هل تصبح الحرب القادمة هي حرب الغاز وكيف تستولي اسرائيل علي غاز غزة ؟
برزت الاهمية الاقتصادية للغاز خلال العقدين الاخيرين وساهمت بشكل كبير في التحركات الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط واوربا مؤخرا وهو ما حرك مؤخرا الصراع بين روسيا من ناحية واوربا وامريكا من الناحية الاخري وفي الشرق الاوسط ساهم الغاز مساهمة مباشرة في سقوط نظام بشار الاسد بهدف وصول الغاز القطري عبر سوريا وتركيا الي اوربا وفي غزة تقوم اسرائيل بسرقة حقول الغاز اللبنانية قبالة جنوب الجنوب المحتل ونفس الامر امام غزة .
يقول الدكتور احمد يوسف احمد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وخبير العلاقات الدولية ان الغاز بالفعل حرك الجغرافيا السياسية في المنطقة العربية فللغاز يرجع الفضل في اتحاد جهود تركيا وقطر والاتحاد الاوربي في ازاحة نظام الاسد وسقوط حكمه الذي كان يمثل العقبة الاكبر امام وصول غاز قطر الي اوربا وذلك حماية لحلفائه الروس الذين كانوا يمدون اوربا بحوالي 45% من احتياجاتهم من الغاز .واضاف الدكتور يوسف ان اسرائيل تمعن في التوغل علي حصة لبنان مع ان ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل يضع بلوك رقم 9 وحقل كيرتش ضمن حصة لبنان ومع ذلك تحرص تل ابيب علي سرقة واستنزاف حقول الغاز اللبنانية والفلسطينية قبالة غزة ومع وجود اسرائيل بقواتها في الداخل اللبناني خرجت علينا التقارير الغربية منذ ايام لتلقي ببالونات اختبار مفادها ان اسرائيل لن تترك المنطقة العازلة في الجنوب بعمق من 3 الي 5 كم في الداخل اللبناني ولن تتخلي عنه اسرائيل الا بنهاية عام 2027 علي اقل تقدير وبذلك تكون قد استنزفت مقدرات وثروات الشعب اللبناني الذي يعاني معاناة كبيرة في توفير الطاقة .
واشار الدكتور يوسف ان اسرائيل تعطل تنفيذ القرار 1701 بأفعالها وحققت عملة سرقة نشطة خلال حرب ال 66 يوما مع حزب الله وتتمسك تل ابيب بحقول الغاز اللبنانية وعدم تركها الا بعد ان تتأكد ان لبنان عندما يستثمر بها لن تكون لها اي عائد اقتصادي يذكر وكل ما ذكرناه يتماشي مع خطة قطر – تركيا للوصول بالغاز القطر الي اوربا بديلا عن الروسي والموضوع لم يتوقف عند حدود الشرق الاوسط بل ان جملة الخسائر في الداخل الاوربي جراء وقف مرور الغاز الروسي عبر اوكرانيا الي 125 مليار دولار خلال العامين الحالي ؤروالقادم وستصل خسائر روسيا 8 مليار واكثر الدول الاوربية تضررا هي سلوفاكيا والمجر وملدوفا وهي ستعاني معاناة كبيرة خلال شهرين اما رومانيا والنمسا وكوسوفو وصربيا والبوسنة ستتأثر بشدة خلال 6 شهور اما المانيا ستتفاقم مشاكلها خلال سبتمبر ابلقادم علي اقصي تقدير .