مبادرة ”المليون كتاب” في الميزان.. بين الدعم والإشادة ورفض الوساطة

أعلن وزير الثقافة د.أحمد هنو، عن إطلاق مبادرة "المليون كتاب"، لدعم القراءة تزامناً، مع الاستعداد لانطلاق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في الدورة الـ56 والتي تعقد في الفترة من 24 يناير وحتى 5 فبراير.
وتتضمن المبادرة توزيع مليون كتاب على المؤسسات والوزارات مختلفة المعنية ببناء الإنسان ونشر الوعي، من بينها وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني، التعليم العالي والبحث العلمي، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي، إلى جانب جامعة الأزهر، والكنيسة المصرية، ونقابة الصحفيين.
وأشاد عدد من المثقفين بتلك المبادرة ومن بينهم الكاتب زين عبد الهادي، والذي قال إن المبادرة تدعم دعماً مباشرة لتثقيف الشعب المصري، خاصة أن هناك العديد من الكتب التي تفتقدها المكتبات بسبب غلو أسعار الورق والكتب وأدوات الطباعة وغيرها.
وأشار في تصريحات خاصة إلى أن المنشئات التثقيفية تعاني بشدة من نقص إمدادها بالكتب خاصة في المدارس التي لم تحدث أو تطور محتوياتها منذ عشرين عاماً تقريباً
وأكد "عبد الهادي" أن الدولة تضم ما يقرب من 35 ألف مكتبة وهو رقم كبير يمكننا من زيادة الوعي بشكل أسرع حال استغلالها بالصورة المثلى.
فيما قال الكاتب خالد إسماعيل، أن الجيل الحالي ابتعد بشكل كبير عن القراءة الورقية وأصبح يلجأ للطرق الحديثة للتثقيف السريع أو الكتب الإلكترونية، ومن ثم فإن المبادرة تعد استعادة حقيقة لدور الكتاب في حياة الأجيال الصغيرة.
وأضاف "إسماعيل" يجب الاهتمام بتوزيع الميلون كتب في القرى والنجوع ومكتبتها وليس في الأماكن الرئيسية فقط كما يجب دعم مبادرات مكتبة الفصل التي تعرفها الأجيال الأكبر سناً.
ورغم إشادة الكثير من المثقفين بتلك الخطوة، ظهرت بعض التساؤلات حول كيفية ضمان وصول الكتب إلى الفئات المستهدفة بشكل فعال، إذ اقترح عدد من المثقفين .إنشاء "أكشاك ثقافية" في القرى الرئيسية، لتكون بمثابة مكتبات صغيرة تتيح استعارة الكتب مجانًا أو بأسعار رمزية، كما يمكن لهذه الأكشاك أن تكون نقطة انطلاق لنشر القراءة في المناطق الريفية والنائية، إذ تشكل القرى الرئيسية أكثر من نصف سكان مصر.
كما استنكر البعض توزيع الكتب على الهيئات على اعتبار إنها وسيط بين الوزارة والجمهور، وقال كتاب رفض ذكر اسمهم، لماذا يتم الاعتماد على المؤسسات كوسطاء بدلاً من توجيه الكتب مباشرة إلى الأفراد، وهل تضمن هذه الجهات استخدام الكتب في تعزيز القراءة فعليًا، تلك الأسئلة تُبرز الحاجة إلى متابعة دقيقة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة وهو عبء إضافي يقع على عاتق وزارة الثقافة بحد ذاتها.