيرة ومسيرة"، وكتاب "علماء ومواقف مع علماء الدين"، وكتاب "إضاءات العقل وآيات النقل"، وحاليًا أجهز كتاب عن الشخصيات النسائية العظيمة، ومن هذه الشخصيات، الدكتورة فتحية النبراوي، رحمة الله عليها، أول أستاذة في الأزهر، تحصل على الدكتوراة من لندن، والدكتورة فوزية عبد الستار، أستاذ القانون الجنائي ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب سابقًا، والدكتورة يُمنى الخولي، هذه الفيلسوفة الكبيرة في النقد، حفيدة أمين الخولي، أستاذة الفلسفة في كلية الآداب، والدكتورة زينب أبو الفضل، أستاذة بكلية الآداب جامعة طنطا، ولها مؤلفات كثيرة، تدافعها فيها عن المرأة، إضافة إلى سبع كُتيبات في مكتبة الإسكندرية، وصدر منها كتاب عن الإمام مالك، وكتاب عن الشاطبي فور الصدور، وأعملُ حاليًا في كتاب عن أبو العلاء المعري، باعتباره – في وجهة نظري- من أعظم ثلاث شخصيات في التاريخ الإنساني في مجال الإعاقة والمعاقين، هلين كيلر الأمريكية، ستيفن هوكينغ البريطاني، أبو العلاء المعري العربي.

- الدولة المصرية تدعم ذوي الهمم حتى قيل أنهم يعيشون العصر الذهبي بسبب رعاية واهتمام الرئيس السيسي..تعليق حضرتك.

بموضوعية شديدة هذا العصر صدر فيه قانون رقم 10 لسنة 2018، الذي يُعد طفرة في مجال حقوق المعاقين فيما يتعلق بقوانين الإعاقة، طفرة غير عادية، واهتمام سيادة الرئيس السيسي بـ قادرون باختلاف، وحرصه الشديد على مشاركتهم ودعمهم حتى صوره معهم تعبر عن فلسفة التعامل مع هذه الفئة، وذلك يُحسب للرئيس، ومع كل هذا وتقديري للجهود المبذولة، إلا أنه ما زال الطريقُ طويلًا في سبيل الحصول على جميع حقوقهم، وصدرت مؤخرًا بعض القرارات في موضوع سيارات ذوي الإعاقة قللت من هذا الموضوع، حيث تم التضييق في هذا الموضوع، وكان يجب ألا يُقترب من هذا الموضوع، ومن حق الدولة أن تضع شروط واضحة في عدم بيع المعاق للسيارة ولكن لا تضييق على ذوي الإعاقة.

- أهم القرارات التي اتخذتها عندما كنت رئيسا لشبكة إذاعة القرآن الكريم؟

في فترتي، بحثتُ في الأرشيف عن تلاوات كبار القراء، وأذعتُ حوالي أكثر من 1500 تلاوة جديدة لأعلام القراء، بفضل الله أحدثتُ طفرة في إذاعة تلاوات الأعلام لم تحدث في تاريخ الإذاعة من قبل، إضافة إلى أنه لا يُذاع إلا لأعلام القراء المتخصصين، كل في مجال تخصصه، ورغم قلة المذيعين في تلك الفترة إلا أنه بفضل الله قدمنا ما يُسعد الناس.

- حضرتك كتبت على صحفتك على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": أخيرًا...فعلها "المسلماني"، تعليق حضرتك على قرار الكاتب الصحفي أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام؟

سعيد جدا بقرارات الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، بإيقاف الإعلان على إذاعة القرآن الكريم ونقلها إلى الإذاعات الأخرى، لإني حاولت إيقاف الإعلانات عندما كنت رئيسًا لإذاعة القرآن الكريم ولكن لمأستطع أن أفعل شيئًا، الأستاذ المسلماني أنجر ما كان يريده الناس سواء بالنسبة للإعلانات أو بعض البرامج التي أُلغيت أو عدم حصول كبار القراء على حقهم ومكانتهم في الخريطة البرامجية، لأنهم ليسوا أعلام في مصر فقط بل في العالم كله، يجب أن يُدعم جيل الأعلام وأن يكون له الأفضلية ثم جيل الوسط، بمعنى أن يُذاع لجيل الوسط مع جيل الأعلام من القراء، حتى تكون الخريطة البرامجية قوية، ودسمة، ولكن حضرتك تذيع لأعلام القراء فقط الناس ستشعر بالملل، ونصيحتى أن يتم إذاعة تلاوات جيل الوسط مع جيل الأعلام، ويمكن أن نعطي مساحة أكبر لأعلام التلاوة ومعهم جيل الوسط، وليس إذاعة تلاوات جيل الوسط في فترة منفصلة، وذلك لأن جيل الوسط امتداد لأعلام التلاوة، على سبيل المثال حينما نذكر الشيخ مصطفى إسماعيل سنذكر الشيخ راغب غلوش والشيخ شبيب، عبدالصمد الزناتي، والشيخ نعينع امتداد لمدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل، وستجد قراء من جيل الوسط امتداد لمدرسة الشيخ الحصري،الخلاصة أنني مع تفضيل أعلام القراء ولكن لابد أن يكون جيل الوسط من القراء له وجود، لأنهم امتداد لهؤلاء الأعلام.

- كم ساعة هواء قدمتها في رحلة حضرتك الطويلة في الإذاعة؟

قدمت حوالي 8 آلاف ساعة هواء.

- ماذا تقول عن هؤلاء الأساتذة...عبدالمجيد شكري؟

عبدالمجيد شكري، إذاعي قدير من أصحاب الفضل عليّ.

- الأستاذ حلمي البُلك؟

لولا الأستاذ حلمي ما دخلت ستديو إذاعة القرآن الكريم.

- عبدالوهاب مطاوع؟

الأديب صاحب بريد الأهرام وأكنُ له كل تقدير واحترام.

- بعد بلوغ سن الشباب مغادرة إذاعة القرآن الكريم ...كيف يقضي الدكتور رضا عبدالسلام يومه؟

أقضي يومي ما بين قراءة القرآن الكريم والكتابة حيث بصدد الاحتفال بإصدار مجموعة من الكتب.

- هل تتابع الكورة المصرية، وحضرتك أهلاوي ولا زملكاوي؟

طبعًا أتابع، وأنا زملكاوي.

- ما أصعب الموافق التي مرت على حضرتك؟

وفاة والدي ووالدتي من أصعب المواقف التي مرت عليّ.

- هل من رسالة للشباب؟

أقول للشباب في مصر الحبيبة والوطن العربي، أنتم أبناء أمة عظيمة جدًا، العربية والإسلامية، ولديكم أسباب النجاح وإبهار العالم دائمًا وعليكم أن تسعيدوا أمجاد أمتنا العظيمة.

- رسالة إلى أهلنا في غزة والسودان وسوريا؟

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنهم هذه الغمة ويعيشوا كما يعيش الناسُ آمنين مطمئنين.

- بما تنصح شباب قراء القرآن الكريم؟

أقول لهم اقرأوا ثم اقرأوا ثم اقرأوا

الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق في حواره للنهار

الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق في حواره للنهار

الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق في حواره للنهار

الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق في حواره للنهار

موضوعات متعلقة