النهار
الخميس 3 أبريل 2025 12:09 صـ 4 شوال 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

خبير يحلل للنهار كيف استخدم الالعلام الامريكي لغة خاصة في معالجة ملف حرائق لوس انجلوس ؟

الكاتب والمحلل السياسي فراج اسماعيل
الكاتب والمحلل السياسي فراج اسماعيل

في اعقاب اشتعال حرائق كاليفورنيا ولوس انجلوس تفاوتت لغة معالجة الاعلام الامريكي والتعاطي مع كارثة قومية بحجم التهام النيران لمساحات واسعة من الغابات والمزارع وقصور عددا كبيرا من الاثرياء وتوجهنا بالسؤال الي الكاتب والمحلل السياسي فراج اسماعيل خبير العلاقات الدولية والذي بداء كلامه معنا بقوله : أعجبني الاستخدام الدقيق للمصطلحات في الإعلام الأمريكي في وصف حرائق لوس انجلوس حيث اننا في العالم العربي نلوم من يحمل الطبيعة مسؤولية الانتقام الإلهي مع أن الطبيعة هي إحدى أدوات الانتقام والردع لأخطاء البشر في القرآن الكريم وفي التوراة والإنجيل وهناك عالم طبيعة أمريكي استخدم تعبير Eye-watering ويعني وصف الحريق بالكبير والصادم والمفاجئ،
extremely surprising, because of being great in amount ويمكن مقابلتها بالعامية المصرية بتعبير "تخزي العين".. أي لا تستطيع إحصاءه أو تقديره
أطلق العالم هذا التعبير ردا على سؤال: لماذا فشلوا في توقع هذا الحريق الضخم مع أن المفروض أن تلك الحرائق موسمية في كاليفورنيا.
واضاف اسماعيل ان هناك عالما اخر أجاب أن الطبيعة تغلبت علينا.. لا يمكن مهما أوتينا من علم الزعم بأننا سنتفوق عليها حيث ان الحريق استهدف منازل وممتلكات الأغنياء، ومن المتوقع أن تتجاوز الخسائر المؤمن عليها 8 مليارات دولار (6.5 مليار جنيه استرليني) بسبب ارتفاع قيمة الممتلكات المتضررة ومن المشاهير الذين فقدوا منازلهم، ميل جيبسون، ولايتون ميستر، وآدم برودي، الذين حضروا حفل توزيع جوائز جولدن جلوب قبل أيام قليلة، وباريس هيلتون.
يمكن أن تكون الحرائق هي الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن تتكبد ما بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار، وفقًا لتقدير أولي من AccuWeather.
واشار اسماعيل ان منح صبغة دينية لثورات الطبيعة ليس سلوكا عربيا ومسلما فقط. في السوشيال ميديا الإسرائيلية، يهود من اليمين المتطرف أظهروا تشفياً في احتراق منزل المغنية الأمريكية الشهيرة باريس هيلتون وربطوا ذلك بنشرها على حسابها في تويتر الذي يتابعه 16 مليون شخص، فيديوهات وأخبار القصف التي تظهر الخراب وحالة الدمار التي يعيشها الفلسطينيون في غزة خاصة الأطفال، وقولها إن الإنسان لا يجب أن يعيش في مثل هذا الخوف والرعب المتواصل.
لكن الذهاب إلى التفسير الديني يتراجع مع حقيقة أن الحرائق دمرت أيضا مساجد وكنائس ودور عبادة يهودية مثل عبد باسادينا اليهودي، وكنيسة كوربوس كريستي الكاثوليكية، ومسجد التقوى.
وتحولت دور العبادة التي تحمل إرثًا يمتد لعقود من الزمن إلى أنقاض حيث قالت سمر غنوم، إحدى عضوات مسجد التقوى في ألتادينا: "عندما اتصلت بي ابنتي وقالت: يا أمي، المسجد احترق، انفطر قلبي". إن الخسارة محسوسة بعمق، ليس فقط كمكان مادي ولكن كحجر أساس للاحتفالات المجتمعية، مثل إفطار رمضان.
واشار اسماعيل ان معبد ومركز باسادينا اليهودي، كنيس عمره 80 عامًا التهمته النيران. خاطرت الراهبة روث بيرمان هاريس وثلاثة من رفاقها لإنقاذ مخطوطات التوراة، متجاوزين إغلاق الطرق والدخان الكثيف وتم تدمير كنيسة مجتمع ألتادينا, وكنيسة ألتادينا المتحدة الميثودية و كنيسة القديس مرقس الأسقفية وكنيسة كوربوس كريستي الكاثوليكية في باسيفيك باليساديس وكنيسة باسيفيك باليساديس المشيخية.