رئيس جامعة الأزهر في حوار شامل لـ ”النهار”: تعريب علوم الطب والصيدلة والهندسة ..وإنشاء كليتيّ للذكاء الاصطناعي والآثار...يدرس في الأزهر 60 ألف وافد من 140 دولة

قال الدكتور سلامة دواد، رئيس جامعة الأزهر، إن أمنيته للعالم في بداية العام الجديد أن يحقن الله الدماء التي تسيل على خريطة العالم، متتمنيا أن تتوقف الدماء في غزة وفلسطين المحتلة، حيث استشهد أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح، وهُجّر ملايين من الناس.
وقدم "داود" التنهئة للإخوة الأقباط قائلا: نهنئ أخواننا المسحيين، شركاؤنا في الوطن، بالعام الميلادي الجديد.
وأكد الدكتورسلامة داود في حواره لـ النهار، أن كليات جامعة الأزهر تقترب من 100 كلية، ويدرس فيها نصف مليون طالب مصري، وهذه قوة ناعمة لمصرنا الحبيبة داخل مصر وخارجها.
وأضاف رئيس الجامعة أنه يدرس في الأزهر الشريف أكثر من 60 ألف طالب وافد من 140 دولة، 30 ألف يدرسون في مرحلة التعليم قبل الجامعي (ابتدائي وإعدادي وثانوي) في معاهد الأزهر، 30 ألف يدرسون في جامعة الأزهر.
وكشف "داود" لأول مرة سيتم تعريب علوم "الطب والصيدلة والهندسة والعلوم الأخرى" بجامعة الأزهر من العام المقبل وأيضا افتتاح كليتيّ "الذكاء الاصطناعي والآثار والتراث الإسلامي" العام القام.
الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر - تصوير مصطفى صالح
وإلى نص الحوار:
- ونحن في بداية عامًا جديدًا...ما أمنياتكم لمصرنا الحبيبة وللأزهر الشريف وجامعتكم العريقة؟ وأهم الملفات والأولويات على أجندة فضيتك في 2025؟
مع شروق شمس هذا اليوم الأول من شهر رجب المبارك لعام 1446 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، نهنئ الأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر الفضيل الذي علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو فيه «اللهم بلغنا رجب وشعبان وبلغنا رمضان»، كما نهنئ أخواننا المسحيين، شركاؤنا في الوطن، الذين يمثلون معنا نسيجًا واحدًا، إخوة في وطن واحد، نهنئ بالعام الميلادي الجديد، فاليوم الأول لشهر يناير لعام 2025 من ميلاد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، أولًا أمنيتي للعالم، أن يحقن الله سبحانه وتعالى الدماء التي تسيل على خريطة العالم، الدماء التي تسيل منذ أكثر من عام في غزة وفلسطين المحتلة، الأبية الشامخة، العزيزة، على مرأى ومسمع من العالم الحر المتحضر، قُتل واستشهد أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح، وهُجّر ملايين من الناس، هُجّروا من بلادهم وديارهم، (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)، هؤلاء ما ذنبهم؟ وما ذنب الأطفال؟ أكثر من 10 آلاف طفل قتلوا واستشهدوا، (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت)، في رقعة وخريطة العالم المنتشرة تسيل شلالات الدماء، والعالم الذي يتشدق بالحرية التي صدعنا بها على مدار سنوات طويلة مضت، ينبغي أن نقف مع بداية هذا العام الجديد وقفة لتصحيح المسار لإيجاد حلول لهذه المشكلات التي هزت العالم والنظام العالمي، نريدُ نظامًا عالميًا جديدًا يُحقق العدالة، ويأخذ للضعيف حقه من القوي، ويحقق السلام والاستقرار والرخاء للجميع، أفلاطون كان له حلما وهو المدينة الفاضلة، ونحن نريد أن نحقق هذه المدينة الفاضلة، وهي لا تحقق ولن تتحقق وهناك دماء تسيل على الأرض، وهناك حروب وصراعات عنيفة جدا، نسأل الله في هذا العام الجديد أن تكون فاتحة خير لإيقاف هذه الحروب والدماء التي تسيل في العالم كله.
أما أمنيتي للأزهر الشريف أن يزيده الله عمرًا مديدًا، وأن يُبارك فيه وفي علمائه وفي إمامه الفاضل، فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأن يبقى منارة الإسلام على مر الزمان، فالأزهر الشريف الآن أكثر من 1084 مضت من عمر الزمن وهو ينشر العدل والخير والنور في ربوع العالم كله وليس في مصر فقط.
- كم عدد الطلاب الوافدين؟
يدرس في الأزهر الشريف الآن أكثر من 60 ألف طالب وافد من 140 دولة، 30 ألف يدرسون في مرحلة التعليم قبل الجامعي (ابتدائي وإعدادي وثانوي) في معاهد الأزهر، 30 ألف يدرسون في جامعة الأزهر، في كلياتها العملية والنظرية والشرعية والعربية.
- هل يدرس الوافدون المناهج نفسها المقررة على نظرائهم من المصريين؟ وكيف يتم التغلب على عائق اللغة؟
بالنسبة للوافدين يتم تطوير تعليمهم في المرحلة قبل الجامعية، فهناك تعاون مستمر مع مركز تطوير الوافدين والأجانب بالإضافة إلى بعض الأنشطة المتعلقة بهم داخل الجامعة لتطوير اللغة وتحفيظ القرآن، ويدرس الوافد المقررات ذاتها التي يدرسها الطالب المصري، لكن بالنسبة للقرآن تكون الكمية المقررة أقل على الوافدين من الناطقين بغير العربية تيسيرًا عليهم.
- هل يحظى الوافدون بفرصة للتعيين أو التدريس في الجامعة بالنسبة للمتفوقين منهم؟
الوافد لا يُعين معيد لأنه يأخذ فرصته في التعليم ويعود لبلاده حتى ينشر ما درسه ويفيد غيره.
- كم عدد الكليات بجامعة الأزهر في العام الحالي؟
تقترب كليات جامعة الأزهر الآن من 100 كلية ويدرس فيها نصف مليون طالب مصري، وهذه قوة ناعمة لمصرنا الحبيبة داخل مصر وخارجها.
- ما نصيحتك لأبنائكم الطلاب في الامتحانات؟
أقول لأبناىنا الطلاب وهم في الامتحانات وفي صُلب الدراسة إن العلم باب شريف، وإن من وضع قدمه على العلم ستأتيه الشهادة راغمة، فعلينا أن نسعى ولا يكون الهم والسعي للحصول على الشهادة، وإنما يكون همنا لتحصيل العلم والمعرفة النافعة التي تنفع الشاب في حياته، وتنفع وطنه وأمته، لأنه إذا بنت الجامعات ودور التعليم مواطنًا سليمًا وبناء إنسان سليم فكرًا وعقيدًة وسلوكًا لنجحت هذه الجامعات في تكوين المواطن الصحيح، وذلك لأن الهدف من الجامعات والتعليم هو بناء الإنسان، الذي يُعد الركيزة الأولى، لا تبني شيئًا ولكن تبني رجلًا وفتاة، والتي سوف تؤسس بعد ذلك بيتًا وتبني أمًة، وأقول لهم «هو الجد حتى تفضل العين أختها...وحتى يكون اليوم لليوم سيدا»، وهذا بيتا لأبي الطيب المتنبي، مقصدي إن لم أكن أنا اليوم أفضل مما كنت أمس لم أضف جديدًا، وإذا لم أكن غدًا أفضل من اليوم فليس هناك جديد، فلابد أن نعيش اليوم أفضل من أمس والغد أفضل من اليوم، وإذا صارت الأمة في هذا المسار وصار طلاب العلم والجامعات ودور العلم في هذا المسار فنحن نسير في الطريق الصحيح.
- أعلنت حضرتك لأول مرة تعريب علوم الطب والصيدلة والهندسة والعلوم الأخرى...حدثنا عن رؤيتكم في هذا الملف؟
هذا الموضوع تأخر كثيرًا، وكان على الجامعات العربية أن تخوضه، لأن هذه العلوم (الطب والصيدلة والهندسة إلخ) أساس نشأتها نشأة عربية، على سبيل المثال ابن سينا، أبو الطب، والخوارزمي وابن البيطار...إلخ، هؤلاء العلماء إنما كتبوا نتاجهم وألفّوا هذه العلوم باللغة العربية، فهذه العلوم أصلها عربية، ولما تأخر العالم العربي وسبقنا العالم الأوروبي في النهضة الحديثة، طغت اللغة الأوروبية على اللغة العربية، لذلك ينبغي أن تعود العلوم إلى هذا الأصل وهذه الجذور العربية، وإذا نظرت إلى الطب في اليونان تجده يُدرس باللغة اليونانية، وفي ألمانيا تجده يُدرس باللغة الألمانية وهكذا، وليس هناك مانع من أن نعرب الطب ويُدْرس باللغة العربية، والصيدلة والهندسة يُدرسوا باللغة العربية بجانب اللغة الأجنبية الثانية، وسنبدأ في تجربة تعريب العلوم مع الاحتفاظ باللغة الأجنبية كلغة ثانية لهذه العلوم من العام القادم، ويدرس الطالب هذه العلوم باللغتين (العربىة والإنجليزية) حتى تكون دراسته لها أولًا بلغته حتى تيسر له أمر المعرفة ومصطلحات هذه العلوم وحقائقها، وبعد ذلك اللغة الأجنبية ستكون اللغة الثانية ليتفاعل بها مع العالم.
- طالبت حضرتك عن وضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي...تعليق حضرتك، وأيضا أعلنت فضليتك عن افتتاح كليتيّ "الذكاء الصطناعي والآثار والتراث الإسلامي العام القادم...ما التفاصيل والآليات؟
إن شاء الله ستدخل الجامعة عامها الجديد ومعها هاتان الكليتان الجديداتان «الذكاء الاصطناعي والآثار والتراث الإسلامي» حتى تضع الجامعة قدمها في هذه المجالات المتقدمة التي تبنى عليها الكثير من الخير لوطننا.
أما بالنسبة لكلية الآثار والتراث الإسلامي، فهناك قسم كبير من الآثار، سواء الآثار الإسلامية والتراث الإسلامي والحضارة القديمة، تُراث موغل في القدم والحضارة، والهدف الأكبر من إنشاء هذه الكليات هو دراسة هذه الآثار الإسلامية بجانب الآثار القبطية والرومانية والفرعونية، وهذا كله مُباح في الشريعة، بل هو مما حسّ عليه الشرع الحنيف، حتى أن الأهرامات موجودة في القرآن الكريم، «وفرعون ذي الأوتاد، الذين طغوا في البلاد»، رغم أنهم طغوا في البلاد ولكنهم بنوا حضارة يتعجب منها الناس في أنحاء العالم وحتى اليوم يتسألون كيف بُنيت الأهرامات؟، أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسير في الأرض وأن نتدير ونتفقد فيها، هذا بالنسبة لكلية الآثار والتراث الشعبي.
أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي فهو طفرة مثلما كان الكمبيوتر والموبايل ووسائل التواصل الحديثة طفرة، والذكاء الاصطناعي طفرة لابد أن يواكبها الأزهر الشريف والعلم الحديث ولكن بالضوابط والمحاذير والأمور الصحيحة التي لا تنتهك حرية الأشخاص، لأنه قد يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التجسس أو في إباحة الحريات الشخصية أو في مجال الضرر والإضرار بالغير، لذلك لابد أن نضع ضوابط ومحاذير للذكاء الاصطناعي حتى يكون مفيدًا للناس ويُؤمن ضرره وشره، وهو عبارة عن تخزين ملايين من المعلومات على جهاز أو أجهزة، ولكن هل هذا سيجعل العقل البشري ينام ويستريح وهو متكأ ومتوكل على الذكاء الاصطناعي؟ والإجابة، لا، لأن العقل البشري هو الذي خلق الذكاء الاصطناعي، وهل هذا الذكاء على الرغم من تقدمه ومهما بلغ يستطيع أن يشعر ويكون لديه إحساس ونبض قلب؟ استحالة طبعا، هذا صنع الله سبحانه وتعالى وفطرته، هذا التطور مذهل يُعين البحث العلمي ويُعين العملية التعليمية، ونسأل الله التوفيق.
- تتصدر جامعة قوائم التصنيفات الدولية، ومؤخرا حصلت جامعة الأزهر على المركز الأول في تصنيف التايمز للتعليم العالي...حدثنا كيف استطاعت الجامعة تحقيق هذا التقدم الكبير؟
أولًا نهضة الأزهر من نهضة مصر، ونهضة جامعة الأزهر من نهضة الجامعات المصرية، لأننا نعمل مع المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، نعمل في مظلة واحدة حتى يكون هناك تكامل بين الأزهر الشريف وجهات الدولة المختلفة سواء في البحث العلمي أو في التعليم وسياسته، والحمد لله جامعة الأزهر تسير بخطى ثابتة، حققت تقدمًا كبيرًا، هي الأولى على مستوى الجامعات المصرية الحكومية هذا العام على حسب تصنيف التايمز العالمي، تسير بخطى ثابتة في جميع التصنيفات الدولية، والآن أخذنا موافقة مجلس الجامعة الشهر الماضي على عقد تصنيف جديد للجامعات من الناحية العربية والشرعية والعلوم النظرية، التصنيفات العالمية تُعنى بالعلوم العلمية «الطب والصيدلة والهندسة» وليس هناك تصنيف يُعنى بالجانب الشرعي واللغوي والتراث الإنساني، فالأزهر الشريف وجامعته أخذت خطوات في أن تقوم على إعداد هذا التصنيف الذي سيُنسب إليها وستكون هي حجر الزاوية فيه، إن شاء الله نأمل الخير وأن يكون الغد أفضل.
كيف استطاعت جامعة الأزهر تحقيق تقدم كبير في المجالات العلمية والتصنيفات الدولية بالدوريات العلمية؟ كم كلية وبرنامجًا حصلت على الاعتماد؟
نحمد الله على ذلك، وهذا نتيجة تنافس شريف بين الكليات، فكل كلية تسابق نفسها حتى تكون أفضل من الأعوام السابقة ولهذا صار لدينا كليات معتمدة تزيد على ٣٠ كلية وأكثر من ٦٠ برنامج
- كيف يتم تطوير المناهج التعليمية بما يضمن خلوها من أفكار المغالاة والتطرف دون أن تفقد هويتها الأزهرية؟
يتم تطوير المناهج بصفة مستمرة، ولدينا لجان مختصة منعقدة لعملية التطوير، ونتج عنها الكتاب الموحد وهو ما يتم تدريسه الآن في الكليات الشرعية والعربية، وهو معمم على كل أقسامها في فروع جامعة الأزهر.
وفيما يخص الكليات العملية فيختلف المنهج المقرر على كل كلية ليكون متناسبًا مع طبيعتها وما تقتضيه من أمور شرعية؛ فمثلًا في كليات الطب يتم دراسة الأمور المتعلقة ببنوك الأمشاج والمستحدثات الطبية، وفي كليات الهندسة ما يتعلق بأعمال المقاولة من الناحية الشرعية، وفي كليات الإعلام ما يتعلق بالرأي والحوار، وفي كليات التربية الرياضية ما يتعلق بالمسابقات والمراهنات،كل كلية حسب ما تقتضيه الدراسة فيها من الناحية الشرعية.
- كيف يتم تدريب الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل؟
الطلاب يتم تأهيلهم لسوق العمل من خلال المحاضرات النظرية والتدريبات العملية، فمثلًا في كليات الدعوة يتم تدريبهم على الخطابة في المساجد، وفي كليات التربية يتم تدريبهم عمليًا في المدارس والمعاهد، وفي كليات أخرى يتم تنظيم زيارات ميدانية للمعامل وتنسيق تدريبات مع جهات مختلفة وفق التخصص الأكاديمي.
كما أن المناهج وتصميمها وخضوعها الدائم عملية التطوير يجعلها مواكبة لسوق العمل لأنها بالطبع لا يمكن أن تنعزل عما يحدث في أرض الواقع.
- تحدثتم سابقًا عن استحداث قسم اللغة الصينية، فما هو الاعتبار الذي تختار وفقه اللغات في الجامعة؟ وما هي اللغات الموجودة حتى الآن؟
فيما يتعلق باستحداث قسم اللغة الصينية فهناك كلية كاملة في الجامعة تسمى اللغات والترجمة، واستحداث الأقسام يكون حسبما تقتضيه الاحتياجات والعصر والإقبال من الطلاب، بالإضافة إلى بروتوكول التعاون مع الجهات المختلفة.
ويوجد عدد كبير من اللغات وآدابها، كما توجد أقسام مخصصة لدراسة الشريعة الإسلامية باللغات المختلفة، إلا أن اختيار اللغات واستحداث أقسامها بشكل عام يخضع للإمكاناتن الأكاديمية في الجامعة.
- على الرغم من استحداث عدد كبير من الكليات والأقسام في جامعة الأزهر؛ إلا أن بعض التخصصات لا تزال غائبة مثل (العلاج الطبيعي، والطب البيطري، والاقتصاد والعلوم السياسية، والفنون الجميلة، والتمريض بالنسبة للبنين)؟ فهل يوجد سبب فكري يستبعد بعض التخصصات؟
لا توجد تخصصات بعيدة عن الدراسة الأكاديمية في جامعة الأزهر؛ فبعض مواد الكليات التي ذكرتموها تُدرس بالفعل؛ فعلى سبيل المثال تدرس بعض مواد العلاج الطبيعي في كلية الطب بجامعة الأزهر، والاقتصاد والعلوم السياسية كان قسمًا مستقلًا في كلية التجارة، أما الفنون الجميلة فبعض موادها يدرسها طلاب التربية الفنية، لذلك نقول إن كل ما يتم دراسته في الكليات الجامعية المختلفة يُدرس في جامعة الأزهر، ويكون استحداث الكليات والتخصصات وفق الاحتياجات.
في النهاية، الجامعة لا تتحفظ على أي علم من العلوم النافعة للبشرية، ولكن تأخذ من العلوم ماله مقومات أكاديمية موجودة داخل كلياتها.
- كيف يُدارملف المنح الدراسية؟ وكيف يتم تحديد مستحقي المنح؟
قضية المنح تختص بها المشيخة، وهي تتم وفق احتياجات الدول ومعايير وبروتوكولات التعاون بالإضافة لعدد المتقدمين عليها إلكترونيًا، والنظر إلى طبيعة الدولة ومدى احتياجها للمنح، وفي الوقت نفسه مدى احتياج الأزهر لوجود وافدين لفكره في هذه الدول.
- ما الدعم الذي تقدمه جامعة الأزهر للطلاب الوافدين من فلسطين والسودان؟
بالنسبة لفلسطين وللسودان، فكثير من الطلاب الوافدين منهما يدرسون على مقاعد منحهم، ومن لا يدرس على المنحة المخصصة يتم إعفائه حاليًا من المصروفات كاملة، لكن في الإجمال كل من هو على غير منحة يتم النظر في حالته، ووضعه الاجتماعي من خلال لجنة متخصصة لبحث سبل الدعم التي قد تقدمها له الجامعة.
- ما أهم الأنشطة الطلابية التي تنظمها الجامعة؟ وما الاعتبارات والمحاور الأساسية المعتبرة عند وضع برامج الأنشطة الطلابية كل عام؟
الجامعة تستمر في الأنشطة الطلابية على مدار العام من خلال الرحلات والمسابقات؛ فمنذ أيام كانت مسابقة القراءة الحرة التي اشترك فيها عدد من الطلاب، وقد رفعت الجامعة قيمة جائزة المركز الأول من ألفين جنيه إلى 25 ألف لتشجيع الطلاب على المثابرة والقراءة، كما تم رفعها لتصل إلى 100 ألف جنيه من بداية العام الحالي، وتستمر الأنشطة العلمية والفنية والثقافية والرياضية، وأنشطة حفظ القرآن الكريم، وإلقاء الشعر، وغيرها.
وفيما يتعلق بالمحاور التي تراعيها الجامعة في الخطة السنوية للأنشطة الطلابية، فهي تتلخص في غرس قيم الانتماء لدى الطالب، وإفادته اجتماعيًا او ثقافيًا أو عمليًا أو غير ذلك منسبل الاستفادة، بالإضافة لتدريب الطلاب على مهارات الإدارة والعمل الاجتماعي.
في إطار دورالجامعة المجتمعي...هل ممكن توضيح أهم مبادرات الجامعة المجتمعية ومدى تأثيرها؟
جامعة الأزهر تشارك في مبادرات كثيرة منها القوافل المجتمعية والإغاثية في المحاظات والمناطق النائية وعلى الحدود وغيرها من أماكن الاحتياج، بالإضافة إلى المشاركة في كل مبادرات الدولة التي قامت بها ولا تزال تقوم بها في المحافظات والحدود، والمناطق النائية والمناطق ذات الاحتياجات، كذلك كل المبادرات التي تطلقها الدولة تشارك فيها الجامعة والتي كان آخرها مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري".
- ما هو عدد فروع جامعة الأزهر في الجمهورية؟ وأبرز الدوريات العلمية التي تصدرها؟
الجاممعة لها ثلاثة فروع: في القاهرة، والوجه البحري، والوجه القبلي، وقد حصلت الجامعة على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، كما تتصدر كثير من مجلاتها التصنيفات الأولى على بنك المعرفة.
لماذا أنشأت جامعة الازهر المعاهد وكم عددهم؟
أنشأنا المعاهد لتغطي احتياجات المجتمع، ولتواكب سوق العمل، وعليهم إقبال كبير من الطلاب، ويصل عددهم لعشرين معهدًا
- كيف تتصدى جامعة لمحاولات هدم الهوية للطلاب...وتنشر الوعي؟
بالندوات التثقيفية، والمقررات الدراسية التي تغرس في الطلاب ذلك
- ماذا عن جهود الجامعة في مكافحة التطرف والإرهاب الفكري والثقافي؟
جامعة الأزهر تحمل رسالة سامية في مكافحة التطرف والإرهاب الفكري والثقافي، وهي رسالة ترتكز على نشر قيم الإسلام الوسطية وتعزيز الفكر المستنير الذي يواجه الأفكار المتشددة، وجهودنا في هذا المجال متعددة المحاور وتجمع بين التعليم، والتثقيف، والمبادرات المجتمعية، ودور المؤسسات التابعة للجامعة، مثل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، كما تضم مناهج جامعة الأزهر مقررات تتناول القضايا المعاصرة، مثل التطرف والإرهاب، وتشرح جذور هذه الظواهر من منظور علمي وشرعي، ونركز على تعزيز فهم الطلاب لقيم التسامح، والتعايش، واحترام الاختلاف.
- ماذا عن إستراتيجية الجامعة للتعامل مع المشروعات القومية وتقديم الدعم لها؟
تتبنى جامعة الأزهر إستراتيجية شاملة لدعم المشروعات القومية، ترتكز على التعليم والبحث العلمي والمشاركة المجتمعية، وتوفر الجامعة تخصصات وبرامج تعليمية تلبي احتياجات المشروعات القومية، مثل مشروعات البنية التحتية، والتنمية الزراعية، والطاقة المتجددة، وتشجع البحوث التطبيقية التي تسهم في إيجاد حلول للتحديات الوطنية، بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية، كما تشارك في مبادرات توعوية لتعزيز وعي المجتمع بأهمية هذه المشروعات ودورها في تحقيق التنمية المستدامة، وتقدم الجامعة كوادر متخصصة ومؤهلة من خريجيها للعمل في هذه المشروعات، بالإضافة إلى دعمها بقوافل طبية ودعوية، وتسعى الجامعة لأن تكون شريكًا رئيسيًا في تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية الشاملة، كما كان دور الجامعة واضحا خلال جائحة كورونا، وكذا في القوافل الطبية، وفي القضاء على فيروس سي وغيرها من المبادرات الوطنية.
الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر في حوار لـ النهار
الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر في حوار لـ النهار
الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر في حوار لـ النهار