النهار
الأربعاء 15 يناير 2025 06:43 صـ 16 رجب 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

«إيرينا تسوكرمان» محامية الأمن القومي الأمريكي لـ «النهار»: ترامب سيدعم إسرائيل بالسلاح ويسمح لها بعمليات أكثر عدوانية في غزة حال رفض «حماس» تسليم الرهائن

الرئيس الأمريكي سيواصل إشراك مصر كوسيط حيوي في عمليات السلام بالشرق الأوسط وقضايا مكافحة الإرهاب

استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر أبرز ملامح خطة ترامب لمستقبل الشرق الأوسط الجديد

لم يكن لإدارة بايدن علاقة بالإطاحة بالأسد.. وتركيا هي العقل المدبر لإسقاط النظام السوري

كشفت إيرينا تسوكرمان المحللة السياسية بالحزب جمهوري، ومحامية الأمن القومي الأمريكي، وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات، عن خطة الـ100 يوم الأولى للرئيس الأمريكي المنتخب فور استلامه السلطة نهاية الشهر الجاري.

وقالت إيرينا تسوكرمان في حوار خاص لـ"جريدة النهار المصرية"، إن ترامب سيعكس بعض الأوامر التنفيذية لإدارة جون بايدن باعتبارها واحدة من الخطوات الأولى نحو التراجع عن إرث الإدارة السابقة، والوفاء بوعود حملته الانتخالبة، كما كشفت عن خطة الرئيس لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة وتحرير الرهائن، وإلى نص الحوار..

ــ أولاً.. ما هي أولى قرارات الرئيس ترامب التي سيتخذها فور استلامه السلطة ؟
على الأرجح أن يعكس ترامب بعض الأوامر التنفيذية لإدارة بايدن باعتبارها واحدة من الخطوات الأولى نحو التراجع عن إرث الإدارة السابقة، من حيث الوفاء بوعود حملته الانتخابية، ستكون أولويته الفورية هي الإذن بالترحيل الجماعي، ودفع الترشيحات إلى الأمام من خلال مجلس الشيوخ في أسرع وقت ممكن، ورفع تجميد بايدن بسبب استخراج الطاقة، وفرض بعض التعريفات الجمركية على الأقل، وخاصة على السلع التي تنتجها الصين، والنهوض بالتحقيقات في الجامعات المتهمة بمعاداة السامية على المستوى الهيكلي، سيأذن بسرعة برفع لوائح DEI و ESG "المستيقظة".

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، من المرجح أن يكون أحد القرارات الأولى هو إعادة تعيين الحوثيين في إطار منظمة التجارة الحرة من أجل المساعدة في استعادة حرية الملاحة، والضغط من أجل استعادة العقوبات المختلفة على إيران.

ــ ما حقيقة توعد ترامب بضرب غزة بعد 20 يناير في حال عدم تسليم الأسرى؟
ترك ترامب لغته غامضة عمدا لذلك ليس من الواضح أن العمل ضد حماس في حالة عدم إطلاق سراح الرهائن سيأتي في شكل ضربات جوية أمريكية هذا غير مرجح للغاية، وبالنظر إلى حقيقة أن ترامب وعد صراحة بمحاولة إبعاد القوات الأمريكية عن الاشتباكات الأجنبية الإضافية، ومع ذلك، فمن المرجح أن يجدد تسليم جميع الأسلحة إلى إسرائيل ويسمح للجيش الإسرائيلي بعمليات أكثر عدوانية على الأرض، مع دعم استخباراتي ولوجستي أمريكي كامل.


علاوة على ذلك سيكون هناك بالتأكيد إنفاذ سياسي للعقوبات، بما في ذلك منع أي قرارات للأمم المتحدة تعطي أي انفتاح لحماس، والضغط على الاتحاد الأوروبي وحلفائه الآخرين لاتخاذ إجراءات إنفاذ ضد حسابات حماس وحملاتها في حالة عدم كفاية أي من هذه الخطوات، يمكن للولايات المتحدة أن تدعم المزيد من محاولات الاغتيال الإسرائيلية ضد قيادة حماس.

ــ ما هي خطة الرئيس لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة وتحرير الرهائن؟
قد يحاول ترامب أيضا إشراك قوى إقليمية أخرى، مثل أعضاء اتفاقات إبراهيم، في الضغط على حماس والتفاوض على اتفاق لقوة أمنية في غزة يمكن أن تساعد في طرد حماس، وتحسين أمن إيصال المساعدات الإنسانية، وتحديد آفاق الحكم الانتقالي بعد الحرب، إذا كان ترامب جادا في وضع حد للقتال، فسيضغط أيضا على قطر لتسليم قادة حماس إلى المحاكم الدولية للمحاكمة.

ــ ما السيناريو الذي تم إعداده إذا رفضت حماس تسليم الأسرى؟

من الممكن أن يأذن ترامب لإسرائيل بضرب مواقع الطاقة والنووية الإيرانية كرسالة إلى حماس؛ ويمكن أن يسمح أيضا لإسرائيل بزيادة كثافة العمليات في غزة، والضغط من أجل حمله على العمليات المالية والسياسية لحماس وشبكات الدعم خارج غزة.

ــ كيف يخطط الرئيس لمستقبل الشرق الأوسط الجديد؟

هناك العديد من نقاط الاتصال لإطار متجدد للشرق الأوسط:
1. وضع حد للأعمال العدائية المستمرة
2. استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر
3. استعادة الثقة والعلاقات مع حلفاء الشرق الأوسط، تعزيز اتفاقيات إبراهيم وتوسيعها وتوسيعها
5. مواجهة صعود روسيا والصين والقوى المعادية الأخرى في الشرق الأوسط
6. العودة إلى فكرة نوع من التحالف الدفاعي لمواجهة التهديدات الإقليمية مثل الشبكات الإرهابية.
ستواجه هذه الأولويات بتحديات مثل الديناميات المتطورة في الشرق الأوسط بما في ذلك تطبيع الدول العربية مع إيران والدور المتنامي لتركيا في المنطقة، وتأثير سحب قوات الناتو في العراق، وفقدان الإيرادات الناتجة عن هجمات الحوثيين، وتأثير الصراعات الإقليمية على اتفاقات لم أراكو المدعوم من ون، وترسيخ الأعمال التجارية والأمنية والسياسية الروسية والصينية.


ــ لماذا اختارت الولايات المتحدة هذا التوقيت للإطاحة بنظام بشار الأسد؟
لم يكن لإدارة بايدن أي علاقة بالإطاحة بالأسد، كانت الولايات المتحدة متواطئة في إعطاء الأسد شريان حياة ضمني من خلال عدم معارضة عودته إلى الجامعة العربية وحتى الموافقة أو التفاوض بشأن رفع بعض العقوبات، وفضلت إدارة بايدن الاستقرار الضمني لسوريا، ووفقا للتكهنات في الشائعات، حتى أنها عرضت عليها الحماية مقابل التعاون ضد إيران، وجاءت مبادرة الإطاحة بالأسد في هذا الوقت مباشرة من تركيا، التي اعترفت مؤخرا بدورها الأساسي في دعم الخطوة للإطاحة بالأسد التي تم التخطيط لها بالقرب من اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان واستفادت من انغماس إيران في الفوضى المتعلقة بمختلف الاغتيالات والضربات لوكلائها الإقليميين.


ــ هل هناك تسوية سرية لتمرير البرنامج النووي الإيراني على حساب التوسع الإسرائيلي في الشرق الأوسط؟

لا يوجد اتفاق سري، ترامب كان صريحا بشأن السماح لإسرائيل باستهداف المواقع النووية حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى ذلك، علاوة على ذلك فإن السيطرة الأمنية الإسرائيلية في سوريا أقل بسبب أي رؤية استعمارية وأكثر ارتباطا بعدم الثقة المتأصلة في هيئة تحرير الشام، التي لا تزال تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية.


إن إخراج البرنامج النووي الإيراني سيكون صالحا للمجتمع الدولي؛ سيكون العالم مكانا أكثر أمانا دون وجود نظام مارق له تاريخ في دعم التنظيم الإرهابي الذي يهدد ويبتز جيرانه والبلدان الأخرى التي لديها احتمالات نشوب حرب نووية. إن سيطرة إسرائيل على الأراضي في لبنان وسوريا تضمن أمنها، وتقلل من الميل إلى الاشتباكات المباشرة.

ــ ما هي خطة ترامب للتعاون في منطقة الخليج العربي؟
في الوقت الحالي، يركز ترامب على توسيع اتفاقات إبراهيم، وكذلك على توسيع التجارة والاستثمارات الثنائية وغيرها من الأشكال الاقتصادية والمالية للتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي في العراق، من المرجح أن يتابع ترامب خطوة بايدن لتقليل الوجود العسكري الأمريكي.

ــ ما هي رؤية ترامب لملف اللاجئين في أمريكا والتعامل مع الجاليات العربية والإسلامية؟

تتمثل أولوية ترامب في الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم سجلات جنائية، والتي يبلغ عددها ما يقرب من 700,000 فرد من جميع الخلفيات وتشمل أفراد أسرهم أيضا.


ــ ما هي رؤية ترامب لفتح أفق للتعاون مع مصر؟

ترامب لم يعبر على وجه التحديد عن أي نظرية أو رؤية جديدة، فمن المرجح أنه سيعود إلى علاقة وثق وودية مع مصر التي كانت على الطرح وسيواصل إشراك مصر كوسيط حيوي في عمليات السلام في الشرق الأوسط وقضايا مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف، بمجرد معالجة القضايا ذات الأولوية، قد تستأنف حكومة ترامب أيضا الوساطة في القضايا المتعلقة بـ (GERD)، وإذا كانت هناك مصلحة مباشرة للإدارة، فقد تكون على استعداد للمشاركة في قضايا أمنية إقليمية أخرى مثل الصراع بين الصومال وإثيوبيا، والحرب الأهلية في السودان، والعملية السياسية في ليبيا.