ميل جيبسون يزعم: علاج القمل يقضي على السرطان.. وعميد معهد الأورام يوضح الحقيقة
في تطور لافت أثار ضجة واسعة في الأوساط الطبية، كشف الفنان العالمي ميل جيبسون عن أن ثلاثة من أصدقائه تمكنوا من الشفاء التام من السرطان بعد تناولهم أدوية تستخدم لعلاج الطفيليات.
وجاءت تصريحات جيبسون خلال مقابلة مع الإعلامي الأمريكي الشهير جو روجان، حيث ذكر أن أدوية تحتوي على دوائي الإيفرمكتين والفينبيندازول، المخصصة لعلاج القمل والديدان، لعبت دورًا حاسمًا في تعافي أصدقائه.
هذا التصريح أثار اهتمامًا عالميًا وفتح باب النقاش حول إمكانية استخدام أدوية الطفيليات في علاج السرطان، خاصة بعد انتشار الفيديو الذي لاقى تفاعلًا واسعًا.
وتواصلت صحيفة "النهار" مع الدكتور محمد عبد المعطي، عميد معهد الأورام، لاستجلاء حقيقة تلك الادعاءات ومدى إمكانية استخدام أدوية الطفيليات كعلاج فعال ضد السرطان.
أكد عبد المعطي، أن أدوية مثل الإيفرمكتين والفينبيندازول تُستخدم منذ عقود في أبحاث علاج بعض أنواع السرطان، مشيرًا إلى أنها تُظهر فاعلية في مكافحة سرطان القولون عند استخدامها بالتزامن مع العلاج الكيماوي، مضيفًا أن تلك الأدوية لا يمكن أن تُعتبر علاجًا بديلًا، بل تُستخدم كعامل مساعد لتعزيز تأثير العلاجات التقليدية.
أدوية الطفيليات ودورها في محاربة الأورام
أوضح عبد المعطي، أن السبب وراء استخدام أدوية الطفيليات في الأبحاث لعلاج السرطان هو تشابه بعض خصائص الطفيليات مع الخلايا السرطانية، مضيفًا أن دراسات قديمة أُجريت قبل أكثر من 50 عامًا أثبتت دور هذه الأدوية في تسريع عملية العلاج، إلا أن التقدم الطبي وتطور العلاجات الكيماوية جعل الاعتماد على تلك الأدوية محدودًا.
وأشار عبد المعطي، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، إلى أن استخدام مثل هذه الأدوية قد يحقق نتائج إيجابية في بعض الحالات، ولكن نجاح العلاج يعتمد على عدة عوامل، من بينها نوع السرطان، حالة المريض، وطبيعة الخلايا السرطانية المستهدفة.
تحذير من الاعتماد على التجارب الشخصية
رغم إثارة تصريحات جيبسون للاهتمام، شدد عميد معهد الأورام على ضرورة الحذر من الاعتماد على تجارب فردية غير مدعومة بدراسات علمية موثوقة، مؤكدًا أن علاج الأورام يجب أن يكون تحت إشراف طبي متخصص لضمان أمان وفعالية العلاج.
ونصح المرضى بعدم اللجوء إلى أي علاج دون استشارة الأطباء المعنيين، محذرًا من أن العلاجات البديلة قد تُعرض المرضى لمضاعفات خطيرة إذا لم تُستخدم بالطريقة الصحيحة.
الإيفرمكتين والفينبيندازول: استخدامات متعددة
يذكر أن دواء الإيفرمكتين تُستخدم أساسًا في علاج القمل والطفيليات الجلدية، بينما يُعد الفينبيندازول علاجًا شائعًا للديدان، وبرغم استخدامهما الطبي المعروف، فإن استخدامهما في علاج السرطان لا يزال موضوعًا يحتاج إلى مزيد من الدراسات لتحديد فعاليتهما وأمانهما بشكل نهائي.
يبدو أن تصريحات الفنان الأمريكي الشهير ميل جيبسون أعادت تسليط الضوء على أبحاث قديمة تربط أدوية الطفيليات بعلاج السرطان، وبينما أظهرت هذه الأدوية بعض الفاعلية في تسريع علاج الأورام، يؤكد الخبراء أن الاعتماد على هذه العلاجات وحدها ليس كافيًا، ويبقى التطور العلمي والطبي الحديث هو الأساس في علاج السرطان، ويبقى السؤال متى نستطيع أن ننهي كابوس مرض السرطان إلى الأبد.